المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار عربية

الكاظمي أمام معضلة تحييد الميليشيات في العراق

يؤكد محللون أن تكليف مصطفى الكاظمي برئاسة الحكومة زاد من الانقسام بين الميليشيات في العراق، فهناك من أذعنت لتوافق قادة الكتل السياسية، وهناك من رفضت وعدت الكاظمي ورقة أمريكية وسيقوم بعمليات تحييد واسعة للفصائل المسلحة عموماً، وعدت اختيار الكاظمي نجاحاً لواشنطن بالعراق، ولوّحت بمواقف مشددة في حال محاولته نزع سلاحها.

وتفيد تسريبات من داخل الفصائل المسلحة، بأن قياداتها تلتزم الآن وضع التخفي والخوف من الاستهداف، فيما تبدو مواقعها مكشوفة لأية ضربة محتملة، مع تزايد الشكوك في الاختراق في داخلها، وفي أعلى المستويات، والدليل على ذلك الضربة الدقيقة التي استهدفت زعيم فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ومساعده أبو مهدي المهندس، قرب مطار بغداد الدولي في مطلع العام الحالي.

رفض

ويكاد يكون الرأي الغالب للمراقبين السياسيين، أن رفض نفوذ النظام الإيراني في الشارع العراقي، بلغ أقصى مدى له، بلجوء القوى الموالية لذلك النظام إلى أساليب القتل والخطف والتعذيب، بشكل شرس، في مناطق حواضنها التقليدية، بمقابل استهجان من قبل حتى المقربين منها، وحتى في داخلها، الذي يشهد انشطارات واسعة.

اعتدال

ويرى المحلل السياسي زيد الزبيدي، أن هناك من يعدون انتفاضة أكتوبر 2019، هي التي زعزعت الولاءات للنظام الإيراني، وهذا صحيح إلى حد بعيد، مع الأخذ بالاعتبار أن الانتفاضة كانت بالأساس نتيجة لتلك الولاءات، التي أوصلت الوضع إلى حد الانفجار.

ويقول الزبيدي لـ«البيان»، إن النظام الإيراني كسب أغلب الموالين له من خلال الدعم المالي والسياسي، ولكن الوضع انقلب مع تفاقم أزمات إيران، التي أصبحت تطلب «رد الجميل»، بعد أن أوقفت أو قلصت دعمها للكتل الموالية لها، ما أدى إلى قبول العديد من تلك الكتل بدعم جهات أخرى، ومن بينها الحكومة العراقية.

فيما تحولت مواقفها إلى نوع من «الاعتدال الاضطراري»، كي لا تفقد كل شيء.

Volume 0%

تهديدات

إلا أن المتابعين للشأن العراقي، يرون أن ميليشيات الحشد ضعيفة، ولا تجد الإسناد البسيط حتى من حواضنها الاجتماعية التي انتفضت ضدها، فيما يؤكد المحلل السياسي، نجم القصاب، أن بيانات الفصائل المعارضة «مجرد استعراض للعضلات، لتظهر أنها الأقوى في المعادلة العراقية.

كما تريد في الوقت نفسه توجيه رسالة بأن رئيس الحكومة المكلف لا يمكن أن يمرر من دون التفاهم والتفاوض معها، بشأن مكاسب، تحاول الحصول عليها». ويرى القصاب أن «هذه الفصائل لا تمتلك قوة يمكنها أن تجاري القوات الأمريكية في العراق حتى تشن هجمات عليها، كما لا تستطيع صواريخ تلك الفصائل عبور المنظومة الدفاعية، ولهذا تبقى تهديداتها على المستوى الإعلامي فقط».

رقابة

ويرجح الضابط في الجيش العراقي السابق نافع عبدالكريم، في حديث لـ«البيان» أن تلجأ الفصائل المسلحة عموماً، إلى «الغطاء العراقي»، وأن تضع ترساناتها في معسكرات الجيش، تفادياً لضربات مدمرة.

ويقول العميد عبدالكريم، إن هذه الخطوة ستسهل مهمة الحكومة المقبلة في حصر السلاح بيد الدولة، لأن تلك الترسانات ستكون تحت الرقابة العسكرية، التي تسجل أية تحركات لها، وتتجنب تعريض البلاد لفوضى السلاح المنفلت التي تثيرها الميليشيات الموالية لإيران.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى