المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

الفليج: لا أنسى زيارة الوزير الأفريقي لقبر السميط رحمه الله

الإعلامي والكاتب الصحافي د.عصام الفليج من المهتمين والمحبين للعمل الخيري يقول: يستغرب البعض تكبّد العاملين في العمل الخيري المشقة والتعب الكبير، وكأن من يعمل من اجلهم هم أقاربه أو أصدقاؤه المقربون، وينفق بعضهم على رحلاته من ماله الخاص، إضافة الى استقطاع جزء كبير من وقته في ذلك العمل. وتجده في النهاية سعيدا بما قدم لمن لا يعرفهم، وهو لا يمت إليهم بصلة، لا دينية ولا عرقية، وهم بعيدون عنه جغرافيا.

هذه المتعة نعمة من الله عز وجل، لا يشعر بها إلا من منّ الله عليه بها، حتى المتبرع بالملايين لا يستشعر متعة العمل الخيري مثل الذي يكابد ويسافر ويقدم بيده لغيره، فالمتبرع يستشعر الأجر والسعادة، والعاملون في الميدان الخيري والإنساني يستشعرون متعة خدمة المحتاجين.

إن الزيارات الميدانية تساهم اولا في القناعة بحاجة أولئك الناس للمساعدة، كما شعرنا بما نحن فيه من نعم وفيرة، فنحمد الله على ذلك، ونستمر في العمل والعطاء لأجل رسم البسمة على شفاه المحتاجين.

ففي رعاية التعليم وبناء المدارس، تغمرنا السعادة عندما نرى من كفلناهم قد تخرجوا أطباء ومهندسين ومحاسبين وتربويين.. وغير ذلك، وتقلد بعضهم مناصب قيادية في بلده، ولا أنسى ذلك الوزير الأفريقي الذي أراد زيارة قبر د.عبدالرحمن السميط، رحمه الله، لأنه كفله عندما كان يتيما، ثم كفله في دراسته حتى تخرج من احدى الجامعات الأوروبية، فإذا كنا المشاهدين قد سعدنا بذلك، فما بالك بمن قام بهذا العمل؟! وفي كفالة حلقات القرآن، نفرح كثيرا عندما نرى طلبة تلك الحلقات التي كفلناها قد فازوا في مراكز متقدمة في مسابقات دولية. وفي بناء المراكز الصحية، نسرّ كثيرا عندما نشاهد الفقراء وقد خرجوا سعيدين بالعلاج، فذاك عاد اليه بصره بعملية بقيمة 40 دينارا، وهذا يغسل كليته كل يومين، وحصل هذا الطفل على التطعيمات اللازمة، واستطاعت تلك المرأة ان تعالج امراضا نسائية، والابتسامة تعلو شفاههم.

لقد حضرت افتتاح دورة مياه في احد الاحياء في الفلبين، نعم.. دورة مياه، لأنهم يقضون حاجتهم في الخلاء! ودخلت بيوتا من القصب بمساحة 30 مترا، والسعادة تغمرهم، وهي تساوي غرفة نوم عندنا، أما مخيمات اللاجئين، فهي مساعدة عاجلة لإيوائهم من التشرد والأمطار والثلوج.

أما الإغاثات المتنوعة، من سلة غذائية ومياه نقية وبطانيات وملابس وحقيبة طبية ومساعدة نقدية، اضافة الى الحلوى وألعاب الأطفال، فإنك تسمع دعاء لا ينقطع من أصحاب الحاجات.. وما أكثرهم.

وتزيد الحاجة اكثر في مناطق الكوارث الطبيعية، كما حصل زلزال آتشيه في اندونيسيا، وفي الحروب كما في فلسطين وسورية واليمن.. وغيرها، خصوصا مع تزايد عدد الجرحى والمعاقين.

وحتى إضفاء البسمة على المنكوبين، بكلمة او برنامج توعوي او تثقيفي او ترويحي، ستلمس فيه الشيء الكثير.

لذلك.. أنا أدعو كل من يستطيع المشاركة في اي عمل خيري ان يبادر، فالسفر متيسر بحمد الله، وستجد المتعة الحقيقية عندما تفتتح مشروعا، او تسلم مساعدة، او ترى نتيجة جهود سابقة، ومن لا يستطيع السفر، فالمجال متاح للعمل الخيري المحلي ايضا، المهم المبادرة.

إنها سعادة لا يستشعرها إلا المخلصون في العمل، والمحبون للخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى