المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

المعدن الكويتي الأصيل… لا يصدأ

المصدر:الرأي

بثوبها الجميل، ووحدتها الاجتماعية الصلبة التي هزمت كل صوت نشاز، صدر من هنا أو هناك، أطلت الفزعة الكويتية الأصيلة في مواجهة أزمة فيروس «كورونا» المستجد، لتعيد إلى الأذهان فزعة أهل الكويت قديماً في إيواء المتضررين وبناء البيوت الطين القديمة، سنة «الهدّامة»، حيث تكرر المشهد اليوم، بتداعي الكثير من فئات المجتمع، أفراداً ومؤسسات، لوضع إمكاناتهم بتصرف الدولة، فقدمت الجمعيات التعاونية والشركات والمطاعم ومراكز التجهيزات الغذائية الوجبات الغذائية للخاضعين للحجر الصحي وللكوادر الطبية والأمنية في منتجع الخيران طوال فترة الحجر الصحي، فيما أعربت جمعيات النفع العام وضع منتسبيها تحت تصرف الدولة ورهن الإشارة.
سحابة الدعم الكبير من قبل المبادرين، طلت على ضيوف منتجع الخيران، وأصابتهم بالتخمة، نتيجة الخير الوفير، حيث أظهرت صور ومقاطع فيديو من داخل المنتجع، أصناف الاطعمة والحلويات بكل أصنافها تملأ المكان، الامر الذي خلق حالة من الروح الايجابية والطيبة التي انعكست على نفوس الجميع، وترجمت بصدق المشاعر الحقيقية للكويتيين تجاه وطنهم في الازمات، وظهور معدنهم الاصيل في التعاون، وتقديم يد العون بلا مقابل، وهي صفة موروثة من الطبيعة القديمة للشعب الكويتي بتكاتفه الاجتماعي وتعاضده، إلى جانب توزيع كمامات ومواد تعقيم وقفازات بالمجان.
قائمة أسماء أصحاب الحس الوطني طويلة، ضمت جهات وشخصيات، من بينها مطعم «الفوز كيتشن» الذي قدّم 50 وجبة غذائية مجاناً بشكل يومي للخاضعين للحجر الصحي في منتجع الخيران.
وقالت صاحبة المطعم غنيمة الفريح (أم سعود) «ان الدافع الوطني كان وراء طرح هذه المبادرة في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها»، متمنية تجاوز هذه الأزمة بسلام.
وأضافت ان «مطعم الفوز كيتشن يقدم وجبات من الطبخ الكويتي الخالص، لذلك آثرنا أن نقدم الوجبات الغذائية لمن يخضع للحجر الصحي بالتنسيق مع الجهات المعنية»، مشيدة بحملة التكاتف التي تعكس اللحمة الوطنية في الكويت.
بدوره، أعلن صاحب مطعم فريج صويلح رجل الاعمال عمر شرار الختلان، عن استقبال جميع طلبات كل مَنْ بالحجر الصحي وجميع الكوادر الطبية والامنية بالمجان طوال فترة الحجر الصحي، وقال إن هذه المبادرة قليلة تجاه بلدنا الحبيب الكويت، متمنيا الشفاء العاجل للجميع وأن نتجاوز هذه الازمة بخير، لافتا إلى أن المبادرة جاءت بالتنسيق مع وزارة الصحة تحت شعار«غداكم علينا».
وفي مبادرة مماثلة، أعلن نائب رئيس مجلس إدارة شركة الوزان محمد جاسم الوزان أنه «انطلاقاً من دور المسؤولية الاجتماعية تجاه وطننا الحبيب الكويت، سنقدم 1000 وجبة يومية مجانية لمدة أسبوعين، وذلك مساهمة من الشركة للمرضى المحتجزين بالحجر الصحي، وندعو الله أن يحفظ الكويت من كل مكروه، مع دعواتنا لجميع المرضى والمصابين بالشفاء العاجل».
من جانبه، قال رئيس جمعية الصليبخات والدوحة صقر خضير إن «الجمعية بادرت من بداية الأزمة بتفعيل خطة الطوارئ في الجمعية الخاصة بالعاملين داخل الجمعية، وفي جميع الأقسام كما تم تقديم جميع المساعدات الطبية التي يحتاجها المساهمون وتوفير كل الأصناف».
وأشار خضير إلى أن «الجمعية أرسلت طلباً إلى وزارة الصحة لتزويد مواقع المحاجر الصحية في الأطعمة أبلغونا أن هناك فائضاً كبيراً في الأطعمة لذلك تم إرسال أطعمة (نواشف) ومستلزمات أخرى»، لافتاً إلى أن الجمعية التعاونية لم تألُ جهداً في تقديم يد العون والمساعدة لابناء الشعب الكويت في ظل وجود أزمة كورونا. وأكد خضير أن الفزعة الكويتية ليست بغريبة على أبناء الشعب الكويت وهذا التكاتف الكبير بين أفراد الشعب الذي يدل على المحبة الكبير لهذا الوطن فلن نقبل أن نقف مكتوفي الايدي في ظل هذه الازمة التي يمر بها الوطن.
من جانبه، قال نائب رئيس جمعية النسيم التعاونية سمحان السمحان إن «وقفة الشعب الكويت وفزعته ليست بالامر المستغرب، فهذا ما اعتدنا عليه من هذا الشعب الطيب الذي قدم الكثير من أجل وطنه، وضحى بالغالي والنفيس من  أجل رفعة الوطن وسلامته، لا سيما في ظل الظروف التي نعيشها حيث ضربت الشركات والمطاعم أروع الأمثلة في التكاتف والمساعدة وكانوا على قدر عال من المسؤولية الوطنية».
وأكد السمحان أن «الوقفة الحازمة من وزارات الدولة ضد مستغلي حاجة الناس، وصورة التكاتف الاجتماعي كانت الدرع الحصينة للمواطنين، بمن فيهم الخاضعون للحجر الصحي، والعاملون في وزارتي الداخلية والصحة، وتم توزيع سلال وقائية للمساهمين بالمجان وخدمة اجتماعية وعمل تعاوني والمساهمة بكل شيء ومساعدة إنسانية كبيرة».
في السياق نفسه، أرسلت جمعية خيطان التعاونية مواد غذائية متنوعة إلى الحجر الصحي في الخيران، وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور محمد حمود الجبري إن ما قدمته الجمعية يأتي في إطار مسؤوليتها الوطنية، وما يفرضه عليها الواجب في هذه الظروف التي تمر بها البلاد.
من جانبه، أكد عامر عواد الشويعر أن «أبناء الكويت المخلصين أعطوا صورة جميلة للتكاتف والتعاضد في الأزمات، وأثبتوا أنهم في أوقات المحن والأزمات يقفون دائماً صفاً واحداً، من خلال الدعم الكبير الذي قدمه عدد كبير من المطاعم والشركات، للخاضعين للحجر الصحي حتى تحولت الشاليهات إلى فائض وفير من الأطعمة وما لذ وطاب منها، وهذه خطوة يشكرون عليها وموقف يفرض احترام الجميع».

من داخل الحجر

أم شيخة:  كل شي متوافر  وما في قصور

قالت المواطنة أم شيخة التي تخضع للحجر الصحي في منتزه الخيران «لله الحمد كل شيء متوافر ومو مقصرين، وجميع الأطعمة وكل ما نحتاجه متوافر، ونشكر كل من شارك وساهم بتوفير كل النواقص لنا من غداء وعشاء وريوق، والجهود التي بذلت كبيرة وليس لدينا أي قصور بفضل حملة التكاتف والدعم من المطاعم والشركات، وعلى رأسها وزارات الدولة طبعاً».
وقالت أم شيخة إن «الحملة تدل على أصالة الشعب الكويتي وحبه للخير ومساعدة الاخرين، حيث هبت الشركات والمطاعم والجمعيات التعاونية والمؤسسات في جميع أنحاء الدولة لتقديم الدعم لنا».

أبو حسين:  هذا معدن الكويت الأصيل

عبّر أبو حسين دشتي، الذي يخضع للحجر الصحي أيضا في منتزة الخيران، عن ارتياحه لأن كل الاحتياجات متوافرة والمطاعم قدمت أنواع الأطعمة والمشروبات والحلويات لجميع المتواجدين في المنتجع فكل ماتشتهي متوافر وبكثرة فبمجرد أن ترفع سماعة الهاتف يتم تلبيه طلبك بسرعة. وأشاد أبو حسين بحملة الدعم الكبير التي تعكس الحب الكبير لعمل الخير وحب الكويت فهذا هو المعدن الأصيل لاهل الكويت.

أم حمود:  الخدمات «5 Stars»

قالت أم حمود العنزي التي تخضع للحجر الصحي في منتجع الخيران «نعاني من تضخم في الاكل والشراب، بعد ان واجهنا صعوبات في بداية الامر». وأضافت ان «كل شيء متوافر في المنتجع، والدعم الكبير الذي قدم لنا من المطاعم والشركات والجمعيات شيء يفوق الوصف والخيال، فشكراً للجميع، والخدمات الان 5STARS».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى