المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار عربية

الفياض.. الرقم الصعب و«شيفرة» الحكومة العراقية

أصبح عدد الوزراء في حكومة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي 19، في انتظار حسم مرشحي الداخلية والدفاع والعدل.
وفي حين تنقسم الكتل السنيّة حول فيصل الجربا، المرشّح لتولّي حقيبة الدفاع، وتدور معركة كردية – كردية حول مرشح «العدل»، تمثّل «الداخلية»، العقبة الأكبر، حيث ترفض كتلة الإصلاح، بزعامة مقتدى الصدر، فالح الفياض، الذي ترشحه كتلة البناء، بزعامة هادي العامري، إلى تلك الوزارة.
وأفقد تحالف الصدر الجلسات البرلمانية نصابها مرات عدة، مؤكدا أنه لن يقبل بالفياض، الذي يعتبر أنه فشل في مناصبه الأمنية سابقاً، ويريد وزراء تكنوقراط غير متحزّبين. فمن هو الفياض الذي تتعطل حكومة بكاملها بسببه؟ ومن أين يستمد قوّته وتأثيره؟

قوة العشيرة
ولد الفياض في بغداد عام 1956، وحصل على بكالوريوس في هندسة الكهرباء من جامعة الموصل عام 1977، وهو من عشيرة كبيرة في العراق، هي عشيرة البوعامر، حيث تتولى أسرته الغنية مشيختها، وموقع العشيرة الأكثر ثقلاً هو في مناطق حزام بغداد، باتجاه محافظة ديالى، وهناك عشائر سنّية كثيرة احتفظت معها أسرة الفياض عبر عقود طويلة من الزمن بوشائج قوية، جعلت من الفياض توازناً في معادلات صعبة، بدت عشائرية أول الأمر، ثم امتدت إلى ما هو سياسي، ومن ثم إقليمي.
انضم الفياض إلى حزب الدعوة الإسلامية، وفي عهد حكومة نوري المالكي الأولى، تولى منصب وزير الأمن الوطني. وفي حكومة المالكي الثانية (2014-2010) احتفظ بمنصب مستشار الأمن الوطني، وشغل منصب رئيس هيئة الحشد الشعبي (2018-2014)، قبل أن يقيله رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، لكن المحكمة لاحقاً أرجعت المناصب إليه.

دعم خارجي
يحظى الفياض بدعم «البناء»، وهذا التحالف مقرَّب من إيران، ويريد -على ما يبدو- ردّ الجميل للفياض الذي شق تحالف النصر، بزعامة العبادي، حيث ألحق جزءاً من كتلة النصر بتحالف الفتح، المنافس الرئيس لكتلة العبادي.
وبعد إقالة العبادي للفياض من 3 مناصب حساسة، أرجعتها المحكمة له، وعاد رئيساً لأهم المناصب الأمنية في العراق، فهو رئيس مستشارية الأمن الوطني وجهاز الأمن الوطني، ورئيس هيئة الحشد الشعبي، التي تضم الفصائل التي تتبع المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، في تحركاتها وعلاقاتها داخليا.

محاربة داعش
طوال فترة وجود تنظيم داعش في العراق، كان الفياض بمكانة ضابط ارتباط بين العراق وسوريا، ومكّنته تحركاته بين البلدين من أن يكون أحد الأعضاء الأمناء في مجلس الامن القومي للدول الاعضاء في الائتلاف ضد الارهاب. وتستمر أزمة الحكومة، بعد شهرين من نيل رئيسها الثقة، ويبدو أن «البناء» مصمم على توزير الفياض، وكذلك إيران، وقد يؤدي ذلك الإصرار إلى اقتتال شيعي- شيعي (الإصلاح – البناء) أو يقود العراق إلى أزمة حقيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى