المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

الليرة تواصل الهبوط.. وتركيا تبدأ خطة عاجلة للإنقاذ

 

واصلت الليرة التركية التراجع أمس في أول تعاملات الأسبوع بعد جلسة درامية الخميس الماضي لتواصل الهبوط وتفقد قرابة 35% من قيمتها في آخر جلستي تداول.

ووصل سعر صرف العملة التركية أمام الدينار الكويتي إلى قرابة 23 ليرة فيما انخفضت أمام الدولار إلى 7 دولارات وهي أدنى مستويات لليرة التركية أمام العملات الدولية على الإطلاق.

وتشهد الليرة التركية خسائر حادة منذ بداية الأسبوع الماضي في ظل التوترات القوية في العلاقات مع الولايات المتحدة إضافة إلى مجموعة من المشاكل الاقتصادية.

وتختلف واشنطن وأنقرة حول رفض الأخيرة تسليم القس الأميركي المتحجز «أندرو برونسون» مع فرض الأولى عقوبات على وزيري الداخلية والعدل الأتراك.

وزادت التوترات مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب مضاعفة الرسوم على واردات الصلب والألمنيوم من تركيا، لتصبح 50% و20% على الترتيب.

خطة مواجهة

بدأت تركيا خطة عاجلة على كل الأصعدة الداخلية والخارجية لإنقاذ الليرة التركية من التراجعات الحادة التي تشهدها وبنت تركيا تحركاتها على 3 محاور:

1- تجاريا:

أعلنت تركيا أنها ستبدأ قريبا استخدام الليرة في المبادلات التجارية الخارجية مع عدد من الدول. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تستعد لاستخدام العملات المحلية في المبادلات التجارية البينية الخارجية.

وأضاف، خلال اجتماع استشاري لحزب العدالة والتنمية أول أمس: «نستعد لاستخدام العملات المحلية في تجارتنا مع الصين وروسيا وإيران وأوكرانيا وغيرها من الدول التي نملك التبادل التجاري الأكبر معها»، وفقا لما نقلته صحيفة «الشرق الأوسط».

2 – مالياً:

قال وزير الخزانة والمالية التركي براءت البيرق أمس ان الوزارة بدأت تطبيق خطة عمل لدعم الليرة وبالتعاون مع المصارف وهيئة التنظيم والرقابة المصرفية التركية، لافتا الى ان المؤسسات المعنية ستقوم بالخطوات اللازمة لإزالة الضغط عن الأسواق اضافة الى خطة عمل بشأن شركات القطاع الحقيقي الأكثر تأثرا بتقلبات سعر الصرف بما فيها الشركات الصغيرة والمتوسطة.

ونفى البيرق الشائعات حول وضع يد الدولة على الودائع في المصارف وتحويل العملات الاجنبية في حسابات المواطنين الى الليرة.

3 – نقديا:

أعلن البنك المركزي التركي اتخاذ حزمة اجراءات من شأنها دعم فاعلية الأسواق المالية وايجاد مرونة اكبر للجهاز المصرفي في ادارة السيولة.

حيث خفض نسب متطلبات احتياطي الليرة التركية بمقدار 250 نقطة اساس لكل فترات الاستحقاق من دون استثناء ونسب الاحتياطي لمتطلبات العملة الاجنبية غير الأساسية بمقدار 400 نقطة أساس لاستحقاقات عام وحتى 3 أعوام.

واكد البنك في بيان انه يمكن استخدام اليورو الى جانب الدولار الأميركي كعملة مقابلة لاحتياطات الليرة التركية بموجب آلية خيارات الاحتياطي.

تجاوب روسي

تجاوبت روسيا مع دعوة الرئيس التركي سريعا وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا تفضل إجراء معاملات التجارة الثنائية مع جميع الدول بعملاتها الوطنية بدلا من الدولار لكن الفكرة تحتاج لبلورة التفاصيل قبل التنفيذ.

مواطنون لـ «الأنباء»: نُسارع لدفع التزاماتنا بالليرة «مقدماً»
الطلبة ودافعو الأقساط العقارية.. أكثر المستفيدين

وصف الصورة

طارق عرابي

تشهد الليرة التركية هبوطا مستمرا منذ أكثر من أسبوع، وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة التركية لإيقاف نزيف الهبوط المستمر للعملة، هناك عدد من المستفيدين من هذا الهبوط، وأبرزهم الطلبة الدارسون في الجامعات التركية، والأفراد المتملكون عن طريق الأقساط، ناهيك عن السياح الذين يقضون اجازاتهم السنوية في المدن التركية المتعددة.

فبالنسبة للشريحة الأولى (الطلبة)، فقد عبر عدد من أولياء أمور الطلبة الدارسين في تركيا عن استفادتهم من هبوط الليرة في هذه الفترة بالذات، مشيرين إلى أن هبوط الليرة في هذا التوقيت الذي يتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد، يحقق لهم أكبر استفادة ممكنة، خاصة أنهم مطالبون بدفع الرسوم الدراسية المستحقة عن الفصل الأول قريبا، وبالتالي فإن تحويل هذه المستحقات لأبنائهم في هذه الفترة يعني توفيرا كبيرا في ميزانياتهم.

وقال أحد أولياء الأمور لـ «الأنباء» انه مطالب بدفع القسط الجامعي الأول لابنه الدارس في إسطنبول والبالغ 6600 ليرة تركية أي ما كان يعادل بحسب الأسعار السابقة 528 دينارا بينما وفي ظل الانخفاض الحالي فإن القيمة بالدينار الكويتي هي 290 دينارا بانخفاض 45% في قيمة القسط وتوفير 238 دينارا.

أما على صعيد ملاك العقار من الافراد الذين يدفعون أقساطا شهرية أو ربع سنوية، فقد أبدوا أيضا استفادتهم من هبوط الليرة الذي سيوفر عليهم مبالغ كبيرة من قيمة العقار الذي اشتروه خلال السنوات الأخيرة، بل ان بعضهم أكد أنه سيقوم بدفع أكثر من قسط، بل أنهم ربما يقومون بسداد كامل القيمة المستحقة عليهم، خصوصا ان الفارق في سعر الصرف الحالي يصب في صالحهم.

ولا يخفى على أحد كذلك الفائدة الكبيرة التي تجنيها الفئة الثالثة ألا وهي «السائح» الحالي في تركيا، والذي سيستفيد بلا شك من السعر المتدني لصرف الليرة التركية عند ارتياده المطاعم والأسواق والمتاجر، بل وحتى في تنقلاته ورحلاته إلى مختلف المناطق السياحية التركية في هذا الوقت بالتحديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى