المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

«العثمان النواخذة».. تاريخ حافل في عباب البحر

المصدر - القبس

تعد «العثمان النواخذة» من أشهر عائلات أهل الكويت ممن دخلوا البحر فمارسوا كل الحرف التي كانت مصدر رزقهم؛ إذ اتسموا بالشجاعة ورباطة الجأش والقيم الرفيعة، فوصلوا الى الهند وأفريقيا، وعرف عنهم حنكتهم ومهاراتهم المتميزة في صناعة السفن وصيد اللؤلؤ والأسماك والتجارة.

ويعد «بوم تيسير»، التي جرى بناؤها في بداية الحرب العالمية الأولى من أكبر سفن الكويت، إلى جانب الكثير من الأبوام التي ذاع صيتها في القرون الماضية.

ويقع فريج العثمان في منطقة قبلة حالياً، وتحديداً في مقر مجلس الأمة في وقتنا الراهن، كما أن نقعة العثمان كانت امتدادا للفريج، وهي مقابل مجلس الأمة حالياً.

وقال محمد عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان لـ القبس: إن بداية نزوح العائلة إلى الكويت كان في عام 1850 ميلادية، وذلك نتيجة للأوضاع في نجد، بسبب الحروب والحالة الاقتصادية هناك، ما أجبرهم على النزوح إلى جانب عدد من العائلات الكويتية، فتوجّهت عائلة العثمان إلى العمل في البحر، ووصلوا إلى سواحل أفريقيا والهند، وخلال تلك الفترة تملكوا 60 سفينة بأحجام مختلفة بالاعتماد على الشراع من دون وجود المكائن، وجميع الطاقم هم من أهل الكويت.

وأضاف ان نهاية عهد النواخذة في عام 1954، إذ توّج الكويتيون إلى الوظائف الإدارية بعد اكتشاف النفط.

وأشار إلى أن نواخذة العثمان كانوا ينقلون التمر من البصرة وإلى الهند إلى جانب البضائع من الهند إلى الكويت.

وذكر بأن النوخذة عبدالوهاب العثمان أطلق عليه لقب شيخ النواخذة، وأطلق عليه هذا اللقب النوخذة بدر القطامي، وذلك لما يمتلكه من إمكانيات ومهارات مميزة في البحر، مشيرا إلى أن 40 عائلة كويتية كانت تعمل في البحر.

دور المرأة

بدوره، قال ناصر عبدالوهاب العثمان: إن عبدالعزيز العثمان بدأ العمل في البحر سنة 1850 إلى جانب ابنَي أخته، وهما عبداللطيف ومحمد، اللذان أعاناه في العمل، ثم توسّعوا في هذا المجال مع مرور السنوات.

وأكد أن النوخذة عبدالعزيز العثمان بدأ حياته العملية في البحر برأسمال بسيط جدّاً وسفينة صغيرة، فوصل إلى موانئ دول الخليج المختلفة، ثم تطور في تجارته حتى تملّك السفن الكبير.

وفي ما يتعلق بدور المرأة أيام النواخذة، أكد ناصر العثمان أن دور المرأة كبير ومهم للغاية، حيث تحفظ البيت خلال الفترة الطويلة التي يقضيها النوخذة خارج الكويت، والتي تصل إلى 6 أشهر، معتمدة على نفسها في تدبير أمور حياة العائلة اليومية، بالاعتماد على خبرتها، ثم يعود النوخذة فيجد بيته وماله و أبناءه بأمان، ولا ينقصهم شيء، وهذا دليل على أمانتهم وصدقهم.

وذكر العثمان أن هناك أنواعاً كثيرة للسفن، حيث توجد الصغيرة «القطاعة» والتي تسافر إلى موانئ دول الخليج العربي فقط، وهناك أحجام كبيرة تستطيع عبور المحيط الهندي، مثل البوم تيسير، مشيرا إلى أن سفن الجد النوخذة عبدالعزيز العثمان وصلت الى الهند، وتحديداً بومباي وكراتشي، إضافة إلى عدن في اليمن، فيأخذ جميع أنواع البضائع للتصدير والاستيراد لمختلف الدول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى