المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةاقتصاد

الصناديق السيادية تتسابق على «سيليكون فالي»

يعترف إبراهيم عجمي بالقلق إزاء التقييمات العالية للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا. لكن ليس لدرجة أنه ليس على استعداد لضخ 600 مليون دولار اضافية، ناهيك عن 15 مليار دولار ضخّتها مجموعته العام الماضي.
وبصفته الرجل المسؤول عن شركة الاستثمار في التكنولوجيا المتطورة التي تخضع لصندوق الثروة السيادية (مبادلة) في أبو ظبي، فإن حذر عجمي يبدو مناسبا، وفق ما يقول لصحيفة فايننشال تايمز.
وانضمت صناديق استثمارية، كالذي يمثله في وقت متأخّر الى ما كان ينظر اليه، لفترة من الوقت، عن ذروة دورية في تمويل الشركات الناشئة. ودفاعه بأن الشركات الجيدة لا تواجه مشكلة في أن تطرح أسهمها للاكتتاب العام، وأن هناك ما يكفي من الشركات المتفوّقة لجعلها جديرة بالاهتمام.
صحيح أن الاستثمار في شركات التكنولوجيا الناشئة التي تبدو تقييماتها مبالغاً فيها لا ينتهي بالضرورة بالاخفاق والفشل. فما عليك سوى التأكد من أنك تستثمر في الشركة الناشئة المناسبة.
وكانت صناديق الثروة السيادية برزت في مشهد الشركات الناشئة خلال العامين أو الأعوام الثلاثة الماضية، منذ أن بدأت تتجاوز جولات تمويل المشاريع حاجز مليار دولار. وهي الآن تقوم بخطوة أخرى متقدمة، حيث باتت تنشئ صناديقَ مخصّصةً ومكاتبَ محلية خاصة بها في سان فرانسيسكو.
وقالت «مبادلة» مؤخرا إن مكتبها المحلي سيدير صندوقا استثماريا بقيمة 400 مليون دولار، بالاشتراك مع شركة سوفتبنك اليابانية التي قدّمت نصف المبلغ، وصندوقاً، قوامه 200 مليون دولار، للاستثمار في شركات التقنية الجديدة. وكان صندوق خازانا الماليزي حاضرا منذ عام 2013، رغم (ووفق كرونشباس) انه لم يقد سوى جولة استثمارية في شركة محلية واحدة، وهي فراكتال أناليتيكش.

رهانات عالية المخاطر
الرغبة في الحصول على مقعد على الطاولة المحلية أمر مفهوم. فبالنسبة الى موجة الأموال التي تأتي من الهيئات السيادية التي تصبّ في التكنولوجيا، شكل بناء العلاقات تحديا لها. فوضع مبالغ كبيرة جدا يؤدي الى تشويه الأنماط العادية للاستثمار المخاطر في الشركات والمشاريع الناشئة، وهو أمر ينطوي على اشكالية خاصة بالنسبة الى مجموعة من المستثمرين الذين ليست لديهم علاقات وثيقة بشبكة وادي السيليكون أو ليس لديهم كثير ليقدموه سوى السيولة النقدية.
وهذا يمكن أن يؤدي الى رهانات عالية المخاطر، مثل استثمار الهيئة العامة للاستثمار الكويتية 165 مليون دولار في شركة جوبون للتكنولوجيا المتخصصة في تصميم وتطوير وتوزيع الأجهزة التي يمكن ارتداؤها التي كانت حينها تعاني من صعوبات، في وقت مبكر من العام الماضي، كانت على الأقل وصلت الى نصف تقييم المستثمرين السابقين. ولكن بعد ذلك بعام تقريبا، أصبحت «جوبون» تعاني من صعوبات شديدة جدا.
والاستثمار الذي تم مؤخرا بـ 502 مليون دولار في شركة الواقع الافتراضي الناشئة (ماجيك ليب)، بقيادة صندوق تيماسيك الاستثماري السنغافوري، يرفع المبلغ الذي جمعته تلك الشركة الى ما يقرب من مليارَي دولار، رغم أنها لم تطلق بعد أي منتج.
أصحاب رأس المال المخاطر المحليين قلقون من أن الحجم الهائل لأموال الصناديق السيادية يقود حتما الى زيادة تقييم الشركات في مراحلها المتقدمة من عمرها عندما تتمتع بتدفق نقدي ايجابي من الايرادات، ولكونها مستعدة لعملية الاستحواذ أو الاكتتاب العام الأولي، كما أنهم يخشون من أن تدفع الشركات الى أن تبقي شركات خاصة لفترة أطول، مما يزيد من تأخير اللحظة التي يرى فيها المستثمرون التقليديون في المراحل المبكرة من انشاء الشركة عائد على استثماراتهم.
السعودية و«أوبر»
وشكل الرهان السعودي بمبلغ 3.5 مليار دولار على «أوبر» العام الماضي علامة على تقييم الذروة لشركة سيارات الأجرة. ورفع استثمارها التقييم السابق بنحو الربع، الى 68.5 مليار دولار.
وصندوق رؤية سوفت بنك (المدعوم الى حد كبير من السعودية، مع 15 مليار دولار من مبادلة) يتفاوض الآن لشراء حصة ثانوية كبيرة في «أوبر» بتقييم للشركة يقدر بحوالي 50 مليار دولار. أقل الاعتبارات التي يمكن النظر فيها في هذا الاستثمار هو كيفية تنظيم الصفقة بطريقة يتجنّب فيها المستثمرون كثيراً من التلميحات المحرجة.
وعلى النقيض من ذلك، يبدو أن شركة مبادلة الاستثمارية وقوامها 400 مليون دولار تشبه الى حد كبير صندوق تقليدي للاستثمار في المشاريع الناشئة. وسيقوم باستثمارات في المراحل المبكرة لتأسيس المشاريع، ويعمل بمنزلة صندوق مغذٍّ لصندوق رؤية.
والدخول في الصفقات الصحيحة سيكون أساسيا. وكانت العائدات في صناعة رأس المال الاستثماري المخاطر تذهب دائما على نحو غير متناسب الى حفنة صغيرة من الصناديق، ويأخذ الصناديق العشرة الأكبر أرباح هذه الصناعة تقريباً. وهذا ما يجعل من بناء العلاقات أمرا ضروريا. فمن خلال الاستثمارات في صناديق رأس المال المخاطر الأخرى، تقول «مبادلة» إن لديها علاقات مع شركات الاستثمار المخاطر في المشاريع الناشئة مثل داتا كوليكتيف وآرك فينتشرز وشيربا كابيتال. والحصول على موطئ قدم مع عالم صناديق الاستثمار في المشاريع الناشئة الأهم والأكبر في العالم هو الخطوة الأساسية التالية.
ويسرد عجمي شركات؛ مثل: سيكويا كابيتال وأندريسن هورويتز، كنوع الشركات التي يأمل في بناء علاقات معها، من خلال الاستثمار فيها عن طريق الصندوق المتخصص في الاستثمار في الصناديق الأخرى وقوامه 200 مليار دولار. ومن خلال صندوق «رؤية»، قدّم «سوفت بنك» للمستثمرين مثل «مبادلة» وسيلة سريعة لوضع كثير من المال قيد العمل، مع مخاطر محدودة وعائد محدود. من أموال أبوظبي في الصندوق، هناك 9 مليارات دولار على شكل أسهم مفضلة تدفع أرباحاً مضمونة، و6 مليارات دولار فقط أسهماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى