المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويتأخبار مثبتة

«القبس» تنشر الوثائق البريطانية عن الغزو (11)

تكشف الوثائق الحكومية البريطانية التي رُفعت عنها السرية بتاريخ (الجمعة 29 ديسمبر) في الأرشيف الوطني البريطاني، جانباً من الاتصالات التي سبقت تحرير الكويت من الغزو العراقي في بداية عام 1991، والمرحلة التي تلت ذلك بما في ذلك مشاكل إعادة الإعمار والترتيبات الأمنية في منطقة الخليج، وقضية المحتجزين والأسرى الكويتيين لدى النظام العراقي. وتغطي الوثائق حقبتَي حكم مارغريت تاتشر وخليفتها جون ميجور بين عامي 1990 و1991.
وتتناول هذه الحلقة من سلسلة الوثائق البريطانية التي أفرج عنها بتاريخ 29 ديسمبر الماضي الأوضاع في الكويت بُعيد التحرير مباشرة في فبراير 1991، وتتضمن محضراً لزيارة قام بها وزير الدفاع البريطاني توم كينغ الى الكويت في 4 مارس، فكان أول وزير من دول التحالف وصل إلى الكويت بعد تحريرها. وتنقل الوثائق أنه ابلغ المسؤولين الكويتيين الذين التقاهم بالقلق من أنباء عن أعمال عنف في الشوارع ضد الفلسطينيين، في إشارة إلى أفراد يُزعم انهم كانوا من المتعاونين مع الاحتلال العراقي. وفيما رد المسؤولون الكويتيون بأنهم يعملون على تطبيق القانون على الجميع، أشار رئيس الاركان الكويتي الى ان الجيش الكويتي فقد ثلاثة جنود منذ التحرير ولم يمس بفلسطيني واحد.
وتشير الوثائق أيضاً إلى اتصالات أجرتها بريطانيا مع روسيا من أجل التوسط لدى العراق للسماح بتأمين زيارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر للأسرى من جنود التحالف لدى العراقيين. كما تتضمن الوثائق معلومات عن التكاليف التي تحملتها بريطانيا في حرب تحرير الكويت، والاستعدادات لبدء سحب القوات التي شاركت في «عاصفة الصحراء».

وفي برقية موجهة من سكرتير وزير الدفاع إلى السكرتير الخاص لرئيس الوزراء في 4 مارس1991، جاء ما يلي:
زار وزير الدفاع (توم كينغ) الكويت، وفي زيارته للوزراء الكويتيين، شدد (كينغ) على استعداد المملكة المتحدة للمساعدة في إزالة المفخخات والألغام البحرية (ما بقيت القوات البريطانية)، وفي إعادة الإعمار لاحقاً. وقدّم الكويتيون ردهم على تعبير السيد كينغ عن القلق من العنف في الشارع ضد الفلسطينيين.

خروج آخر الدبلوماسيين الأجانب
زار السيد كينغ الكويت لمدة نصف يوم في 4 مارس. كان أول وزير من التحالف يصل (إلى الكويت) بعد التحرير. زار الفرقة المدرعة الأولى، برفقة رئيس هيئة أركان الدفاع، من أجل تهنئتهم (العسكريين) بنجاحهم، وليؤكد للجنود انهم سيبدؤون في العودة السريعة متى صار آمناً لهم أن يقوموا بذلك. ستكون (العودة) على أساس أن أول من وصل سيكون أول من يغادر، واعرب عن أمله في أن تبدأ المغادرة خلال بضعة أسابيع. في مؤتمر صحافي، قال السيد كينغ إنه لا يجب الآن أن نرمي ما تحقق (في الحرب) ويجب ضمان أن التسوية السلمية صحيحة. أشار الى أخبار مشجعة من نيويورك في خصوص أسرى الحرب (في إشارة الى جنود أسرى لدى العراقيين).
زار وزير الدفاع بعد ذلك مقر السفارة وهنأ سفير جلالة الملكة والسيد بانكس على أنهما كانا آخر من يخرج من السلك الدبلوماسي من الكويت (خلال فترة الاحتلال العراقي). برفقة السفير وقائد القوات البريطانية، زار (الوزير كينغ) مستشفى القوات المسلحة، الذي يستخدم حالياً مقراً لمسؤولي الحكومة الكويتية العائدين. رأى الشيخ نواف الأحمد وزير الدفاع، والشيخ سالم الصباح وزير الداخلية، ولفترة وجيزة الدكتور عبدالرحمن العوضي وزير شؤون مجلس الوزراء (وهو الوزير الأرفع في انتظار عودة ولي العهد، المفترض أن تحصل في وقت لاحق من النهار).
هنأ السيد كينغ الحكومة بعودتها، وسمع مديحاً حاراً على الدور الذي لعبته بريطانيا. أشاد الكويتيون بالمساهمة العسكرية البريطانية وبدرونا السياسي. (قالوا إنه) منذ الغزو في 2 أغسطس، تحركت السيدة (مارغريت) تاتشر بسرعة وبحزم. وهذا الأمر تواصل في ظل حكومة السيد (جون) ميجور، إضافة إلى الدعم الواضح من الشعب البريطاني. (أشاروا إلى أن) بعض الناس رفعوا أربعة أعلام على سياراتهم: الكويت، السعودية، الولايات المتحدة وبريطانيا. الكويتيون سعداء أيضاً برؤية (السفير) السيد وستون وقد عاد (إلى السفارة).

الغضب الكويتي
أثار وزير الدفاع مشاعر قلق حيال اعمال انتقامية. (قال) إننا نفهم أن هناك غضباً يشعر به الكويتيون، ولكن الجرائم يجب ان يتم التعامل معها وفق القانون. (تابع) هناك تعاطف دولي كبير مع الكويت: هذا الأمر (التعاطف) قد يتهدد بعرض صور في التلفزيونات لفلسطينيين وهم يتعرضون للعنف، حسب زعمه.
قال وزير الداخلية إن حكومة الكويت مصممة على رؤية القانون يُطبق بعدل وانصاف على جميع الأطراف. لقد رأى (الوزير الكويتي) ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليوم السابق، وأوضح له ذلك. ولكن لا يمكن وقف كل الجرائم. تريد السلطات الكويتية تجنب حصول تصعيد في هذا الوقت بالذات، الذي يشعر فيه مواطنوها بالغبطة ويحتاجون الى الراحة. قال وزير الدفاع (الكويتي) إن الجيش يعطي تعليمات بأن يتم التعامل مع جميع الجنسيات بشكل متساو. البريغادير (العميد) علي المؤمن زاد: ان جنود القوات المسلحة الكويتية خسروا ثلاثة قتلى وجريحين منذ عودتهم، وانهم لم يمسوا بأذى فلسطينياً واحداً. لكنهم يفهمون ان وسائل الاعلام تبحث عن مشاكل تحصل في الشارع.

المساعدة بالإعمار والتسلح
في خصوص المساعدة للكويت، قال وزير الدفاع إن خبراء الجيش البريطاني سيقدمون، ما داموا في الكويت، مساعدة في تنظيف المقرات الحكومية من العبوات المفخخة والمتفجرات (ولكن ليس من الألغام الأرضية). أما في البحر، فتقوم قوات إزالة الألغام في البحرية البريطانية بتنظيف القنوات المؤدية الى ميناءين. كاسحات الألغام التي لديهم هي الأفضل في العالم وهناك طلب كبير عليها. إذا شاء الكويتيون أن تبقى هذه السفن لفترة أطول فيمكنهم ان يناقشوا الأسس التي يمكن على أساسها القيام بذلك. قال وزير الدفاع (الكويتي) انه ممتن لهذا العرض الذي سيتولى الكويتيون متابعته.
قال وزير الدفاع (البريطاني) إنه سيكون ايضا سعيدا بأن يعود فريق التواصل البريطاني الى الكويت (…).
السيد آلان توماس مستعد ان يأتي لمناقشة التجهيزات التي تحتاج اليها القوات المسلحة الكويتية.
شرح السيد كينغ الاستعداد البريطاني للمساعدة في عملية إعادة الإعمار في الكويت. قال إن وزير الخارجية (البريطاني) أخذ معه فريقاً من المهندسين والصناعيين إلى الطائف لرؤية الحكومة الكويتية. الفريق نفسه يخطط الآن لزيارة الكويت في وقت قريب لرؤية كيف يمكنهم المساعدة.
الشيخ سالم أقر بوجود هذه العروض (البريطانية)، لكنه أشار إلى الفوضى الحالية التي تعم الكويت، قائلا إن هناك حاجة إلى اسبوعين جديدين قبل ان تعود الخدمات الأساسية وتتمكن الحكومة من التفكير في المستقبل.
وساطلة الروس
وفي مذكرة مصنفة «سري» (كونفيدنشال)، وموجهة إلى تشارلز باول سكرتير رئيس الوزارء، من اس. أل. غلاس، السكرتير الخاص لوزير الخارجية، جاء ما يلي:
خلال اللقاء الثنائي بينهما في 1 مارس، سأل رئيس الوزراء (جون ميجور) وزير الخارجية (دوغلاس هيرد) هل اتصلنا بالسلطات السوفيتية من أجل الحصول على مساعدة منها لتأمين وصول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أسرى الحرب من الحلفاء في أيدي العراقيين؟
نعم، لقد أثرنا أولاً هذا السؤال في خصوص أسرى الحرب مع الروس في 12 فبراير. بعد ذلك بأسبوع أبلغتنا السفارة السوفيتية بأنه، بناء على اتصالنا بهم، ضغط الروس على وزير الخارجية العراقي لمنح اللجنة الدولية للصليب الأحمر حق الوصول إلى أسرى الحرب في أيدي العراقيين. (الوزير العراقي) طارق عزيز، الذي كان واضحاً أنه لم يتوقع مثل هذا الطلب، قدم العذر الضعيف بأن حق الوصول لا يمكن اعطاؤه فيما تتواصل حملة القصف التي يقوم بها التحالف على أساس أن ذلك يهدد حياة أفراد اللجنة الدولية للصليب الأحمر. الروس، كما يبدو، حضوا (العراقيين) على إعادة النظر في موقفهم.
وبعد اللقاء الثنائي (بين ميجور وهيرد) في 1 مارس، اتصلنا مجدداً بالسفارة السوفيتية بناء على تعليمات وزير الخارجية للطلب من السلطات السوفيتية أن تقوم بمحاولة جديدة مع العراقيين. تعهدت السفارة بإيصال طلبنا إلى موسكو وأوحوا ضمناً بأن السلطات السوفيتية تريد فعلاً المساعدة. العراقيون، بعد ذلك، وافقوا (خلال المحادثات العسكرية التي جرت في 3 مارس) على إعادة أسرى الحرب فوراً تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ولكن سيكون هناك امتنان من السوفيت لو أن رئيس الوزراء شعر بأنه يستطيع أن يشكر الرئيس (ميخائيل) غورباتشوف على المساعدة التي قدمها خلال محادثاتهما في موسكو من 4 إلى 5 مارس وأن يطلب (أضيفت هذه الجملة بخط اليد) منه مواصلة تقديم المساعدة لا سيما في شأن ريختر (إيان ريختر وهو رجل أعمال بريطاني أدانه العراق في 1986 بالرشوة والتزوير – وقد تم الافراج عنه في وقت لاحق من عام 1991).

الأعباء المالية
وفي مذكرة مصنفة تحت خانة «سري»، كتب برايان ويلز، السكرتير الخاص لوزير الدفاع البريطاني، إلى رئيس الوزراء جون ميجور، عبر سكرتيره الخاص السير ريتشارد باول، يضعه في صورة الأوضاع في الكويت بعد تحريرها، في إطار تحضير رئيس الوزراء لزيارته لكل من السعودية والكويت (في 6 مارس). وقال ويلز في المذكرة إنه يرسل لرئيس الوزراء، بناء على طلب باول، إيجازا أعدته وزارة الدفاع يتضمن المحاور الآتية:
تكاليف العملية: اعتباراً من تاريخ 24 فبراير، قدّرت كلفة العملية بحدود 1.7 مليار جنيه استرليني. هذا التقدير يتضمن أكثر من 300 مليون جنيه قيمة تجهيزات تمت خسارتها او ذخائر استُخدمت، و200 مليون جنيه تكاليف نشاطات تم القيام بها على أرض العمليات (الذي تغطيه الدولة المضيفة، السعودية، وتم حسابه حتى نهاية مارس)، وبعض التكاليف (100 مليون جنيه) لقاء نقل القوات. هناك تكاليف إضافية ستضاف، مثلاً، في خصوص تنظيف مسرح العمليات، فك الارتباط، وعملية الانسحاب، إرسال مزيد من القوات التي يمكن أن تكون هناك حاجة لها لدعم الانسحاب، أسرى الحرب، وإصلاح وصيانة التجهيزات. هناك تكاليف اضافية ستترتب كذلك لقاء إبقاء قوات في الخدمة بعدما كان يجب أن تُسرّح وفق خطط وزارة الدفاع لخفض عديد القوات. فاتورة التكاليف الاضافية الكاملة لن تُعرف قيمتها الا بعد بعض الوقت، لكننا نتصور انها ستتجاوز ملياري جنيه استرليني.
لكن التكلفة ستكون على الأرجح أقل من التقدير السابق، وهو ثلاثة بلايين جنيه، الذي أخذ في الاعتبار حصول معارك برية طويلة. كي لا نؤدي إلى تثبيط عزيمة المتبرعين المحتملين (اليابان، السعودية وكوريا)، عبارة «ما يصل إلى 3 بلايين جنيه» يجب ان تبقى العبارة المستخدمة رسمياً. هذه التقديرات تأتي في ظل تعهدات بتقديم 1.46 بليون جنيه كمساعدة في تحمل النفقات.

تقديمات السعودية والكويت
السعودية: قدمت المملكة العربية السعودية حزمة دعم من قبل الدولة المضيفة تضم بالمجان النفط، الغذاء، الماء، النقل، والمنشآت، بقيمة تقديرية تساوي نحو 200 مليون جنيه خلال هذه السنة المالية (وهذا الرقم يدخل ضمن الرقم 1.46 بليون المذكور أعلاه). بعض المتعاقدين يتم فعلاً تمويلهم من السعوديين، والعمل جار على استعادة التكاليف المستحقة التي سبقت هذا الاتفاق (…).
الكويت: تعهدت الكويت بدفع 660 مليون جنيه في 8 فبراير، ونفهم أن هذا المبلغ سيدفع شهرياً بقسط يبلغ 110 ملايين جنيه بدءاً من 15 مارس. كما أنهم أعطوا المملكة المتحدة حرية الاستخدام المجاني لطائرة أو طائرتين للخطوط الجوية الكويتية (من طراز 747) وناقلة نفط. هذا يمثّل مساهمة كبيرة تجاه تغطية تكاليف الانتشار للمملكة المتحدة. سيود رئيس الوزراء أن يعبّر عن عميق امتنانه (للكويتيين خلال زيارته)».

إعادة القوات إلى الوطن
وفي وثيقة مصنفة «سري» تم تقديم ايجاز دفاعي يحدد النقاط التي يجب على الحكومة أن تلتزم بها في محاثات ميجور في الخليج. وجاء فيها:
(للمستمعين البريطانيين)
– الهدف هو إعادة القوات الى الوطن بأسرع ما يمكن. لا يمكن القول متى، ولكن المسألة مسألة أسابيع وليست أشهراً.
– التجهيزات ستأخذ على الأرجح وقتاً أطول. سيكون بالتالي ضرورياً نشر قوات اضافية لترتيب الانسحاب.
– ستتفهمون رغبتنا في إعادة جنودنا الى أرض الوطن بأسرع ما يمكن.
-سنحاول أن نقوم بالانسحاب بأقل درجة ممكنة من الازعاج. ولكن سيكون ضرورياً نشر بعض القوات من بريطانيا/ألمانيا للمساعدة في ترتيب عملية الانسحاب.
– (إذا ما سُئلت) سأكون مسروراً جداً لدرس الطلبات بمساعدات للسلطات المدنية كي تستخدم وحدات عسكرية بريطانية خلال بقائها في المنطقة، ما دامت إمكاناتنا تسمح بذلك.

الالتزام البريطاني
– نعتقد أن الأمر يعود إلى القوى الإقليمية لتأخذ زمام القيادة في ترتيبات الأمن في فترة ما بعد الأزمة.
– لا نتصور إبقاء وجود بريطاني دائم في المنطقة.
– لكننا سنكون مستعدين للمساعدة، إذا ما طُلب منها، عبر طرق أخرى، مثلاً من خلال تقديم المساعدة والتدريب العسكري، التدريب والانتشار.
– نأمل ان الصناعات الدفاعية البريطانية ستكون أيضاً قادرة على تحسين القدرات الدفاعية للقوى المحلية.

العودة على مرحلتين
التخطيط تم على أساس قرار حكومي بأن القوات، التي اشتركت في النزاع، يجب ان تعود إلى أرض الوطن بأسرع ما يمكن، ولن يكون هناك وجود بريطاني دائم على الارض في المنطقة. عودة القوات البريطانية ستتم على مرحلتين:
– فك الارتباط، عندما تتأهب القوات للمغادرة وتحمل معها التجهيزات التي تحتاج الى صيانة وإصلاح، الكتائب التي تقوم بعمليات التطهير، ومجموعات الاتصال، ستغادر الموانئ والمطارات. سيستغرق ذلك ما بين 4 ــ 5 اسابيع، ويجب ان يتم انجاز ذلك قبل ان يمكن سحب الجنود. (جدول الانسحاب هذا قد يتم تقليصه نتيجة النهاية المنظمة للحملة البرية).
– الانسحاب، وهذا يغطي الانسحاب الفعلي للقوات. الأولوية يجب ان تعطى لعودة القوات التي شاركت في العمليات، أو التي لها في مسرح العمليات فترة طويلة. عودة الجنود ستكون على الأرجح جواً بمعدل 1000 جندي تقريباً في اليوم. الجزء الأكبر من القوات ينسحب بالتالي خلال فترة ما بين 4 ــ 6 اسابيع منذ بدء المرحلة الثانية، اي بعد فترة 8 أسابيع إلى 12 اسبوعاً من وقف النار. إعادة التجهيزات ستستغرق وقتا اطول بكثير. ربما سيستغرق ذلك 12 شهراً، ولكن يؤمل بأنه يكون اقصر من هذه الفترة. سيكون من الضروري نشر خمسة آلاف جندي اضافي من المملكة المتحدة ــ ألمانيا، لترتيب عملية الانسحاب (قوات لوجستية أساساً مع بعض العاملين في جهاز إصلاح أعطال آليات النقل).
خلال عملية فك الارتباط والانسحاب ستركز القوات البريطانية على مهمات وطنية تحددها بريطانيا. الطلبات من أجل الحصول على مساعدة للتحالف او سلطات الكويت المدنية ستتم دراستها، وستكون مشروطة بموافقة وزارية إذا تمت الموافقة عليها. ولكن بعض المساعدات يمكن ان تعرض على اساس استرجاع قيمة تكاليفها، وبشرط آلا تؤثر في عملية الانسحاب.
تكاليف عملية الانسحاب لم يتم تقديرها بعد. تم وضع تقدير مبدئي بـ100 مليون اضيفت الى الـ3 مليارات جنيه كقيمة محتملة للعملية كلها.
هناك قضايا أساسية أخرى تتم معالجتها خلال فترة فك الارتباط والانسحاب مثل القيادة والسيطرة، التخلص من التجهيزات العراقية، أذونات الاجازة والراحة للقوات.

وجود عسكري
سيكون هذا الأمر محور قرار سياسي. بعض الدول العربية ربما ستسعى الى بقاء وجود عسكري غربي (الكويت، الإمارات والبحرين). تم تأكيد أن بريطانيا لن تبقي قوات على الارض. وجود جوي دائم ايضاً من غير المحتمل ان يكون محل متابعة (مع بريطانيا). لن تكون هناك مشاركة بريطانية في قوة سلام تابعة للأمم المتحدة أو قوة مراقبة. المساعدة أو الالتزام البريطاني من المرجح أن يركز أساسا على:
– المساعدة العسكرية والتدريب للقوات المحلية.
– المناورات والانتشار براً وبحرا وجوا من وقت الى آخر.
– ابقاء وجود بحري على الأقل في البداية بمستوى ما قبل الأزمة – مستوى عملية «أرميليا» (3 مدمرات – فرقاطات، إضافة الى دعم من سلاح الجو الملكي). ما يصل الى 3 كاسحات ألغام يمكن تقديمها ايضا لصيد الالغام ومهمات التنظيف منها، إذا ما طُلبت.
مبيعات دفاعية.
«يقدّم التقرير هنا معلومات عن مجالات التعاون العسكري مع السعودية – وتوزيع التشكيلات البريطانية المنتشرة في الخليج ونبذات شخصية عن القادة العسكريين البريطانيين. كما يقدّم معلومات عن أجهزة الاتصالات المتوافرة للألوية البريطانية والجنود في ساحة العمليات قبل الانتقال إلى موضوع أسرى الحرب العراقيين».

أسرى الحرب
الخطة الأصلية كانت تقضي بنقل أسرى الحرب إلى عهدة الولايات المتحدة، لكنهم حالياً يتحملون فوق قدرتهم. بموجب اتفاقات جنيف، أسرى الحرب يحصلون على أجر نسبي.
أولئك الذين يقومون بأعمال (مثل تنظيف مخيمات أسرى الحرب) سيُدفع لهم لقاء قيامهم بعملهم. الحد الأدنى بموجب معاهدات جنيف هو ربع فرنك سويسري (أي 11 بنساً بريطانياً) في اليوم. يقترح الأميركيون دفع 6 دولارات في اليوم وقد كتبنا إلى وزارة الخزانة للحصول على اتفاق لدفع نفس المبلغ.
«ينتقل المحضر إلى موضوع شكاوى الجنود في شأن رواتبهم وضرورة أن تتم معالجة هذا الأمر ضمن المؤسسة العسكرية وليس خارجها بعدما كتب جنود رسائل احتجاج مباشرة إلى رئاسة الوزراء ونواب، وبعد تناول موضوع الاجازات والراحة للجنود العائدين من الجبهات، ينتقل إلى موضوع إعادة جثامين الجنود القتلى إلى أرض الوطن».

إعادة جثث القتلى
بناء على رغبات أقارب القتلى، ستتم إعادة جثامين الذين قُتلوا في الخليج، معا، بأسرع ما يمكن. هذا قد يحتاج إلى اسبوعين. ستتم إعادة الجثامين بكرامة ومع إجراء احتفال وداعي (مرافقة عسكرية، رفع الرايات والموسيقى العسكرية)».

الحلقة الثانية عشرة:
سعد العبدالله: الحرب ستستمر مادام الخميني حياً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى