” عندما كنا صغاراً “
عندما كنا صغاراً، كنا ننظر للمستقبل على أنه القادم الجميل، والصبح المشرق. ونرسم أحلامنا الوردية ولا نرضى بما دون هام السحب، ونسرح في خيالنا، ونُطلق أمانينا كالفراشات الملونة، ونبني مستقبلنا على جبال من جليد، سرعان ما أذابها الواقع المرير.
وعندما كبرنا، وخرجنا من بوابة الطفولة الذهبية، وعشنا حياتنا بدون ألوان وردية، على أرض الواقع بدون أجنحة تحملنا الى سماء الأوهام. فينا من توقف طموحه عند العقبة الأولى، وفينا من واصل مسيرته وحقق بعض أحلام الطفولة، وفينا من ثابر وواصل سيره بخطوات بطئية وشاقة.
ما أجمل الطفولة، عندما نرجع لإرشيف الماضي، ونقلب صفحاته المزهرة، وتنقلنا الذاكرة لأيام عشناها مع أصدقاء الطفولة. هنا وقفنا جميعاً نتبادل الضحكات البرئية، وهنا ركضنا، وهنا بنينا بيوتنا الطينية، وكثيراً ما يتطفل علينا أصغرنا سناً. ويهدم ما بنينا.
ونغضب.. ونبكي ..ونشتكي.. ولكن سرعان ما يسود الصلح والمحبة، ونعود نواصل ركضنا ومرحنا، وفي المساء لنا موعد مع حكايا جدتي المسلية حيناً، والمخيفة حيناً آخر. حقاً إن الطفولة أجمل مراحل العمر.
