المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

الموسيقار سعيد البنا… يودّع الكويت

على قدر قيمة الشخصية وأثرها يكون الوداع!

هذه المقولة ربما لخَّصت المشهد الاستثنائي، أول من أمس، لتوديع الموسيقار المصري الكبير سعيد البنا، الذي حان أوان مغادرته الكويت بعد مسيرة عطاء إبداعية بدأت في الستينات من القرن الماضي!

فبرعاية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله الصباح، أُقيم مساء أول من أمس حفل تكريمي كبير للبنا الذي اتخذ قراره بمغادرة البلد الذي احتضن رحلته الموسيقية على أرضه وبين أهله الذين ضج بكثير منهم قاعة الاحتفال الذي أقامته جمعية الفنانين الكويتيين على خشبة مسرح «مؤسسة البرامج المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي»، وبحضور نخبة من الإعلاميين ورفقاء الدرب ومن عاصروا البنا، وبينهم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة نيابة عن الشيخ محمد العبدالله، الإعلامي محمد السنعوسي وزير الإعلام الأسبق، الشيخ دعيج الخليفة، الشاعر والدكتور يعقوب يوسف الغنيم وزير التربية الأسبق، بدر العيسى، المستشار محمد أبوالحسن، الروائي طالب الرفاعي، الفنان عبدالعزيز المفرج الملقب بشادي الخليج، الموسيقار غنام الديكان، الإعلامي يوسف عبدالحميد الجاسم ورشيد الحمد.

الحفل التكريمي، الذي قدمه الإعلامي علي حسن، تمثل في باقة من الكلمات ألقاها بعض من أبرز أصدقائه، بدأها علي حسن بتقديم نبذة عن المحتفَى به الموسيقار سعيد، فقال: «إن ما يخفف من لوعة الفراق ذلك الحب الذي يحتل المكانة المرموقة والعالية في قلوب أهل الكويت كباراً وصغاراً لما قُدم، وارتبط اسمه بحب الوطن العزيز، إنه الموسيقار سعيد البنا.. هرم من أهرام الموسيقى والفن في الكويت»، مردفاً «أن البنا عاش في وطنه الثاني الكويت أكثر مما عاش في وطنه الأول مصر»، معطياً نبذة بانورامية عن «الفنان الذي تميز كعازف وملحن ومؤلف للموسيقى التصويرية درس وتخرج في عدة معاهد موسيقية عليا، ووصل للكويت في العام 1962، حيث بدأ عازفاً على آلة التشيللو في فرقة الإذاعة التابعة لوزارة الإرشاد والأنباء، ثم تنقل في مجالات فنية وموسيقية عدة، ولحن أوبريتين، وظل على مدى قرابة 60 عاماً يصنع مسيرة زاخرة بالعطاء والوفاء للكويت». بدوره اعتلى رفيق درب البنا رئيس مجلس إدارة جمعية الفنانين الكويتيين عبدالعزيز المفرج خشبة المسرح ليقول في كلمته: «في هذه المناسبة نستذكر جهود المكرَّم التي كرسها، وعطاءه اللامحدود لإبراز الأعمال الفنية الكويتية الوطنية، حيث تعتبر مساهماته الكبيرة طوال العقود الماضية تاريخاً مشرفاً في مسيرة الحركة الفنية الكويتية»، متمنياً له موفور الصحة والعافية ومزيداً من النجاح والتألق، كما شكر المفرج الشيخ محمد العبدالله على رعايته لهذا الحفل.

ومن ناحيته قال نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الفنانين الكويتيين رئيس فرقة التلفزيون الموسيقار غنام الديكان في كلمته الوداعية للبنا: «أتمنى أن يكون هذا وداعاً موقتاً وأن يعود البنا مجدداً، فهو موسيقار قدير تعامل مع الكبار والصغار الشباب بكل حب وسلاسة منذ الستينات، وكان متميزاً بألحانه ذات الروح الكويتية التي قدمها للكثير من الفنانين منهم عوض الدوخي وشادي الخليج وغيرهما، الكثير كما تعاون مع كبار الشعراء في الساحة».

أما الشاعر الدكتور يعقوب الغنيم فنظم كلمته في قصيدة، في ما يلي بعض من أبياتها:

يا صاحب الفن الجميل ويا

رب اللحون وصانع المَغنى

يا من ملأت نفوسنا طرباً

فأزحت عنّا الهمّ والحزنا

يا من ملأت حياتنا مرحاً

وعلى نشيدك كلنا عشنا

قد صنعت ألحاناً مجنحة

مما يفيض على الدنا حُسناً

بعدها ارتجل المحتفى به كلمة بالمناسبة، فشكر كل من حضر من أصدقائه وزملائه ومن عاصروه للاحتفال معه قبل رحيله من الكويت، ثم أعقبه – من دون تحضير مسبق – الإعلامي محمد السنعوسي ملقياً بدوره كلمة ارتجالية قال فيها: «فخور جداً بأهل الكويت بتكريم من خدموا الكويت بقلب مفتوح وود واجتهاد، لقد عاصرت هؤلاء المخلصين الاوفياء ومنهم الموسيقار سعيد البنا الذي لم تكن تفارقه ابتسامته، حيث كان يعمل بجد واجتهاد ويعرف كيفية التعامل مع أهل الفن بالكويت وتحديداً مع شادي الخليج (اللي إهو عسر مو سهل)»، مردفاً: «ما أقوله مديح لهما هما الاثنين». وتابع: «في هذه المناسبة أقول لكم إن الكويت تواجه حملة عنيفة ضد الفن الكويتي من بعض أعضاء مجلس الأمة وتحديداً لجنة الميزانيات ووزارة المالية، أقولها وليشهد التاريخ بأن انطلاقة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بأفكاره وبرامجه المقبلة المستقبلية لن تنفذ ولن تكون على قدر الكفاءة التي نتمناها».

ومن جانبه أرسل جاسم خالد المرزوق كلمة قرأها عنه الإعلامي علي حسن، قال فيها موجهاً حديثه إلى المحتفى به: «يطيب لي بهذه المناسبة والتي يحتفل فيها إخوانك وأصدقاؤك الذين شاركوك في العمل الفني والموسيقي أن أشارك ولو بشيء رمزي، مع اعتزازي التام بعمق العلاقة التي كانت تربطنا ويعز علينا سفرك، متمنياً لك الحياة السعيدة والعمر المديد».

بعدها تم تقديم لوحة فنية حملت عنوان «لمسة وفاء»، وهي أداء تمثيلي للطالبة شيخة الهندي والطالب بدر الرغيب وأداء راقص من طالبات مدرسة مريم صباح الأول، تلاها عرض فيلم وثائقي عن مسيرة الموسيقار سعيد البنا، ليكون الختام مع تكريمه وتقليده وساماً ومنحه درعاً وشهادة تقديرية من جمعية الفنانين الكويتيين، إلى جانب درع قدمه له الموسيقار الكبيرغنام الديكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى