المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

طب وصحة

الوقاية من هشاشة العظام بالتغذية والرياضة

 

لا يعي كثيرون ان ترقق العظام، أو ما يعرف بمرض هشاشة العظام، هو مرض خطر قد يؤدي الى تدهور الصحة وجودة الحياة بشكل كبير. فهشاشة العظام تسبب سهولة الاصابة بالكسور عند تعرض المصاب لأقل ضربة او ضغط على العظام، وقد يصل سوء الحالة الى درجة تسبب كسر اضلاع القفص الصدري نتيجة لعطس المصاب.

شرحت سمية الابراهيم، اختصاصية التغذية العلاجية في مستشفى مبارك الكبير: تتضاعف فرصة اصابة النساء بهذا المرض بعد مرورهن بسن انقطاع الطمث، نتيجة توقف افراز اجسامهن هرمون الاستروجين الذي يحمي ويحافظ على صحة العظام. كما ترتفع فرصة اصابة الرجل بهذا المرض مع تقدمه في العمر بسبب انخفاض افراز جسمه لهرمون التستوستيرون. لذا، من الخطأ ان يعتقد الرجال بأنهم منيعون من هذا المرض.

أهمية الفحص المبكر
لا يسبب انخفاض الكتلة العظمية اعراضا تنبئ او تشكك المصابة بمرضها. مما يفسر اعتبار هذا المرض من ضمن الامراض الصامتة التي تستمر لعدة سنوات الى ان تتدهور صحة العظام كثيرا، لتفاجأ المصابة بحدوث مضاعفات خطرة مثل كسر الحوض او كسر العظام نتيجة لأقل ضربة او ضغط. ومن هنا تأتي أهمية الفحص المبكر للسيدات العرضة للخطر. وفحص هشاشة العظام هو فحص تصويري بسيط (غير مؤلم ولا يحتاج الى تحضير مسبق) يتم خلاله تعريض الجسم لكمية قليلة من الاشعة حتى يمكن قياس كتلة العظام وتحديد ان كانت طبيعية. ومن الوارد ان تشعر السيدة بانها بخير وعظامها سليمة، بيد ان نتيجة الفحص تشير الى بداية حدوث ترقق العظام.

أعراض تدل على الإصابة: 
– وجود كسر في إحدى فقرات الظهر.
– ظهور الحدبة او انحناء الظهر عند الوقوف.
– ملاحظة حدوث قصر في القامة. فقد يدل على تهشم او انكماش عظام فقرات العمود الفقري.
– تكرار الاصابة بالكسر نتيجة لأقل ضربة او حادث.

لمَ يحدث الترقق؟
تتصاعد قوة العظام تدريجيا من بداية العمر إلى ان تصل إلى قمة الصلابة ومخزون الكالسيوم في منتصف العمر (أي خلال سنوات الثلاثينات). فعمليات الهدم والبناء في العظام تستمر بشكل متواصل طوال العمر، بيد ان وتيرة عمليات البناء تكون اسرع وأكبر اثناء مرحلة الشباب مما يعلل وصول قوة العظام الى ذروتها خلال هذه المرحلة. ومن بعد هذا العمر، تبدأ وتيرة عمليات البناء بالانخفاض، لتغلب عليها وتيرة عمليات الهدم مما يؤدي الى فقد الجسم كمية من خلاياه العظمية. واعتمادا على مخزون العظام الذي حصده الجسم في فترة الشباب فقد يصاب بمرض هشاشة العظام او يكون منيعا منه اثناء فترة الشيخوخة. كما يعتمد ذلك ايضا على تغذية الشخص ونشاطه البدني. فتناول تغذية غنية بالكالسيوم وفيتامين د وممارسة الرياضة من اهم العوامل التي تعزز قوة العظام وتمنع الاصابة بهشاشتها.

أغذية غنية بالكالسيوم 
للحفاظ على صحة العظام، نصحت الاختصاصية الجميع بتناول 3 حصص يوميا (وأكثر ان امكن) من الاغذية الغنية بالكالسيوم. وفضلت تناول حصتين من منتجات الالبان وحصة من مصدر نباتي مثل الخضار او البقول او الاسماك. واليك قائمة بالأغذية المقترح تناولها:
– منتجات الالبان مثل الحليب والروب والجبن.
– الخضروات الخضراء والورقية مثل السبانخ والبامية والبقدونس والسلق.
– الصويا ومنتجاتها مثل الادمامي وحليب الصويا.
– الاسماك، وبخاصة السردين، لأنه يحتوي على عظام رقيقة غنية بالكالسيوم.
– البقوليات مثل الفاصوليا.
– الأطعمة المدعمة بالكالسيوم مثل حبوب الافطار والشوفان وعصير البرتقال.

فيتامين د 
فيتامين د من الفيتامينات المهمة للحفاظ على صحة كل اعضاء الجسم وبخاصة العظام. فهو الذي يزيد قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم وتخزينه. وعليه، فإن ارتفاع فيتامين د امر اساسي للحفاظ على الكتلة العظمية. واهم مصدر لهذا الفيتامين هو التعرض لأشعة الشمس المباشرة، مما يفسر سبب تسميته بفيتامين الشمس. فالجلد يقوم بصنع النوع النشط من فيتامين د عند تعرضه لأشعة الشمس فوق البنفسجية. وللحصول على الكمية التي يحتاجها الجسم، ينصح بتعريض اكبر كمية من الجلد (كالساقين والاذرع) لأشعة الشمس لمدة 20 دقيقة خلال 3 ايام في الاسبوع. بالإضافة الى ذلك، يوجد فيتامين د في الاغذية التالية:
– الاغذية البحرية مثل الاسماك الزيتية كالتونا والسردين.
– الخضار الخضراء كالسبانخ والورقيات.
– الصويا ومنتجاتها.
– منتجات الالبان وبخاصة المدعمة بفيتامين د.
– صفار البيض.
– الاغذية المدعمة بفيتامين د مثل الشوفان وحبوب الافطار وغيرها.

الفحص الدوري 
يشجع الجميع على الخضوع لفحص يقيس مستوى فيتامين د في الدم وتكراره بشكل دوري. فالإحصائيات تدل الى انتشار الاصابة بحالة نقص فيتامين د عالميا. وفي حالة اكتشاف حدوث نقص في معدله، فلن تكون التغذية لوحدها كافية لعلاج النقص وإمداد الجسم بحاجته، بل يجب الاستعانة بتناول مكملات غذائية. وينصح المصاب بتناول حبوب تحتوي على 50 الف وحدة دولية من فيتامين د مرة في الاسبوع على مدى شهرين او اكثر وفق وصف المعالج.

عوامل ترفع فرصة الإصابة

1 – انقطاع الطمث وخاصة في سن مبكرة (سنوات الثلاثينات).
2 – الجسم الصغير والنحفاء. يعرف ان النحفاء اكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام مقارنة بالبدناء وذوي البنية الضخمة.
3 – العامل الوراثي. (اصابة احد الوالدين).
4 – انخفاض هرمون الاستروجين في النساء وهرمون الستيرويد في الرجال.
5 – الاصابة ببعض امراض الغدد الصماء مثل نشاط الغدة الدرقية والجار درقية.
6 – الاصابة ببعض امراض الجهاز الهضمي التي تسبب نقص امتصاص العناصر الغذائية مثل مرض السيلياك.
7- تناول بعض انواع الادوية مثل عقاقير علاج الحموضة (تثبط حموضة عصارة المعدة) وادوية الكورتيزون ومثبطات المناعة وعلاجات السرطان وغيرها.
8 – أسباب تغذوية (يمكن التحكم بها):
-عدم التزام من خضع لعمليات السمنة بتناول المكملات الغذائية. فهذه العمليات تسبب قصورا في امتصاص الامعاء للفيتامينات والمعادن من الطعام.
– التدخين والمواد الكحولية.
– الافراط في تناول المشروبات الغازية.
– سوء التغذية (قلة تناول مصادر الكالسيوم الغذائية).
– اضطرابات الاكل مثل البوليميا وفقدان الشهية العصبي والنحافة الشديدة.

تأثير المشروبات الغازية 
اشارت الاختصاصية سمية الى ان فرط تناول المشروبات الغازية يعتبر من العادات السيئة التي تسبب تدهور صحة العظام والأسنان. وشرحت قائلة «تحتوي المشروبات الغازية على تركيز مرتفع من معدن الفسفور الذي ينافس الكالسيوم في حب العظام. لذا، فالإكثار من تناول هذه المشروبات وبالتالي زيادة تركيز الفسفور في الجسم سيؤدي الى سحب الكالسيوم من العظام وخروجه عبر البول. مما يفسر تأثير هذه المشروبات السلبي في العظام.

الاكثار من المشروبات الغازية يؤثر سلباً على صحة وكثافة العظام

خالي الدسم أو كامل الدسم؟

اشارت الاختصاصية سمية الى ان الفرق ما بين الحليب الكامل الدسم والخالي الدسم هو ان الاخير قد تعرض لعمليات صناعية هدفها إزالة معظم ما يحتويه من دهون، وبالتالي فهو يحتوي على كمية سعرات حرارية اقل. وشرحت قائلة «ازالة الدهون من الحليب ترافقها ازالة لبعض المعادن والفيتامينات المذابة في الدهون. وهذا الامر دفع البعض الى تفضيل تناول منتجات الحليب الكاملة الدسم بهدف الاستفادة من جميع مكونات الحليب الطبيعية. بيد ان ما يغفله هؤلاء هو ان شركات التصنيع تقوم بإضافة «تدعيم» الحليب الخالي الدسم بالكالسيوم وفيتامين د. وعليه، فلا يزال الحليب الخالي الدسم مصدرا جيدا للكالسيوم وفيتامين د. ومن جانب آخر، يتبع البعض تغذية تعتمد على تناول المنتجات في هيئتها الطبيعية (بلا تغيير صناعي) وانا اميل الى هذا الامر. فكثير من الدراسات اكدت ان الاغذية تحتوي على مركبات مفيدة للجسم وان نزع الدهون منها يؤدي الى فقدانها لهذه المركبات. كما تؤكد كثير من الدراسات أن سبب الاصابة بارتفاع الكوليسترول في الدم لا يعزى الى تناول الدهون الطبيعية، بل الى تناول الدهون المصنعة (الترانز فات او المهدرجة والمتحولة) وهي الموجودة في الاغذية السريعة والمقليات وبعض المخبوزات والاغذية المصنعة. لذا، فالتفضيل ما بين الحليب الخالي الدسم والكامل يعتمد على حمية الشخص وتفضيله الشخصي».

تفضيل الحليب خالي الدسم او الكامل يعتمد على حمية الشخص ورأيه الشخصي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى