المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

الغش أنتج تفوقاً وهمياً والواقع العلمي مغاير

مع انطلاق اختبارات الثانوية العامة، عاد الحديث عن «قرار الغش» ليتصدر «هاشتاقات تويتر»، بل استطاع أن يحتل مساحة كبيرة من نقاشات «الدواوين» والجمعات والعالم الافتراضي في وسائل التواصل الاجتماعي.
وبينما يشير الواقع إلى وجود أرقام تعليمية تبدو معكوسة، فرغم ارتفاع نسب النجاح في الثانوية، فقد تراجعت الكويت تعليميا على مستوى الاختبارات العالمية، الى جانب التعثر الدراسي لعدد لا يمكن الاستهانة به من طلبة مؤسسات التعليم العالي المختلفة، ليبدو السؤال مشروعا، أي الارقام نصدّق؟

مؤيدو القرار
وفقا لوجهة النظر المؤيدة التي امتلأت بها شبكة تويتر، جاء قرار الغش ليبدو خطوة جريئة من وزير التربية وزير التعليم العالي د. حامد العازمي، كأداة لضبط السلوك التعليمي، ومحاربة النجاح الوهمي، حيث رأى اكاديميون انه لا يضر بالطلبة المجتهدين الذين يعتمدون على قدراتهم في النجاح، في حين طالبت قلة بخفض العقوبة والتساهل مع الطلبة وكأنهم يعلنون بصوت واحد «خلهم ينجحون» مهما كان الثمن باهظا على جودة التعليم.

تراجع تعليمي
وبدا غريباً أنه في الوقت الذي ترتفع فيه نسب النجاح في الثانوية العامة، تسجل البلاد تراجعا في المستويات الدولية بمجال التعليم، مما يجعل التساؤل مشروعا، لتؤكد ان نسب النجاح وهمية.
ففي حين لامست معدلات النجاح في الثانوية العامة العام الماضي %80، في القسمين الادبي والعلمي، جاءت نتائج الكويت متراجعة في اختبارات عالمية، منها اختبار «تيمز» الذي كان بمنزلة ناقوس خطر على مستوى التعليم في البلاد، حيث تذيلت الكويت قائمة الدول المشمولة بالاختبار في الرياضيات والعلوم.

نسب النجاح
ويبدو ان نسب النجاح ارتفعت مع ظهور ثورة التكنولوجيا، وما صاحبها من تسهيل لكل تفاصيل حياتنا، ودخول سماعات الغش والاجهزة المساندة للغشاشين للسوق المحلية، حيث تأرجحت معدلات النجاح خلال سنوات قليلة ماضية، عند حدود الـ%90، في حين عادت لمستويات اقل بعد شبه تشديد باجراءات الرقابة على الاختبارات العام الماضي، لتبدو اكثر واقعية، ويبقى الرهان على نتائج العام الحالي، حيث رأى اكاديميون ان الواقع التعليمي بحاجة إلى ضبط عملية التعليم، وظهور نتائج حقيقية للطلبة بعيدا عن الغش.
وفي السياق ذاته، أكد مراقبون ان ارتفاع ارقام التعثر الدراسي لدى طلاب الجامعة، والبعثات بشقيها الداخلية والخارجية، الى جانب تسجيل مستويات متدنية في اختبارات القدرات الاكاديمية التي تعتبر الميدان الاول الذي يكشف عورة مستوى خريجي الثانوية الحقيقي، كلها تؤكد ان نتائج الثانوية لبعض الطلبة وهمية ومحصّلة بالغش.

جودة التعليم
وشدد مراقبون على ضرورة الالتزام بالحفاظ على جودة التعليم بمحاربة الغش كاولى الخطوات، كون الأمن من العقوبة لدى الطلبة قد يستمر، ويدخل البلاد في دائرة مستمرة من التعليم الوهمي، فالغشاش قد يلجأ لاحقا، بسبب مستواه الدراسي المتدني، إلى تزوير شهادة جامعية أو وهمية، الامر الذي رأوه متناقضا مع رؤية البلاد في المضي قدما بالتنمية والنهضة المنشودة للكويت الجديدة.

تطمينات
من جانب آخر وفي اكثر من مناسبة، جاءت تصريحات وزارة التربية مطمئنة من عدم تسجيل محاضر غش بتعسف، حيث اكّد الوزير العازمي في تصريح سابق لـ القبس ان القرار جاء لتقويم سلوك الطلبة الغشاشين وحفظ حقوق المجتهدين منهم، وضمان سير العملية التعليمية بمسارها الصحيح لما لها من أثر في تنمية ونهضة البلاد، مشيرا إلى فتح ابوابه للنظر في أي تظلم لطالب يشعر بأنه ظلم بمحضر غش تم بتعسف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى