المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

انتبه من انعكاسات القلق الصحية

 

القلق مشكلة كبيرة بات يعاني منها عدد كبير من الناس بشكل متزايد حول العالم. يسبب القلق والتوتر مشاكل صحية كثيرة وقد يؤدي- إن لم يعالج بالشكل المناسب- الى الاكتئاب الحاد أو الاحباط. ليس القلق حكما مبرماً لمدى الحياة وليس كذلك مرضاً مستعصياً لا يمكنك الخروج منه. إليك كيفية مواجهة آثار القلق بسبلٍ بسيطة وبجهدٍ يسير.

قد ينتج الشعور بالقلق عن عوامل خارجة عن سيطرة المرء كالمعطيات الوراثية وخصائص الشخصية وحوادث الحياة. ولكن المسبب الأول للقلق هو زيادة أوقات الفراغ، خصوصاً في حال اعتاد المرء نمطاً معيناً من الحياة. فالقلق مصير كل من يصبح فجأة عاطلاً عن العمل أو يخسر رفيق الدرب أو الوالدين في حال لم يكن متزوجاً.
يعتاد الناس العمل والتحرّك عادةً ويعني ذلك تشغيل الجسم والعقل باستمرار. ولكن حين يخسر المرء عمله أو يتقاعد أو يخسر شريك العمر أو الوالدين يتباطأ إيقاع حياته فجأة ولا يكون طبعاً مستعداً لهذا النوع من التحوّل الجذري. ويؤدي الفراغ المستجد هذا إلى تأجيج مشاعر القلق لديه لأنه يشعر بأنّه خسر وجهة حياته وتركيزه.

آثاره السلبية

قد تؤدي حوادث أخرى الى ازدياد مستويات القلق. فثمة حوادث يمكنها أن تغيّر طبيعة الحياة، من بينها الضغوط المالية والمشاكل الصحية، كالنوبات القلبية أو الإصابات التي تؤثر في الحركة، أو وفاة الشريك أو أحد الأصدقاء. ليست الحياة الاجتماعية الصاخبة دليلاً على سعادة المرء كذلك.
يكفي أن نذكر ما حصل أخيراً مع أهم مقدمي برامج الطبخ عالمياً أنطوني بوردان الذي انتحر في فندق في فرنسا والذي كان يعاني القلق الدائم على ما يبدو ولكنه أبقى الأمر سراً عن محيطه الذي كان يخال انه في أحسن أحواله. ومن منا لا يتذكر الممثل الكوميدي روبن ويليامز الذي انتحر أيضاً بعدما وقع فريسة للاكتئاب والقلق الذي كان لا يفارقه أبداً.

لا ينبغي الاستخفاف بإشارات القلق والتوتر. فالبعض يخال أنه يستطيع معالجة الأمر وحده ومن دون اللجوء الى الاختصاصي وهنا لبّ المشكلة.

يواجه المصابون بالقلق مجموعة واسعة من الأعراض طوال أيام أو أسابيع أو حتى أشهر. انتبه الى الأعراض التالية:

اضطراب
تعب سريع
صعوبة في التركيز
تعكّر المزاج
العجز عن الاستغراق في النوم أو مواصلة النوم

قد يسبّب القلق كذلك نوبات هلع تتزامن مع تسارع في ضربات القلب وتعرّق مفرط ومشاكل تنفّسية. ولكن تتلاشى الأعراض بعد فترة غالباً أو بعدما تبتعد عن البيئة العصيبة أو الوضع المضطرب.كذلك قد يمنعك القلق من الحفاظ على أسلوب حياة صحي. فقد تتقاعس مثلاً عن ممارسة الرياضة أو تصبح أكثر ميلاً إلى زيادة استهلاكك للأغذية الغنية بالدهون أو السكريات.

علاجات

استشِرْ طبيبك إذا واجهتَ أياً من أعراض القلق المذكورة. يُشخّص الطبيب حالة القلق ومدى ارتباطها بمشكلة صحية. تتعدد الخيارات العلاجية المحتملة مثل العلاج السلوكي المعرفي والأدوية أو خليط من الاثنين. يحدّد العلاج السلوكي المعرفي الأفكار التي تسبّب القلق وكيفية إبطال مفعولها. أما الأدوية فتهدف إلى تخفيف الأعراض. وتشمل أكثر الخيارات شيوعاً مضادات الاكتئاب ومزيلات القلق وحاصرات البيتا.

غيّر النمط

تحكّم بالقلق عبر تغيير جزء من نمط حياتك. إليك بعض الاقتراحات:

حدّد أهدافك يومياً وحقّقها: قد تكون الأهداف بسيطة كإنهاء الأعمال المنزلية أو الاتصال بصديق. دوّن الهدف الذي تريد ثم اشطبه حين تحقّقه. سترضي عقلك بهذه الطريقة.

اخرج من منزلك: تفاعل مع محيطك بشكل أسبوعي على الأقل. تطوّع خدمةً لقضية معيّنة، أو تسجّل في ناد اجتماعي أو في رابطة رياضية، أو تعلّم رياضة أو مهارة جديدة.

عالِجْ مشاكلك المالية: في حال كان سبب قلقك مشاكل مادية كالعيش من راتب التقاعد، استشر خبيراً مالياً لتنظيم نفقاتك وخطّط لمستقبلك. فعبر وضع استراتيجيةٍ واضحة، قد تشعر براحةٍ إضافية وتعالج أية مخاوف تنتابك.

مارس نشاطات مهدّئة: اختر نشاطات تستهدف العقل والجسم مثل اليوغا والكي كونغ والتأمل. أثبتت البحوث أن كل ما يبطئ العقل والجسم يسهم في السيطرة على مشاعر القلق ومنعها من التراكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى