المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

اليوحة.. حامل وسام الثقافة في دائرة الضوء

يبدو ان «ابو سارة» صامد حتى آخر ساعة من ولايته المنتهية في فبراير 2019.. هكذا يتحدث المقربون منه، وسط عواصف مثيرة للغبار أفسدت الرؤية وخلطت الحابل بالنابل، وتداخلت فيها المصالح وتصفية الحسابات على حساب الثقافة، ومن يمثلها في الكويت ولهذا كان «وجها في الاحداث».

■ تكريمه من قبل دولة بحجم فرنسا ومنحه وسام «السعف» بدرجة فارس، وضع المعنيين بالشأن الثقافي في دائرة التساؤل، كيف تتعاطى الدولة مع احد قيادييها وتحاول تحجيمه، في حين تقوم دولة عظمى بتكريمه في اشارة الى مساهماته وعطاءاته ذات الشأن المعرفي؟
■ قبل ان يكرموه، احالوه للتحقيق، وبدلاً من خروجه معافى كما يخرج القياديون من وظائفهم، حولوا منصبه الى كرة ثلج، تتقاذفها الايدي أملا بالفوز او انهم يعملون على تحويل المجلس الى جهاز للقراءة والكتابة بعيدا عن حرية الفكر والتنوير والفن والتراث والانفتاح المتزن والحضاري.
■ ابن شرعي للمجلس الوطني للثقافة، أمضى فيه قرابة 22 عاماً، تدرج في عدد من المناصب، بدأ مستشاراً في إدارة الهندسة ووصل إلى موقع الأمين العام، وجُدد له بعدما قدم وأعطى وأنجز في مواقع عدة، فقد خدم المنصب ولم يكن أسيراً له.
■ سبعة أمناء عامين سبقوه في {الأمانة} أدوا أدوارهم بمسؤولية، وباستثناء المؤسس الأول، المرحوم احمد العدواني (14 سنة) وبدر الرفاعي (10 سنوات) يأتي علي اليوحة بالدرجة الثالثة من حيث عدد السنوات ليضفي روحاً وبصمة خاصتين من خلال إحياء وتشجيع جميع أنواع الثقافة والفنون من مسرح إلى فرق فنية إلى مهرجان للسينما، إلى مراكز ثقافية، إلى استملاك مبانٍ تراثية إلى تنشيط المهن والحرف، وتجديد وترميم المتاحف وغيرها.
■ الراصدون لأعمال المجلس، يتوقفون عند عام 2016 الذي اختيرت فيه الكويت عاصمة للثقافة الاسلامية فقد بلغت الأنشطة نحو 826 فعالية، أي بمعدل نشاطين باليوم الواحد، وهذا يحسب للمجلس ولكل العاملين فيه وبمن فيهم الأمين العام.
■ في عهده وضمن فريق متجانس ودون الانتقاص من حق وجهد الآخرين فقد واصل المجلس جهوده في مجال التنقيب عن الآثار في أراضي وجزر الكويت حيث بلغ عدد الفرق العلمية الأجنبية والعربية تسعاً، نتج عن تلك الأعمال تغيير الخارطة التاريخية للتواجد الإنساني في الكويت استناداً إلى طبيعة الاكتشافات وعمرها الزمني وارتباطها بحضارات قديمة جداً وتوَّج ذلك بإنشاء مقر دائم لبعثات التنقيب في جزيرة فيلكا.
■ وبلغة الإنجاز، يصعب على المرء تعداد كل الإنجازات التي تمت في السنوات الأخيرة، لكن من باب الإنصاف لا بد من أن يذكر بعض القرارات المهمة، ومنها نقل تبعيات المكتبات العامة من «التربية» الى «المجلس»، ونقل تبعية الفرق الشعبية من «الشؤون» الى «المجلس»، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها، وكذلك نقل تبعية إدارة الملكية الفكرية من التجارة الى المجلس.
■ ابتعد عن الشخصانية في العمل المؤسسي، وتصرف على أنه «عود في حزمة»، فما تحقق كان بجهود العاملين والمخلصين في المجلس، والكوادر العاملة في النهاية هي التي تنجز، فالفردية هنا لا قيمة لها، ولعل هذا ما أسهم في تنشيط الحراك الثقافي بدور المجلس، فكان الحفاظ على التراث والموروث الشعبي والمجاميع الشبابية والتجمّعات الثقافية وتفعيل دور المراكز الثقافية وعددها 16 مركزا وترميم كثير منها، إضافة الى دعم الإصدارات الخاصة.
■ حرصه على إعطاء الدور للأمناء المساعدين، نابع من قناعاته بأن اللحن المنفرد لا يمثل إلا صاحبه، ولذلك أشرك المديرين وآخرين بإبراز الانشطة والفعاليات في الوقت الذي أحجم فيه شخصياً عن التقليل من المهمات الخارجية.

السيرة الذاتية

علي حسين اليوحة
مواليد 1960.
حاصل على شهادة الماجستير في الهندسة المائية 1984 ، وشهادة دبلوم ترجمة في اللغة الروسية إلى العربية 1984.
عمل في بداية حياته الوظيفية في بلدية الكويت وتدرج في عدة مناصب:
1 – مهندسا في إدارة البناء 1984، ومهندسا في إدارة الرقابة والمتابعة 1986.
2 – مسؤول مركز العاصمة في إدارة الرقابة 1989 ومراقب محافظة العاصمة 1992 – 1996. وتولى رئاسة فريق إزالة التعديات على أملاك الدولة في البلدية عام 1995 لمحافظة العاصمة.
انتقل إلى إدارة الشؤون المعمارية والهندسية في المجلس الوطني للثقافة كمستشار عام 1996 وأصبح مديراً للإدارة، ثم أميناً عاماً مساعداً لقطاع الآثار والمتاحف والشؤون الهندسية 2006.
أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب 2011 ثم جدد له لولاية أخرى تنتهي في فبراير 2018.
عضوا في جمعية المهندسين وجمعية حماية البيئة – عضو مجلس إدارة في جمعية الخريجيين 2001 – عضوا في نقابة البلدية – عضوا في لجنة التراث العالمي ومنظمة الايكروم ولجنة إعادة تأهيل المتحف وغيرها.

جائزة النشر والتقنيات

● نال جائزة الشيخ زايد في النشر والتقنيات في عام 2013 بكونه من المؤسسات الريادية خليجياً وعربياً من تأسيسه عام 1973.

مفارقة عجيبة

كانت مفارقة عجيبة بحسب وصف أحد الكتاب المخضرمين، تعرض لها أمين عام المجلس الوطني للثقافة، يوم الثلاثاء الماضي قبل الظهر، حيث تم استدعاؤه للتحقيق في وزارة الإعلام من قبل لجنة خاصة، وبعد الظهر يقف في منزل سفيرة فرنسا ليتم منحه وسام الفارس نظراً لدعمه للثقافة في بلده!

ما الذي يجمع بين الزراعة والثقافة؟

طرح عدد من المراقبين فصل المجلس الوطني للثقافة عن وزارة الإعلام، وجعله أكثر استقلالية، وطرحوا أسئلة من نوع عدم التجانس في الهيئات التي تتبع الوزير، فما الذي يجمع الهيئة العامة للزراعة بالمجلس الوطني للثقافة على سبيل المثال، فكليهما ذوا أبعاد ووظائف مختلفة تماماً عن الآخر؟

الأمناء العامون

توالى على منصب الأمين العام السادة: أحمد مشاري العدواني (1973 – 1987)، د. خليفة الوقيان (بالوكالة 1987)، د. سليمان العسكري (بالوكالة 1987 – 1988)، د. فاروق العمر (1988 – 1993) د. سليمان العسكري (1993 – 1998)، د. محمد الرميحي (1998 – 2002)، بدر الرفاعي (2002 – 2011)، علي اليوحة (2011 – 2019).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى