المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار عربية

اللبنانيون.. «إيد بإيد من الشمال إلى الجنوب»

القبس

نفذ عشرات آلاف اللبنانيين أمس سلسلة بشرية تمتد من شمالي البلاد إلى جنوبيها في إطار الحراك الشعبي المناهض للطبقة السياسية، الذي لم يتوقف منذ 11 يوماً، في خطوة ترمز إلى الوحدة الوطنية التي تكرست خلال التظاهرات العابرة للطوائف والمناطق.

وانتشر آلاف الأشخاص على الطرق لهذه الغاية، ممسكي الأيدي، وسعوا الى أن تغطي السلسة مسافة تمتد على 170 كيلومتراً من صور جنوباً إلى طرابلس شمالاً، مروراً بساحة الشهداء في وسط بيروت. وشملت السلسة البشرية كلّ الساحات التي شهدت تظاهرات منذ انطلاقة الانتفاضة الشعبية في 17 أكتوبر.

ورفع المشاركون في السلسلة البشرية الأعلام اللبنانية والورود، وهم يرتدون القمصان البيضاء في إشارة إلى سلمية ثورتهم، كما رددوا الهتافات المطالبة بإسقاط النظام ومحاسبة الفاسدين. في حين ساهم الجيش اللبناني في نقل صورة السلسلة عبر تصويرها.

تجمع المشاركون في مبادرة السلسلة البشرية على طول الطرق السريعة من شمال لبنان إلى جنوبه، ووصلوا اليها سيراً على الأقدام، وبعضهم على الدراجات النارية أو الهوائية.

وقالت جولي تيغو بو ناصيف (31 عاماً)، وهي أحد منظمي المبادرة «لدينا متطوعون على الدراجات النارية يساعدوننا في ملأ الفراغات في السلسلة». وأضافت «الفكرة خلف هذه السلسلة البشرية هي أن نظهر أن لبنان من شماله إلى جنوبه يرفض الطائفية».

وتشكّل فئة الشباب من الذين ولدوا ما بعد الحرب الأهلية الدامية (1975 – 1990) عصب التظاهرات اللبنانية التي ليست لها قيادة ولا توجها حزبيا. وقالت بو ناصيف «نريد تعزيز شعور الوحدة الوطنية الذي بدأ يظهر في لبنان خلال الأيام العشرة الماضية».

«ثلاثون عاماً»

وتتألف الطبقة الحاكمة في لبنان بمعظمها من زعماء كانوا جزءاً من الحرب الأهلية المدمرة التي شهدتها البلاد، وما زال أغلبهم موجوداً في الحكم منذ نحو ثلاثة عقود. ويمثّل هؤلاء الزعماء عموماً طبقة طائفية أو منطقة معينة. ويعبّر إيلي (40 عاماً) عن استيائه من ذلك وهو يسير في وسط بيروت رافعاً العلم اللبناني صباح الأحد، بالقول «ثلاثون عاماً والأشخاص نفسهم في الحكم».

وفور انتهاء فعالية السلسلة البشرية عادت المجموعات التي شاركت فيها أدراجها الى ساحات الاعتصام المنتشرة في كل المناطق، ولوحظ ارتفاع عدد المعتصمين في ساحة رياض الصلح وساحة الشهداء، في وقت حضر الفنان مارسيل خليفة بين المتظاهرين أمام سرايا النبطية.

وأدّى مع بعض المعتصمين الاغاني الثورية، كـ منتصب القامة، ويا علي، ويا بحرية.

وكما يحصل كل يوم، نزل عشرات الرجال والنساء والأطفال صباحا إلى وسط بيروت لتنظيف أماكن التجمع. في حين اصدر المحاربون القدامى بيانا دعوا فيه المتظاهرين إلى عدم فتح الطرقات او العودة عن الاعتصام والتظاهر وإلى رفع نسبة التشدد، ووصفوا من يقومون بثورة إلى منتصفها فقط، إنما يحفرون قبورهم بأيديهم.

قطاع الطرق

النائب عن حزب الكتائب الياس حنكش، قال عبر تويتر قائلا ان «ما تسمّونه قطّاع الطرق.. يكتبون التاريخ اليوم». وأضاف: «من شماله إلى جنوبه.. موحّدين تحت العلم اللبناني». وختم متسائلاً: «هل ستسمع السلطة صوتهم؟».

وكان وزير المهجرين المنتمي للتيار الوطني الحر غسان عطا الله علق على السلسلة البشرية بالقول: «ما نراه من شبك للأيادي لوصل المناطق يتناقض مع أسلوب قطع الطرقات وشلّ الحركة على الطرق الرئيسية نحن أول من وقف الى جانب الصادقين وضدّ قطّاع الطرق».

عون والحريري

سياسيا استمرت الاتصالات امس بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري من أجل التوصل الى حل، وقالت مصادر اعلامية أن عون منفتح على كل طروحات الحريري ضمن الأطر الدستورية والمعايير الموحّدة التي يجب أن تسري على الجميع. وأشارت المصادر نفسها الى أن «الاتفاق بين الرئيسين لا يزال قائماً على فتح الطرقات مع احترام حق التظاهر».

اما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يتعرض لهجوم من قبل التيار الوطني الحر وحزب الله ومحاولاتهم الصاق التحرك الشعبي به، توجه إلى كل الذين يحاولون التصويب على القوّات ومهاجمتها قائلا في تغريدة: «بدل أن تضيعوا وقتكم بمهاجمة القوّات شاهدوا المشهد الجامع الشامل من طرابلس إلى صور ومن بيروت إلى بعلبك – الهرمل واستمعوا إلى ما يريده اللبنانيون».

من جانبه دعا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، خلال قداس الأحد في بكركي، إلى عدم النظر إلى المتظاهرين السلميين الحضاريين بنظرة فوقية أو استهتارية أو تسييسية، قائلاً: «لا يحق الانحراف بانتفاضتهم إلى نزاع حزبي أو إلى أهداف إيديولوجية هدامة. إنها في الحقيقة ظاهرة التحام الشعب على اختلاف أطيافه، تحت راية لبنان، حول مطالبه الوطنية المحقة بالكرامة والعدالة الاجتماعية، الرافضة للواقع المالي والاقتصادي المتعثر، والمطالبة بحكومة توحي بالثقة».

وأضاف: «لا مجال لترهيب أو لتخوين شبابنا الذين يضحون من أجل تصويب الممارسة السياسية بحيث تتحلى بالتجرد والنزاهة والشفافية»، داعيا السلطة إلى الاصغاء إلى مطالب الشعب قبل فوات الأوان عبر تأليف حكومة جديدة بكل وجوهها، مصغرة وحيادية، ومؤلفة من شخصيات مشهود لها بكفاءاتها، وتكون محط ثقة الشعب، ومتفق عليها مسبقاً منعاً للفراغ، لتعمل على تطبيق الورقة الإصلاحية التي يقبلها المتظاهرون ولكنهم لا يثقون بأن الحكومة الحالية قادرة على تنفيذها.

وتابع: «إن نظامنا السياسي ديموقراطي لا ديكتاتوري، تعددي لا أحادي، وطني لا مذهبي، وشعبه هو مصدر السلطات ولا أحد يختزل الشعب ويفرض رأيه أو إرادته عليه، فلا تهملوا هذه الانتفاضة الوطنية لئلا يكبر حجمها وتخرج عن مسارها الوطني الإيجابي، بفعل المخربين المأجورين المندسين بثوب الحمل». (وكالات)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى