المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

«القرين الثقافي 26»… أزاح ستائره على مسرح عبدالحسين عبدالرضا

المصدر:الرأي الكويتية

انطلقت أول من أمس، فعاليات الدورة السادسة والعشرين من مهرجان القرين الثقافي على خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا، تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الصباح، وبحضور وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد ناصر الجبري، والمهرجان ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب خلال الفترة بين 8 و25 من شهر يناير الجاري.
شهد الافتتاح، حضور حشد جماهيري غفير، تقدمته شخصيات ثقافية وإعلامية وفنية عدة، على غرار وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي، والفنان محمد المنصور، فضلاً عن حضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجيل، والأمين المساعد لقطاع الثقافة الدكتور عيسى الأنصاري، والأمين المساعد لقطاع الفنون الدكتور بدر الدويش، في حين قدم فقرات الحفل المذيع عبدالعزيز الدرويش.

تكريم
بعدها، جرت مراسم التكريم لصنّاع الفيلم الروائي الكويتي الشهير «العاصفة»، حيث قام الجبري والعبدالجليل بتكريم، كل من مخرج الفيلم محمد السنعوسي، وبطلي العمل الفنانين الراحلين عبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي، كما تم تكريم المؤلف الراحل عبدالأمير التركي، ومساعدي المخرج عبدالرحمن الشايجي وأحمد عبدالله البخشي. كما جرى تكريم مايسترو الفرقة الأوركسترالية الأوزبكية كمال الدين أورنفاي، ومؤلف الرؤية الفنية للعمل الموسيقي «العاصفة سيمفوني» الدكتور سليمان الديكان، وفرقة حمد بن حسين للفنون البحرية التي شاركت في حفل الافتتاح.
بدوره، ألقى وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد ناصر الجبري كلمة راعي الحفل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، قائلاً: «يطيب لي ويسرني أن أرحب بكم جميعاً، وأن أكون بينكم في هذا العرس الثقافي الكبير، لنحتفل معاً بافتتاح مهرجان القرين الثقافي في دورته السادسة والعشرين، التي نلتمس من خلالها جميعاً ارتقاء المهرجان برسالة دولة الكويت السامية وموقعها على الساحة الثقافية العربية والدولية، وذلك برعاية ومتابعة حثيثة من لدن حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد».
وأضاف: «لقد اعتاد مهرجان القرين الثقافي على اختيار شخصية مؤثرة في المشهد والعطاء الثقافي تتجاوز الحدود الجغرافية لتكون إضافة نوعية متميزة للمهرجان، وكان قد اختير الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين من الكويت شخصية المهرجان نظراً لكونه شخصية بارزة دخلت تاريخ الثقافة العربية والعالمية من أوسع الأبواب، فقد اجتهد ونجح وتألق، وكتب اسمه في التاريخ، وصار أحد أعلام الثقافة العربية، يؤثر فيها مثلما يؤثر في الثقافة العالمية، وعمل على نشر اللغة العربية وتكريس حضورها بين اللغات العالمية، داعياً إلى التعايش والتسامح مع الآخرين، ومد جسور المحبة والسلام بين الشعوب، وحقق على أرض الواقع ولادة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية التي انطلقت من القاهرة في العام 1989 تحت اسم جائزة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري».
وأكمل الجبري: «لقد أطلق البابطين العديد من الجوائز للعناية بالصلات الثقافية الأصيلة بين العرب ومسلمي آسيا الوسطى، إضافة إلى تدشين صرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي في الكويت، والعديد من مراكز المخطوطات والعناية بالشعر، إلى جانب إسهاماته الكبيرة، والذي حصل على العديد من الأوسمة والجوائز، منها جائزة التقديرية بدولة الكويت العام 2002، لذا نعلن أن سعود عبدالعزيز البابطين يستحق بجدارة أن يكون شخصية مهرجان القرين الثقافي لهذا العام».
واختتم الجبري كلمته بالتوجه بالشكر الجزيل لضيوف الكويت في مهرجان القرين الثقافي، «من دول وشخصيات نجلها ونقدرها، ونثمن لها مساهماتها في إحياء هذا المهرجان الثقافي الكبير، كما نزف أسمى آيات التهاني للفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية، التي تحظى باهتمام مباشر من القيادة السياسية الحكيمة والحكومة الرشيدة، وندعو الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى المزيد من العطاء والإبداع وتحقيق العديد من الإنجازات الثقافية ذات القيمة العالية لأمتنا العربية والإسلامية».

علامة فارقة
من جهته، قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل إن مهرجان القرين الثقافي في دورته السادسة والعشرين يشكل احتفالاً مهماً وكبيراً ينتظره المجلس الوطني للثقافة كل عام، لنجدد التظاهرة الثقافية والفنية الكبيرة.
ولفت العبدالجليل إلى أن المهرجان يمثل علامة فارقة وتظاهرة تثبت بأن الكويت تحافظ على المستوى الرفيع للثقافة والحركة الفنية بكل عناصرها ومكوناتها، مردفاً: «القرين يمثل لنا نقطة مهمة جدا لنتأمل فيها عن مدى التمدن والتحضر الذي نحن فيه بدولة الكويت، وما يعبر عن مكنون الشعب الكويتي من وعي وإدراك»، مشدداً على أن الثقافة هي السلاح الناعم والقوي الذي نواجه فيه العالم.
ثم بدأت ليلة الافتتاح التي استعادت إبداعات الفيلم الروائي الكويتي «العاصفة» عبر عرض سينمائي أوركسترالي مبهر حمل عنوان «العاصفة سيمفوني» بقيادة المايسترو الأوزبكي كمال الدين أورنفاي، وصاغ الرؤية الفنية للعمل المؤلف الموسيقي الدكتور سليمان الديكان الذي قدم رؤية فنية مبدعة، جمعت بين الأوركسترا والعزف الموسيقي الحي والمشاهد السينمائية للفيلم، وجاء بمناسبة مرور 57 عاماً على إنتاج أول فيلم روائي كويتي.
وقد اتسم العرض السيمفوني بين الفرجة البصرية والمتعة الموسيقية، حيث عزفت الفرقة الضخمة المكونة من عازفين عالميين، بمصاحبة فرقة للتراث الكويتي موسيقى متنوعة مع عرض مشاهد الفيلم، في امتزاج فني رفيع وفريد من نوعه، وسط انسجام وتفاعل من الحضور الجماهيري الكبير. وتميز العرض بالعزف الموسيقي المتناغم المصاحب لكل مشاهد الفيلم، وسط «شيلات» الفرقة الشعبية.

ليلة لا تنسى
فور انتهاء العرض، لم يُخف مؤلف الرؤية الفنية للعمل «العاصفة سيمفوني» الدكتور سليمان الديكان سعادته الغامرة بالنجاح الذي حققه العمل الذي شاهده في ظل حضور جماهيري ورسمي كبير، والذي استمتع به طوال فترات العرض الموسيقي، لافتاً إلى أنها بالفعل ليلة فنية لا تنسى.
وعبّر الديكان عن فخره واعتزازه بتقديم هذا العمل الموسيقي الذي مزج بين المشاهد السينمائية للفيلم الكويتي «العاصفة» وبين المقطوعات الموسيقية التي رافقت كل مشهد، وهو تأليف جسد كل المشاهد بموسيقى وعزف أوركسترالي حي مع نخبة من العازفين العالميين، وعلى رأسهم المايسترو الأوزبكي العالمي كمال الدين أورنفاي.
ويعتبر فيلم «العاصفة» الذي عرض في حفل افتتاح المهرجان أول عمل سينمائي روائي كويتي من إنتاج تلفزيون دولة الكويت في العام 1965، وهو من فكرة وإخراج الإعلامي القدير محمد السنعوسي. والعمل شكل ركيزة أساسية في صناعة السينما الكويتية، حيث تعامل مع مرحلة اكتشاف النفط في الكويت كنقطة انطلاق نحو الجانب الروائي في الفيلم ليعكس أثر «العاصفة» في تغير بعض المفاهيم الاجتماعية الراسخة، إضافة إلى أن المخرج حرص في الفيلم على إظهار كويت ما قبل النفط، واستعان بفرقة «حمد بن حسين» البحرية ليحفظ لنا جانباً من الفن البحري، إلى جانب بعض المشاهد الخارجية في جزيرة فيلكا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى