المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةمقالات

بقلم: يونس عثماني

واقع الحياة الاجتماعية بكل تعقيداتها والعمل على تحقيق وحدة مجتمعية سليمة .

يتميّز الكائن الحي بمقدرته على العيش والنمو عن طريق التكاثر والاستقلاب لضمان استمراريّة نوعه الحيوي، وقدرته في التكيّف مع بيئته من خلال التغيرات الجسديّة أو الداخليّة، ويمكن بنظرة شاملة لسطح الكرة الأرضيّة رؤية تنوعاتٍ عظيمة وهائلة من أشكال الحياة على سطحها، والذي يجمع سائر الكائنات الحيّة تلك على اختلاف أنواعها وأحجامها وأشكالها وتراكيبها. تقتصر بعض التعريفات للحياة على وضع شرط إمكانيّة التكاثر والإنجاب مع إجراء عددٍ من التعديلات التكيفيّة، ومن هذا المنطلق تتحوّل الفيروسات إلى نوعٍ من المظاهر الحيويّة عند استضافة كائن حي لها، بحيث يسمح لها بالتكاثر على الرغم من كونها لا خلويّة ولا تقوم بأي نوع من الاستقلاب.

يلعب المعنى الجوهري للحياة دوراً هاماً في العديد من المفاهيم الدينيّة الوجوديّة، والعلاقات الاجتماعيّة، والسعادة، والوعي، والعديد من القضايا الأخرى كالأنطولوجيا، والمعاني الرمزيّة، والأهداف، والقيم، والأخلاق، والإرادة الحرّة، والخير والشرّ، والإيمان بإلهٍ واحد ومفاهيم أخرى عن الذات الإلهيّة والروح والآخرة، وجميع المفاهيم الفلسفيّة. تهتمّ المساهمات العلميّة المتعددة بوصف العديد من الحقائق التجريبيّة المتصلة بالكون، إضافةً إلى المحاولات العديدة في استكشاف كيفيّة وسياق الحياة، وتساهم الدراسات العلميّة في تقديم العديد من التوصيات للسعي في سبيل الحفاظ على الوجود، بحيث يطرح النهج الإنساني سؤالاً جوهريّا هو (ما هو معنى حياتي؟)، وهنا تتعلّق قيمة الإجابة بالغرض من الحياة.

حثّ الإسلام على بناء العلاقات الطيِّبة من خلال إجراء الزيارات الوديّة التي تحمل كلَّ أنواعِ الحُب بعيداً عن المُجاملة والنّفاق، كما حثَّ على تقديم الهدايا؛ فهي تزيد من حب الناس لبعضِهم البَعض، وتربط فيما بينهم بعلاقاتٍ جيدة، ومن أبرز الصور التي شجّع الإسلام على القيام بها لتشجيع العلاقات الاجتماعية صلة الرحم، فقد وصفها أنها معلَّقة بالعرش، وتزيد من عمر الشَّخصِ وتوسِّع في رزقه، كما شجّع المسلمين على تهنئة بعضهم البعض في شهر رمضان المبارك وفي عيد الفطر وعيد الأضحى.

على الرّغم من أنَّ الحياة الاجتماعية من الأمور المهمَّة التي يجب على الأسرة غرسها في طِفلها، لكن يجب تعليم الطفل كيفية اختيار المجتمع الذي يختلط به ويبني معه العلاقات الجيدة؛ فهو المجتمع الملتزِم وصاحِب الأخلاق، لأن الحياة الاجتماعية ترتبط بمعرفة الأسرار والخصوصِّيات ودخول البيوت، ولا بُدّ من بناء العلاقات الاجتماعية مع الذين يصونون ويحترمون أسرار الآخرين.

خلق الله تعالى الإنسان محبّاً للاختلاط والتآلف مع غيره من بني البشر، فلا يمكن أن يعيش الإنسان السوّي وحده من دون رفقةٍ وأنيس؛ فالحياة الاجتماعيّة هي جانب من جوانِب حياة أي إنسان لا يمكن تجاهلها ولا تجاوزها، فالله تعالى عندما خلَق الناس جعلهم متفاوِتين في قٌدِراتهم العقليّة والبدنيّة ممّا يجعلهم في حاجةِ بعضهم البعض باستمرار؛ فالخبّاز يحتاج إلى الحدّاد، والحداد يحتاج إلى الطبيب والمهندس والمعلِّم وغيرها من الأعمال. يرتبط الإنسان بغيره من الناس بعلاقاتٍ يسودُها الحبّ والتعاوُن والتفاهُم سواءً علاقاتٍ أسرية أو علاقاتِ عملٍ أو صداقةٍ أو أي نوعٍ من العلاقات الاجتماعيّة التي تفرِض على الشَّخص الاختلاط مع الآخرين، وتقديم الخدَمات المختلفة لبعضهم البعض، ويجب على الأشخاص الاتصاف بمحاسِن الأخلاق والتعامُل بها فيما بينهم مثل الصِّدق والأمانة والإخلاص وتقديم يد المساعدَة والابتعاد عن الغيبة والنميمة وأذيّة الآخرين؛ فالحياة الاجتماعيّة السليمة يجب أنْ تسودها الأخلاق الفاضِلة، ومعرِفة كلّ شخصٍ حدوده، ومدى مساحة الحريّة التي يتمتّع بها، فكما هو معروف “تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين”، وهذا كلّه لتكون العلاقات الاجتماعيّة سليمةً وخاليةً من المشاكِل. الأسرة والمجتمع تُعتبر الأسرة هي الركن الأساسي في تكوين أي مجتمعٍ، وتحكُم الروابِط الاجتماعية؛ فشخصيّة الفرد تتكوّن في الأساس منذ صغره، فإذا كانت تربيته سليمة والبيئة التي تربى فيها سليمة وخالية من المشاكِل فيخرج فرداً طبيعيّاً محباّ للحياة الاجتماعية، بينما البيئة التي تفتقر إلى التربية الإسلامية فإنّ أفرادها في الغالب يُعانون من مشاكِل في التواصُل مع الآخرين ويميلون إلى الاكتئاب والعزلة الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى