المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

بقلم: عواد مرزوق    الفاروق وبائعة اللبن

كان من عادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تفقد أحوال الرعية في كل ليلة، يمشي بين البيوت، وفي الشوارع، لينظر أحوال شعبه. وفي ليلة من الليالي، وأثناء تفقده لرعية، مر على امرأة ومعها ابنتها وهم يخضون اللبن، فلما أرادت الأم أن تضع الماء على اللبن من أجل أن تزيد كمية اللبن، ويكون البيع اكثر، وهي بهذا تغش اللبن ، قالت البنت لأمها لا تفعلي يا أمي، فقالت الأم لم؟.. 

   قالت البنت ..!! أما سمعت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قد نادى في الناس ألا يخلط اللبن بالماء، قالت المرأة وأين أمير المؤمنين، إنه لا يرانا ، قالت البنت مجيبة على أمها .. ” إذا كان أمير المؤمنين لا يراك فإن الله يراك “، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسمع هذا الحوار الذي دار بين الأم وابنتها، فقال عمر لخادمه الذي كان برفقته واسمه أسلم ، قال له علم على هذا البيت ” اي اجعل عليه علامة ” حتى نعرفه في الغد ، ولما جاء الغد قال عمر لأسلم، اذهب لذلك البيت وانظر بين من كان ذلك الحوار، فذهب أسلم وعرف أن الحوار بين الأم وابنتها، وأن البنت لا زوج لها.
   فجمع عمر أبناءه وقال لهم ، هل لكم بزوجة صالحة ؟ فقال عاصم بن عمر: أنا يا أبت ليس لي زوجة فزوجني ، فزوجها عمر لأبنه عاصم وانجبت منه بنت، وأنجبت البنت عمر بن عبدالعزيز الخليفة الصالح في الدولة الأموية ، الذي ضرب أروع الأمثلة في عدله وزهده وعبادته وما ذاك الا امتداد لصلاح وبركة تلك المرأة التي منعت أمها عن الغش في اللبن ، وايضاً في هذا حُسن اختيار الزوجة، فعمر رضي الله عنه أشار على ابنائه وعرض عليهم بنت وصفها بالصلاح فالعز كل العز أن يكون البيت مبني على الصلاح وتقوى الله ﷻ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى