المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

القاعدة ينمو في سوريا.. مستغلاً هزيمة داعش

قالت صحيفة “ذا انديبندنت” البريطانية، الأربعاء، إن تنظيم القاعدة يخلق أقوى معاقله في شمال غرب سوريا، في الوقت الذي يركز فيه اهتمام العالم بشكل كامل تقريباً على الهزيمة الوشيكة لتنظيم داعش في شرق البلاد.

وسيطر تنظيم القاعدة بالكامل على محافظة إدلب والمعبر الحدودي الحيوي بين سوريا وتركيا، منذ يوليو (تموز)، وفي هذا السياق، قال المبعوث الأمريكي البارز إلى التحالف الدولي ضد داعش بريت ماكغورك: “تعد محافظة إدلب أكبر ملاذ آمن لتنظيم القاعدة منذ 11 سبتمبر (أيلول)”.

تنامي قواتها
وأصبحت حركة “تحرير الشام”، التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة، أقوى الجماعات المتمردة في غرب سوريا، وبعد الاستيلاء النظام السوري على شرق حلب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، انتقلت النصرة إلى القضاء على منافسيها في إدلب، بما في ذلك حليفها القوي السابق المدعوم من تركيا “أحرار الشام”.

ويقدر عدد مقاتلي “حركة تحرير الشام” بنحو 30 ألف مقاتل، والذي من المتوقع أن يرتفع بشكل كبير، لأن الحركة تدمج كتائب من جماعات متمردة أخرى لحقت بها الهزيمة، كما تجند الشبان من مخيمات النازحين داخلياً، بعد لجوئهم إلى إدلب من قوات نظام الأسد.

الاستفادة من هزيمة داعش
وأضافت الصحيفة أن القاعدة في سوريا تنمو بقوة، وخاصة في محافظة إدلب وحولها، تزامناً مع ما يعانيه تنظيم داعش من هزيمة بعد هزيمة في سوريا والعراق.

وتستفيد حركة تحرير الشام التابعة للقاعدة، سياسياً وعسكرياً من تراجع داعش، لأن المتشددين العرب والأجانب، الذين يرفضون الاستسلام لقوات الأسد وأجهزة مخابراته، لن يبقى لديهم بديل سوى الانضمام إلى الحركة.

استغلال الوقت
وتتوقع الحركة، أو جبهة النصرة سابقاً، أن التحالف الذي يحارب داعش الآن، لإنهاء “الخلافة” التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات، سيتجه لمحاربتها بعد القضاء على التنظيم، لكنها تسعى إلى تأخير المواجهة لأطول فترة ممكنة، في الوقت الذي تعزز الحركة فيه من قواتها وعناصرها.

وحذر مختصون سوريون من الانتظار لفترة أطول حيال تنظيم القاعدة في سوريا، لأنه رغم تشابه القاعدة أيديولوجياً مع داعش، إلا أنها سياسياً أفضل منه بكثير، وستحاول “حركة تحرير الشام” تجنب أي معركة إقليمية نهائية ستكون هي الخاسر فيها.

وأشارت الصحيفة إلى دراسة نشرها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، والتي قالت إنه “يجب على المجتمع الدولي أن يسعى، دون انتظار القضاء نهائياً على داعش، إلى هجوم مضاد على حركة تحرير الشام (ممثل القاعدة في سوريا)، والتي تزداد قوتها يوماً بعد يوم”، مؤكدة أن الحركة قريبة جداً من مسعاها السيطرة على المتشددين بشكل كامل في سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى