المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

طب وصحة

«القنوات الرقمية».. سرطان وانتحار بطيء

القبس

منذ بدء قنوات التلفاز المدفوعة كـ«نتفليكس» وغيرها في السنوات الأخيرة، ازدادت ظاهرة مشاهدة التلفاز غير المتحكم به، أو ما قد يعتبره البعض ادمانا سلوكيا وتصرفا لا إراديا، والأمر نفسه ينطبق على متابعي قنوات اليوتيوب والمواقع التي تعرض الأفلام والمسلسلات عبر الانترنت، فقد تجد نفسك تشاهد حلقات مسلسل واحدة تلو الاخرى لعدة ساعات من دون توقف أو حتى قدرة على التوقف، لتفاجأ بشروق الشمس من دون أن تنام ولو دقيقة واحدة.

وبالإضافة إلى أضرار حرمان النوم، فللخمول وتفضيل الجلوس ساعات طويلة لمشاهدة الشاشة بدلا عن الحركة تأثيرات سلبية وخطرة صحيا. بحيث يعتقد الخبراء أن الخمول أكثر ضررا من التدخين. فهو يزيد فرصة الإصابة بأمراض القلب والشرايين، السرطان، السمنة، امراض المفاصل والعظام، الاضطرابات المزاجية والنفسية وحتى الوفاة المبكرة.

الأذية الذاتية والانتحار.. بسبب «نتفليكس»

نشرت دورية صحة المراهقين دراسة السنة الماضية اثارت جدلا كبيرا. فمنذ ان بدأ بث حلقات مسلسل (13 سبباً لماذا؟) في مارس عام 2017، اثير الكثير من القلق والجدل المتعلق بالانتحار. فهذا المسلسل يعرض قصة فتاة بعثت قبل انتحارها 13 شريطاً تسجيليا تشرح فيها عن ثلاثة عشر شخصا وموقفا كانوا السبب في وصولها إلى الانتحار. وبما انه مسلسل موجه لفئة المراهقين وحتى الأطفال، فهي الفئة الأكثر فرصة للاضطراب النفسي والعدواني والاذى الذاتي.

وبينت الدراسة الأميركية وجود الخطر فعليا. حيث قام الباحثون بفحص سجلات مستشفيات الأطفال لتقصي اعداد حوادث الانتحار والسلوكيات المؤذية في الفئة العمرية ما بين 4 – 18 سنة، خلال الأشهر التي سبقت وتلت عرض هذا المسلسل. ليكتشفوا زيادة في حالات الانتحار والافعال المؤذية للذات خلال الأشهر التي تبعت عرض المسلسل، مما يدل على تأثيره السلبي في حالة المراهقين النفسية. وفي السنة الماضية تابع الباحثون الدراسة لتقييم الآثار النفسية لمتابعة حلقات هذا المسلسل لمدة سنة. وبعد تقييم الحالة النفسية لأكثر من الف مراهق (يتابع المسلسل) بينت النتائج ان تغيرات المزاج الحادة هي أكثر الآثار شيوعا. حيث سجل أكثر من ربع المراهقين شعورهم بالحزن والتدهور في المزاج وقلة الطاقة، بل وشعورهم بالإحباط بعد مشاهدة المسلسل. وزادت شدة الأمر لدى من كانوا يشعرون باضطرابات المزاج والمشاعر الحادة قبل مشاهدة المسلسل، حيث أشار بعضهم الى بدء الافكار الانتحارية وإيذاء الذات وحتى محاولة للانتحار.

ضرورة مراقبة أولياء الأمور ما يشاهده الأطفال

تؤكد دلائل هذه الدراسات أهمية مراقبة ما يشاهده الاطفال والمراهقون، لأن لذلك تأثيرا قويا في حالتهم النفسية وحتى حياتهم. كما يجادل بعض الخبراء بان عرض قصص او مسلسلات تتناول الانتحار والأفكار الانتحارية امر حساس يغلب عليه الضرر. خصوصا لأن الفئة العمرية التي يعرض لها المسلسل ليست مناسبة ولا مؤهلة للتعامل بشكل صحيح مع هذه القصص والأفكار السوداوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى