المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

المرضى النفسيون في بلغاريا متروكون لمصيرهم

في مستشفى كوريلو للأمراض العقلية عند الهضاب المحيطة بصوفيا، يقبع نحو مئة شخص داخل مبان متداعية، حيث يتخبطون في عزلتهم ويعانون الإهمال والنسيان.. إذ لم يطرأ أي تحسن على الوضع المتردي للمرضى النفسيين في بلغاريا منذ الحقبة الشيوعية.
ويقول المستشار الوطني لدى وزارة الصحة دروزدستوي ستويانوف الذي دعا أخيرا الجمعية الأوروبية للطب النفسي لمهمة تدقيق في بلاده «بلغاريا هي البلد السوفيتي السابق الوحيد الذي لم يجر أي إصلاحات لنظام الرعاية للمرضى النفسيين». وفي هذا الوقت، يمضي المرضى في مستشفى كوريلو أيامهم في عزلة تامة عن العالم، بعيدين كل البعد عن أحدث التطورات في الطب النفسي الذي بات يشجع في العقود الأخيرة على دمج المرضى في المجتمع ضمن خلايا صغيرة.
وتشير رئيسة الجمعية الأوروبية للطب النفسي سيلفانا غالديريزي عبر وكالة فرانس برس إلى «الخطورة الفائقة لقضاء ساعات طويلة بلا أي نشاط على الصحة الجسدية والعقلية»، داعية الحكومة البلغارية إلى التحرك في هذا المجال.
وليس مستشفى كوريلو أبدا حالة استثنائية في البلاد.. فالأكثرية الساحقة من مستشفيات الطب النفسي والمصحات العقلية الموروثة في هذا البلد من الحقبة الشيوعية حين كان يتم إخفاء المرضى النفسيين لعدم تشويه الصورة المضيئة التي كانت الدعاية السياسية للنظام الحاكم تعمل للترويج لها، مقامة في مناطق معزولة وتفتقر الى لموارد اللازمة لمعالجة نزلاء هذه المواقع الذين يفوق عددهم الإجمالي ثلاثة آلاف مريض.
وتقول غالديريزي، وهي طبيبة إيطالية «الناس لا يملكون نفاذا إلى مجمل أنواع الرعاية الطبية اللازمة لإعادتهم إلى الحياة الطبيعية من أدوية وعلاج نفسي وإعادة تأهيل».
وأقيم مستشفى كوريلو في موقع كان يضم مستودعات قديمة تعاني حرارة ملتهبة صيفا وصقيعا قارسا شتاء، ولا يفيد مرضاه سوى من مرحاضين لكل عشرين شخصا وسرير معدني يمثل المساحة الخاصة الوحيدة لهم. ويتمتع الموقع أيضا بمنتزه غني بالأشجار، غير أن «هذا وحده لا يكفي لمعالجة المصابين بانفصام الشخصية»، على ما تقول مديرة مستشفى كوريلو تسفيتسلافا غالابوفا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى