حين سُئل الخبير الاقتصادي والرئيس التنفيذي لشركة Blackstoneالأمريكية Jonathan Gray عن من هي أكثر الدول التي لديها مستقبل ساطع وواعد اقتصادياً في دول العالم في السنوات العشر أو العشرين القادمة، أجاب ببساطة «إنها الهند».
وقال Jonathan Gray في مقالة نشرها بصحيفة The Economic Timesاليوم الإثنين: «ستكون الهند على رأس قائمة الدول التي لديها أكثر العقود المستقبلية سطوعًا في السنوات العشر أو العشرين القادمة»، مضيفاً:«نحن في شركة Blackstone نتطلع لتسريع نشاطنا في الهند من خلال الاستمرار في الاستثمار في الشركات لمساعدتها على التوسع»، مؤكداً: «نحن مؤمنون جداً بقدرات الهند الاقتصادية».
أوضاع جيدة
ويقول Jonathan Gray في تحليله للأوضاع الاقتصادية في الهند: أنه «ليس من المستغرب أن تبرز آسيا والهند تحديدًا كمناطق نستثمر فيها نحن، ويرى المستثمرون المؤسسون إمكانات هائلة للنمو في هذا البلد»، ويضيف: «في الواقع، تمثل آسيا الثلث من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ومن المتوقع أن تمثل ثلثي النمو العالمي خلال الخمس المقبلة سنوات».
ويتابع بالقول: «كانت الرياح الخلفية للاقتصاد الكلي الأخيرة في الهند مقنعة بشكل خاص، فقد بلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال العامين الماضيين 7٪، وهو أعلى معدل بين أكبرها الاقتصادات في العالم».
ويقول خبراء اقتصاديون أن هذا الأداء الاقتصادي الهندي القوي يعززه قوة عاملة متعلمة وحكومة موجهة نحو النمو، كما أن هناك إصلاحات هيكلية جريئة وهناك تحسينات في المعايير وعمليات الإدارة تقوم بها الحكومة الهندية.
ويشير Jonathan Gray إلى أنه «يجب على المستثمرين الذين يرغبون بالاستثمار في الهند التوجه للتركيز على قطاعات محددة تكون ذات ثقة حقيقية ومقنعة، وتشمل هذه المجالات: خدمات تكنولوجيا المعلومات، وشركات المستهلكين، والرعاية الصحية، والخدمات المالية والقطاعات الصناعية مثل قطع السيارات».
إصلاحات ونمو
المحلل Panos Mourdoukoutas وهو بروفسيور في الاقتصاد بجامعة LIU Post الأمريكية كان قد كتب في تحليلاً يتعلق بالاوضاع الاقتصادية في الهند في مجلة forbes يقول فيه أن: « اقتصاد الهند يتجه للتغلب على الصين»، ويشير المحلل إلى أن:« سياسات رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي ساعدت على ما يبدو الاقتصاد الهندي على استعادة الزخم وهو في المسار الصحيح للتغلب على الاقتصاد الصيني».
ويقول المحلل أنه «من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الهندي بمعدل سنوي يبلغ 7.8٪ في 2019، وفقًا لتقرير صندوق النقد الدولي الاقتصادي الذي صدر مؤخرًا».
ويشير التقرير إلى أن اقتصاد الهند «يرفعه الاستهلاك الخاص القوي فضلاً عن تلاشي الآثار الانتقالية لمبادرة تبادل العملات وتنفيذ ضريبة السلع والخدمات الوطنية»، و«على المدى المتوسط، من المتوقع أن يرتفع النمو تدريجيا مع استمرار تنفيذ الإصلاحات الهيكلية التي تزيد من الإنتاجية وتحفز الاستثمار الخاص».
ويستدرك المحلل بالقول: «لكي نكون منصفين، يبدأ النمو الاقتصادي للهند عند مستوى منخفض من استخدام الموارد، وبالتالي، يمكن أن يزيد نمو الناتج المحلي الإجمالي من خلال الاستخدام الأفضل للموارد الزائدة باستخدام لتكنولوجيات الموجودة في الهند، وعلى النقيض من ذلك، يبدأ اقتصاد الصين في مستويات أعلى من استخدام تلك الموارد لذلك، لم تعد قادرة على زيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي باستخدام التقنيات الموجودة، يجب عليها أن تبتكر، وهذا ليس سهلاً بالنظر إلى الهيكل الاقتصادي الحالي للصين حيث تخضع معظم قطاعاتها الاقتصادية لسيطرة حكومية مباشرة أو غير مباشرة».
ويضيف المحلل: «قد يفسر ما تحدثنا عنه سابقاً سبب تقدم اقتصاد الهند على الصين في مقياس آخر وهو القدرة التنافسية، ففي السنوات الأربع الأخيرة، حصلت الهند على 20 نقطة في ترتيب التنافسية العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي (WEFR)، في حين بقي ترتيب الصين دون تغيير تقريباً».
الدول العربية
بالنسبة للدول العربية يبدو انها تتجه للاستثمار في الهند وبقوة، فالمملكة العربية السعودية تدرس الاستثمار في صندوق البنية التحتية الهندي، في الوقت الذي يستعد فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لزيارة الهند هذا الأسبوع، وفق ما تشير إليه bloomberg.
وذكرت bloomberg أن الحكومة السعودية فوَّضت وزير الطاقة لدراسة خطط الدخول في اتفاق استثمار في الصندوق الوطني للاستثمار والبنية التحتية الهندي.
وكان صندوق الثروة السيادي في أبو ظبي قد أعلن هو الآخر توجهه للاستثمار في الهند، ليصبح أول مستثمر مؤسّسي في الصندوق الوطني للاستثمار والبنية التحتية الهندي، بالتزام يصل إلى مليار دولار أمريكي.
كما كانت «القبس» قد أوردت أن الهيئة العامة للاستثمار الكويتية حريصة على مضاعفة استثماراتها البالغة 5 مليارات دولار في الهند إلى 3 أضعاف، خصوصاً في مجالات البنية التحتية والمطارات والطرق السريعة.
ومن كل ما سبق تبدو الهند بيئة استثمارية جاذبة، وستكون مكاناً ممتازاً للاستثمار في السنوات القادمة.
