المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةغرائب و منوعات

بيروت.. الوجهة الأجمل للسياحة رغم تناقضاتها

لا يمكن تجاهل تأثير صوت مارسيل خليفة وهو يردد «توت توت عَ بيروت.. يا بيي خدني مشوار» في أي اختيار لها كوجهة سياحية، فهي لا تزال تتربع في قلوب العرب، وهي باريس بالنسبة إليهم، وفي ذاكرة كل مواطن عربي ذكرى لها.
في زحام الحروب، ومخلفاتها، والأوضاع المتوترة والملتهبة الشاملة أكثر من دولة، ما عاد سهلا اختيار وجهة سياحية، وبيروت لم تكن استثناء هذا الصيف، رغم أن زيارتها أكدت أن الأوضاع مستتبة، ولا داعي لأي مخاوف، بل قد تكون وجهة سياحية آمنة.
فما أن يفكر الفرد بحجز تذكرة الطائرة، حتى تبدأ التحذيرات «من صجكم رايحين لبنان بهل الأوضاع»، لكن مفاجآت التوترات السياسية لم تعد مقتصرة على بيروت وحدها، ولا على بلد بذاته، لذا تستحق بيروت بالذات هذه المخاطرة، خصوصا أنه يمكن تسميتها عاصمة «المتناقضات المتعايشة»، فما يراه الزائر فيها قد لا يجده في أي مكان آخر!
فمنذ اللحظة التي تفرد الطائرة أجنحتها في سماء لبنان، يبدأ مشهده الفريد بالتجلّي، بجبال شامخة، وسواحل ممتدة، وبداية قصة تبدأ بجغرافية مميزة، وتنتهي بتنوع مواطنين وأحزاب ونزعات. ولا ريب في أن عدد ركاب الطائرة المرتفع، من مواطنين لبنانيين وعرب وأجانب، يؤكد أن البلد بخير ويفتح صدره للزوار.
من أول «فَتلة» بشوارع بيروت تبرز التناقضات، ففي كل جدار ذكرى لحرب عانى منها اللبنانيون سنين طويلة، بينما على الجانب الآخر دعوة لفعالية ثقافية، عرض مسرحي أو معرض فني، في تأكيد صارخ أن الحياة مستمرة وجميلة، فهذه بيروت باقية كما كانت على مدى عقود وجهة العرب الثقافية والفنية، بل وحتى السياسية.
في بيروت، التي لا تزال تحمل شيئا من دمار الحرب، لم تستطع المباني المتأثرة تشويه جمالها، فمشوار «عَ الروشة» أو شارع الحمرا، أو«الزيتونة» الممتدة على شاطئ البحر، يؤكد أن الرغبة في الإعمار موجودة، والمشاريع قائمة، وبيروت عائدة «باريس العرب»، حيث المقاهي والمطاعم مزدحمة، بأهالي المدينة وزوارها، بينما أصوات الأغاني القديمة تمتزج برائحة القهوة لتعطي المكان طعما قد لا يجده السائح في أي بلد آخر، طعما تلامسه الروح قبل الذائقة.
وفي قلب هذه المدينة النابضة بالحياة رغم الصعاب، «كزدورة» في السوليدير تؤكد أنها مستمرة في معاندة أوضاعها الأمنية وفي إثبات نفسها قبلة للسياح بجاذبيتها الساحرة للسياحة العربية والأجنبية، فرغم الطوق الأمني الذي يحيط معالمها السياحية في وسط «الداون تاون» فإن شوارعها تمتد تحت أقدام السياح الباحثين عن الجمال، وكثيرون منهم خليجيون يرتادون مقاهي عامرة حتى ساعات الصباح الأولى، تستقبل ضيوفا جاؤوا يسترجعون ذكرياتهم وذكريات آبائهم في هذه المدينة التي كانت على الدوام مقصدا للعرب، ولا بد لهؤلاء من المرور أمام نصب  i love beirut لصورة تذكارية، تؤكد حبهم للمدينة.
جبال لبنان كسواحله تجذب سياحا كثيرين باحثين عن مناظر طبيعية، فليس سهلا تكرار منظر بحر لبنان من قممه الجبلية، إلى جانب زيارات كنائس ومساجد تاريخية وقلاع مزروعة أعالي الجبال تجعل الوصول إليها مخاطرة مستحقة، بفعل كم الجمال السخي الذي تقدمه. أما العائد بغصة لانتهاء الزيارة فيدندن مع فيروز «لبيروت من قلبي سلامٌ.. وقُبل».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى