المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

بالفيديو.. العبدالجليل لـ «الأنباء»: حملة لإطعام مليون جائع بـ 150 ألف دينار.. و150 فلساً تنقذ فقيراً من الموت

  • جمع أكثر من 9 ملايين دينار في حملة «فزعة للكويت» لتلبية نداء صاحب السمو
  • «الخارجية» الملاذ الآمن في التحويلات لدعم الجهات المنفذة للأعمال الخيريـة في الخـارج
  • لا نستهدف دولة بعينها وواقع الدول يفرض علينا التوجه مباشرة للإنقاذ
  • المشاريع الموسمية تراعي الظروف.. فسقيا الماء وحفر الآبار في الصيف والتدفئة في الشتاء

محمد راتب

من منا يعلم أن بإمكانه إطعام فقير مقابل سداده 150 فلسا فقط، كما بإمكانه إطعام 100 فقير لو أنه تبرع بـ 15 دينارا، هذا العمل الإنساني الخيري هو ما تقدمه الجمعية الكويتية للوقف الإنساني والتنمية ضمن مشاريعها الخيرية، والتي تهدف إلى إطعام مليون جائع حول العالم بقيمة 150 ألف دينار فقط.

إن فعل الخير مهما كان قليلا لكنه ينقذ روحا بشرية من الهلاك، فالملايين حول العالم يشرئبون للمشاريع الخيرية في ظل الفقر الذي استحكم وانتشر وطاف الكرة الأرضية كلها بعد الأزمة التي حلت بالعالم بسبب فيروس كورونا المستجد.

الجمعية الكويتية للوقف الإنساني والتنمية وعلى الرغم من حداثتها في عالم الأعمال الخيرية إلا أنها قدمت الكثير خلال الفترة الماضية وما زالت. ولتسليط الضوء على بعض أعمال الجمعية داخل الكويت وخارجها.

التقت «الأنباء» رئيس الجمعية د.نصار العبدالجليل، وكان لنا معه الحوار التالي:

بداية، حدثنا عن أعمال الجمعية الكويتية للوقف الإنساني والتنمية في العديلية خلال الأزمة التي تعيشها البلاد اليوم في ظل فيروس كورونا المستجد؟

٭ نشأت الجمعية الكويتية للوقف الإنساني والتنمية حديثا منذ رمضان قبل الماضي، فلم يمض عامان على نشأتها، وجميع أعمالها تنطلق من مقرها الرئيسي في العديلية.

وقد قامت الجمعية في بداية الأزمة بتوزيع وجبات خفيفة ابتداء من منطقة العديلية، فدعمت العمال وحراس المدارس والمساجد والجامعات، وقامت بتوزيع السلال الغذائية الخفيفة، ثم وسعت نطاق دعمها إلى مناطق أخرى، فتم توزيع العديد من السلال الغذائية والصناديق الطبية الوقائية.

ومع انطلاق حملة فزعة الكويت، تفاعل جمهور المتبرعين من الكويتيين مع هذه الحملة، وكانت الحصيلة ممتازة حيث وصلت إلى 9 ملايين وربع المليون دينار تقريبا، حيث لبى الشعب نداء صاحب السمو حفظه الله ورعاه.

وعلى اثر حملة فزعة الكويت زادت الجمعية من جهودها المبذولة لمواجهة الأزمة، خاصة مع تفعيل الروابط التي أنشأتها وزارة الشؤون، فتمت تغطية كل طلبات الدعم تقريبا والتي وصلت إلى الجمعية عن طريق الرابط، بالإضافة إلى أكثر من 300 حالة أخرى تم دعمها، ومئات السلال الغذائية التي تم توزيعها، ونحمد الله تعالى أن بلغنا شهر رمضان الفضيل، ونسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا جميعا صيامنا وقيامنا وقراءة القرآن وأعمال الخير كلها، وأن يبارك في جهود الجميع داخل الكويت وكل من يتصدى للفيروس، خصوصا من هم في الخطوط الأمامية كالأطباء والممرضين والعسكريين وغيرهم، ونشكر صاحب السمو الأمير والحكومة وعلى رأسها سمو رئيس مجلس الوزراء على الجهود الكبيرة المبذولة لمواجهة الفيروس.

تعاون حكومي

كيف تجدون تجاوب الجهات الحكومية مع أعمالكم؟

٭ كانت الجهات الحكومية ومازالت تقوم بعمل جبار تكلل بالنجاح الكبير في هذا الصدد، ولا شك في وجود بعض الإخفاقات البسيطة إلا أن الإيجابيات كانت كبيرة وغطت على كل السلبيات، والجمعية في تواصل يومي مع وزارة الشؤون وباقي أجهزة الدولة كوزارة الخارجية في مسألة التحويلات، حيث تعتبر الأخيرة الملاذ الآمن في تحويل أموال دعم الجهات الخارجية المنفذة للأعمال الخيرية، ومن أبرز ما قامت به وزاره الخارجية دورها الكبير في تحويل الدعم الى أبنائنا الدارسين والأسر العالقة في الخارج، كالمملكة المتحدة وتركيا والولايات المتحدة الأميركية.

جهود المتطوعين

كم عدد المتطوعين لديكم؟ وما أبرز الأنشطة؟

٭ يخدم جهود الجمعية العديد من المتطوعين وعلى رأسهم الأعضاء المؤسسون للجمعية الذين يتراوح عددهم بين 50 و 60 متطوعا، وتنضم للجمعية مجموعات تطوعية أخرى منها مجموعة «إحياء البسمة» ومجموعة «جمعية طلبة الطب الكويتيين» وكذلك «مجموعة إعمار» وأعداد كبيرة أخرى تزيد على المائة.

أما عن أبرز الأنشطة، فكان توزيع الوجبات والسلال الغذائية والصناديق الطبية، والتي شارك الجمعية في توزيعها العديد من المتطوعين.

سلال غذائية

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.. ما الذي تقدمونه؟

٭ يتم التركيز في شهر رمضان على سلة الإفطار، ولله الحمد تعد السلال التي تقدمها الجمعية من أكبر السلال التي تقدمها الجمعيات داخل الكويت، حيث قدمت الجمعية حتى الآن ما يزيد على 550 سلة، تحتوي على 2 كرتون دجاج، بالإضافة إلى 12 سلعة غذائية أخرى.

ويجرى الآن العمل على تجهيز وجبات إفطار الصائم لدعم العديد من المراكز الحكومية مثل جامعة الكويت وبعض المستوصفات الطبية لإطعام العمال والطاقم، كما نقوم بالتجهيز لخمس حملات أهمها دعم أسر الأرامل والأيتام في بداية رمضان، وهناك العديد من الحملات الأخرى التي ستطلقها الجمعية وستؤتي ثمارها ان شاء الله تعالى، إلا أن حملة «الساعي على الأرملة» هو الهدف منذ مطلع شهر رمضان المبارك.

الجمعية لديها أنشطة محلية وخارجية، حدثنا باختصار عن أبرز مشاريعكم والدول المستهدفة؟

٭ تعد الجمعية خطة سنوية يشارك فيها كل القطاعات من أجل صياغة خطة شاملة يتم تنفيذها على مدار العام، وتنفذ هذه الخطة حسب الأولوية، ويراعى فيها أوقات المشاريع الموسمية والفصلية داخل الكويت وخارجها، فسقيا الماء مثلا وحفر الآبار من المشاريع الفصلية التي تزيد الحاجة إليها في فصل الصيف، كما أن المشاريع الإغاثية والتي تحمل مواد التدفئة إلى النازحين والمهجرين والمنكوبين يكون لها موسمها في فصل الشتاء.

ولا تستهدف الجمعية دولة معينة بالدعم، إلا أن طبيعة الحال تفرض علينا توجيه الدعم لفئة تتمركز في بعض الدول، كمشكلة الإخوة اللاجئين من السوريين، والذين تتركز تجمعاتهم ومخيماتهم في تركيا والأردن، مما يجعل معظم الأنشطة الهادفة إلى دعمهم تتوجه إلى هاتين الدولتين.

وفي كل الحالات تضع الجمعية خطة للطوارئ لمواجهة الحالات الاستثنائية، كما حدث مع فيروس «كوفيد ـ 19»، والآثار التي ترتبت عليه في داخل الكويت وخارجها، مما دفع الجمعية للمساهمة في معالجة الأزمة وتخفيف آثارها خارج وداخل البلاد.

رغبات المتبرعين

وكيف يتم اختيار المشروع والمنطقة المستهدفة؟

٭ في الواقع ان جمهور المتبرعين هو من يحدد نوع المشروع، فأكثر المشاريع التي نعمل على تنفيذها هي مشاريع يحب المتبرع أن يدعمها كإطعام الطعام وحفر الآبار وغيرها من المشاريع التي تعد إغاثة للمنكوبين أو نجدة للمتضررين، أي أن المتبرع ورغبته من أهم العوامل التي تحدد نوع المشروع والدولة التي تستحق الدعم.

ويوجد عامل مهم آخر وهو الموسم الذي سيتم التبرع فيه، فالصدقات يقدمها المحسنون على مدار العام، أما الزكاة كزكاة الفطر فهي تخرج في رمضان لذا تعد من المشاريع الموسمية، وكذلك الأضاحي فهي مرتبطة بعيد الأضحى.

والجمعية لديها خطة للمشاريع الإنشائية التنموية ستطرح قريبا لكن ننتظر الوقت المناسب، أما في الوقت الراهن فهو الوقت الملائم للمشاريع الخيرية الإنسانية الموسمية المرتبطة بالصدقات والزكوات.

سفينة الخير

هل تجدون عقبات خلال عمليات تحويل الأموال؟

٭ لا توجد أي عقبات في تحويل الأموال، فوزارة الخارجية مشكورة تبذل أقصى جهدها في سبيل تحويل مبالغ الدعم للمحتاجين في جميع أنحاء العالم، خاصة بعد ابتكار وتفعيل النظام الآلي التابع للوزارة، فيتم التحويل من خلاله إلى سفارات وقنصليات الكويت في الخارج ومنها إلى الجمعيات المعتمدة من قبل وزارة الخارجية الكويتية، فأصبحت الإجراءات سريعة ودقيقة من خلال دائرة عمل تشمل الجمعية والبنوك ووزارة الشؤون ووزارة الخارجية فالجهات الثلاث هي في سفينة الخير وشركاء مع الجمعيات.

هل أثرت أزمة كورونا على أعمالكم الداخلية والخارجية؟

٭ لا شك أن هذه الأزمة تؤثر، لكن الله سبحانه وتعالى يسهل الأمور، والتحديات قد تعودنا عليها وتعرضنا لظروف أصعب من هذه، والأزمة أظهرت المعدن الحقيقي للكويت وحكومتها وشعبها في مواجهة الجائحة، ونسأل الله سبحانه أن يرفع عنا البلاء ويكشف الغمة ويخرجنا منها جميعا سالمين.

كلمة أخيرة؟

٭ نبارك للجميع حلول شهر رمضان المبارك، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يخرجنا الله في نهاية الشهر من هذه الأزمة ويكون الجميع سالمين غانمين، كما نسأل الله تعالى أن يرحم موتانا ومن فقدنا في ظل هذه الأزمة، كما نتوجه بالشكر الجزيل لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد ولحكومة الكويت التي تبذل كل غال ونفيس لاحتواء الأزمة، وخاصة من كان منهم في الخطوط الأولى لخدمة المواطن والمقيم.

ونشكر جريدتكم الكريمة «الأنباء» على هذا اللقاء الذي ينقل واقع العمل الخيري الإنساني، ويظهر حقيقة مهمة وهي أن جمعيات النفع العام تعتبر القطاع الثالث والداعم للمجتمع.

أوامر من أمير الإنسانية بتذليل الصعاب أمام العمل الخيري الإنساني

أكد د.نصار العبدالجليل أن منح الكويت لقب دولة الإنسانية يعني الكثير، فهذا تاج على رؤوسنا أن نستشعر بأن الكويت بلد الإنسانية وخصوصا في ظل الأزمة الراهنة، فتبقى الكويت من الدول التي تضع العمل الخيري من أولوياتها مما يجعلها فعلا نبراسا للعمل الخيري في دعم الشعوب المحتاجة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يصدق فينا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء».

وتوجه د.العبدالجليل بالشكر لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد أمير الإنسانية وقائد العمل الإنساني في العالم، فهو من يأمر دائما بتذليل كافة الصعاب التي تعترض العمل الخيري الإنساني، ونضيف بأنه كل من يعمل في العمل الخيري الإنساني يستشعر فضل الله سبحانه وتعالى على الكويت ودورها الإنساني.

التبرعات محصورة بالروابط الإلكترونية وعن طريق الـ «كي نت»

تقديم تقارير إدارية ومالية لـ«الخارجية» تفيد بتنفيذ المشاريع المرخصة

خلال اللقاء وجهنا سؤالا لرئيس الجمعية الكويتية للوقف الإنساني والتنمية د.نصار العبدالجليل حول كيفية إجراء عملية التبرع وتسلم الصدقات، فقال إن الآلية في كافة الجمعيات الخيرية واحدة، حيث تنظم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل هذه المسائل، فتقوم الجمعيات بترخيص مشاريعها الخيرية سواء داخلية أو خارجية من قبل الوزارة وفق شروط أهمها حظر استقبال الأموال النقدية، فيقتصر التبرع على الروابط الإلكترونية وعن طريق «الكي نت»، فيمكن للمتبرع التبرع على رابط المشروع أو عن طريق «الكي نت» ويحصل على إيصال بذلك بالمبلغ المدفوع والمشروع الذي قام بالدفع من أجل تنفيذه.

وأشار د.العبدالجليل إلى أن التبرع إما لإنشاء مشروع كبناء مسجد مثلا لقرية نائية أو حفر بئر، ويكون التنفيذ من خلال جمعية خيرية معتمدة من قبل وزارة الخارجية الكويتية تشرف على المشروع، وإما عن طريق تسليم دعم مالي للمحتاجين، والذي يتم عن طريق شيكات بنكية، ثم تلتزم الجمعية بتقديم تقارير إدارية ومالية للوزارة تفيد بتنفيذ المشاريع المرخصة من عدمه كما تلتزم الجمعية بتجديد التراخيص فور انتهائها، مبينا أن الآلية التي تتبعها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة الخارجية تتمتع بقدر كبير من الشفافية ورقابة صارمة تضمن وصول التبرعات للمستحقين وحسب رغبة المتبرعين.

«كورونا» لم ينل من ثقافة الكويتيين الخيرية.. وتقلص الصدقات أمر طبيعي

كشف د.نصار العبدالجليل أن هناك تقلصا واضحا في مستوى الصدقات، فأصحاب الشركات والمواطنون العاديون متضررون من الأزمة التي تسببت بها كورونا، إلا أن ثقافة الشعب الكويتي تتحدى ذلك، وأكبر دليل مشروع فزعة الكويت، حيث فاقت التبرعات التسعة ملايين دينار في يوم واحد، فالأزمة وإن أثرت في الاقتصاد فإنها لم تستطع التأثير على الثقافة العامة للشعب.

[wpcc-iframe class=”video_frame” src=”https://player.mangomolo.com/v1/video?id=27562290&user_id=144&countries=Q0M=&w=100%25&h=100%25&filter=DENY&signature=d486af88b0a0e66a9d252e08592d51a9″ allowfullscreen=”allowFullScreen”]
بالفيديو.. العبدالجليل لـ «الأنباء»: حملة لإطعام مليون جائع بـ 150 ألف دينار.. و150 فلساً  تنقذ فقيراً من الموت
د.نصار العبدالجليل متحدثا للزميل محمد راتب 	(قاسم باشا)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى