هل تعتقد ان من الآمن ان تدخل الى ماء المغطس هذا الشهر؟ أعد التفكير واحذر من هذا القرار. حيث بينت تقارير اميركية ان الميكروبات، وبخاصة بكتيريا الايكولاي او الكريبتوسبروديوم، توجد في مغاطس السباحة. حيث سجل تقرير صدر أخيرا تلوث اكثر من 140 ماء مغطس وشاطئ بحر، وان ذلك هو سبب مرض اكثر من 5 الاف شخص وقتل شخصين في الولايات الاميركية ما بين عامي 2000 و 2014. ومعظم هذه الحالات كان مصدرها السباحة في ماء ملوث ببقايا براز اطفال او بالغين، وبخاصة مغاطس لم تتم معالجتها (تنظيفها) بطرق جيدة. وثلث هذه الحالات من مغاطس مسابح عامة وثلثها في بحر شاطئ عام والباقي من مغاطس سباحة خاصة. وسجل شهر يوليو اكبر معدل من الاصابة بهذه الحالة، حيث حدثت ثلثا الحالات خلال شهر يوليو.
وبين الباحثون ان مصدر هذه العدوى هو سواء تبرز السباحين في الحمام او عدم تنظيف الجسم من البراز بشكل جيد. حيث اظهرت الابحاث ان %87 من الحالات كانت نتيجة بكتيريا ايكولاي والشيجيلا وجراثيم موجودة في البراز. ونصح احد الباحثين قائلا «ان كنت مصابا بالاسهال فعليك ان تبقى بعيدا عن السباحة في اي مياه. وان تعرف ان الاطفال الصغار الذين يسبحون قد لا تكون لديهم قدرة او معرفة بكيفية التحكم بالبراز وتنظيف انفسهم جيدا. لذا، على اولياء الامور ان ينظفوا اطفالهم جيدا قبل ان يدخلوا الى المغطس، حتى لو كان مغطسهم الخاص، وذلك لمنع ابتلاعهم الجراثيم واصابتهم بامراض هضمية.
وعلق فرانكي من مركز التحكم بالامراض العالمي، قائلا «ابتلاع الماء الذي يحتوي على بقايا براز وهذه الميكروبات تصيب الاشخاص بالمرض والاسهال». وعلق د. روبرت جلاتر وهو طبيب في غرف الطوارئ في مستشفى لينوكس هيل في نيويورك قائلا «هذه العدوى تسبب امراضا هضمية شديدة وقد تكون خطرة. لذا، فإن اصبت بالحمى والاسهال وألم في البطن والقيء بعد السباحة في بحر او مغطس سباحة فمن المهم ان تقصد غرفة الطوارئ».
وعلق د. مايكل هلافاسا من فريق بحث من قسم الطب الوقائي في جامعة ايموري في اتلنتا قائلا «يدخل الماء عبر الانف اثناء السباحة، والمشكلة هي ان ذلك لا يسبب الاسهال والتهاب الامعاء فقط، بل قد تدخل فطريات الى الجسم لتنتشر وتصل الى الدماغ والجيوب الانفية والنخاع الشوكي. وهذه حالة خطرة وسببت وفاة حالتين. ولبس غطاء او سدادة للانف او عدم تغطيس رأسك بالماء قد يساعد. ولكن افضل وقاية هي تفادي السباحة في المياة الملوثة. لذا، لا تدخل في اي ماء (سواء ماء بحر او نهر او مغطس) ان لاحظت انه متعكر او توجد به ملوثات او رغوة او له رائحة غريبة. واحرص على عدم سباحة الاطفال في ماء ملوث. فعلى اولياء الامور معرفة ان الاطفال الاصغر من 5 سنوات اقل مناعة للعدوى واكثر خطرا للمرض».
وبينت د. نيكلولا بروالد، رئيسة قسم الطوارئ في مستشفى الجامفي في نيويورك ان ملايين الاميركيين يسبحون في الشواطئ والمغاطس العامة من دون مشكلات. واضافت قائلة «غالبا ما تكون نظيفة ومناسبة للسباحة. ولكن على السباحين ان يعرفوا ان السباحة في ماء ملوث خطرة جدا، فلا يستهينوا في الامر. وذلك مهم حتى يحموا انفسهم، ولا يسبحوا في ماء مشكوك فيه».
