المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

العراق: لقاءات مع الصدر

في الوقت الذي تواصل القوات العراقية خوض معركتها الفاصلة مع «داعش» في الأيمن من مدينة الموصل بدت القوى السياسية حراكها الباكر باتجاه معركة الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في السادس عشر من يناير 2018 في ظل هواجس كثيرة يختلط فيها التساؤل عما سيكون عليه المشهد العراقي عقب تحرير الموصل والتداعيات المحتملة على الساحة السورية وانعكاساتها على العراق، وكيفية الاصطفافات بين الكتل السياسية لخوض الانتخابات.
وكان اللافت الذي طغى على الساحة العراقية متمثلاً بزيارات قام بها تباعا رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم، ورئيس البرلمان سليم الجبوري إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في منزل الأخير بحي الحنانة في مدينة النجف، في حين التقى رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس الأول، الصدر في كربلاء على هامش زيارة تفقدية للمدينة.
وبينما اكتفت التسريبات الإعلامية بالإشارة إلى بحث الأوضاع الأمنية والحرب على «داعش» لتعكس بذلك ما يشبه السرية على طبيعة ما تم بحثه بين كبار الساسة الثلاثة مع زعيم التيار الصدري، علمت القبس أن جوهر المباحثات تركز على نقطتين جوهريتين، هما: أوّلاً موضوع المفوضية العليا للانتخابات التي يصر الصدر على استبدالها، بعد أن صوت البرلمان على عدم قناعته باجوبة رئيس المفوضية خلال الاستجواب الذي جرى أواخر الشهر الماضي، حيث يميل معظم الأطراف السياسية إلى عدم استبدالها قبيل إجراء الانتخابات؛ مخافة أن يكون اختيار الطاقم البديل عنها أمراً بالغ التعقيد وعلى حساب الزمن المقرر للانتخابات.
ثانياً: محاولة تنقية الأجواء بين القوى السياسية، لا سيما علاقة التيار الصدري مع التحالف الوطني، الذي كان أحد أطرافه في كل الانتخابات السابقة، وهذه المحاولة قد ركز عليها الحكيم ـــ بصفته رئيساً للتحالف ـــ خلال مباحثاته مع الصدر، بيد أن غياب المؤتمر الصحافي عقب لقاء الرجلين أعدّه بعض المتابعين مؤشراً على فشل مسعى الحكيم بإعادة الصدر إلى خيمة التحالف الوطني، في حين أشار مقربون من الحكيم إلى عدم الاتفاق على مؤتمر صحافي بين الجانبين.
والعبادي ـــ المرتبط برغبة مشتركة مع الجبوري في عدم إقصاء المفوضية العليا للانتخابات قبل العملية الانتخابية ـــ قد بحث هذا الأمر مع مقتدى الصدر، بالإضافة إلى ملف آخر يرغب العبادي في إنجازه، ويتمثل في محاولة ردم الهوة العميقة بين الصدر ورئيس دولة القانون نائب الرئيس نوري المالكي، إلى جانب إقناع الصدر بعودة تياره إلى التحالف الوطني؛ انطلاقا من رغبة العبادي في إنهاء الخلافات بين أقطاب العملية السياسية، ذلك لأنه يدرك أن استحقاقات مرحلة ما بعد تحرير الموصل تتطلب منه ـــ عملياً ـــ التقريب بين الساسة النافذين في عموم المشهد العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى