المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

تراجع عدد المهاجرين إلى إيطاليا من ليبيا…لكن الكلفة عالية جداً

أشارت تقارير صحفية لتراجع عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا بأكثر من 80٪ مقارنة بالعام الماضي، نتيجة اتفاق شراكة مثير للجدل بين روما وسلطات ليبية.

رغم تضييق الخناق على المهاجرين إلى أوروبا، يلفت فورد لتحذيرات أطلقتها منظمات غير حكومية من تعرض لاجئين أعيدوا إلى ليبيا للاحتجاز داخل سجون حيث يتعرضون لعمليات تعذيب واغتصاب

لكن بيتر فورد، مراسل الشؤون الدولية لدى صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية، يشير لتعرض مهاجرين أعيدوا إلى ليبيا لتعذيب واغتصاب داخل معسكرات اعتقال خاصة بهم.

وسيلة ناجعة
ومن الناحية الإحصائية، يبدو أن إيطاليا ابتكرت طريقة لكيفية تهدئة أزمة الهجرة إلى أوروبا. إذ بعد خمسة أعوام من معاناة إنسانية ودراما سياسية، تضاءل عدد الواصلين إلى السواحل الإيطالية، خلال الأسابيع القليلة الماضية. فقد انخفض عدد الذين نزلوا في الموانئ الإيطالية في يوليو (تموز) وأغسطس (آب) الأخيرين، بنسبة 65٪ عما كانت عليه في العام الماضي.

ويقول فورد إن الحد من عدد المهاجرين عبر البحر إلى إيطاليا، ومن ثم نحو أوروبا، تم بجهود بذلتها روما، بدعم من الاتحاد الأوروبي، وبمساعدة من حرس السواحل الليبي الذين يعيدون قوارب المهاجرين، ويعرقلون عمليات البحث والإغاثة التي تنفذها منظمات إغاثة دولية. وإلى ذلك، تحاول إيطاليا التعاون بقدر المستطاع مع سلطات تحكم في ليبيا المنكوبة بفوضى سياسية، لمراقبة خطوط تهريب أشخاص عبر أفريقيا.

قواعد سلوك
وتحت ضغط تفرضه انتخابات العام المقبل، التي تعتبر فيها الهجرة مسألة استقطاب ناخبين، يبدي مسؤولون إيطاليون سرورهم بما حققوه لدرجة دفعت وزير الخارجية الإيطالي للقول مؤخراً “استعدنا التوازن في إيطاليا”.

ولكن، رغم تضييق الخناق على المهاجرين إلى أوروبا، يلفت فورد لتحذيرات أطلقتها منظمات غير حكومية من تعرض لاجئين أعيدوا إلى ليبيا للاحتجاز داخل سجون حيث يتعرضون لعمليات تعذيب واغتصاب. وتقول تلك المنظمات إن إيطاليا تخاطر بكونها مشاركة في ارتكاب تجاوزات داخل معتقلات ليبية، وبعرقلتها عمليات إنسانية عبر فرض “قواعد سلوك” على منقذي أشخاص عبر البحار. وإلى ذلك، أطلقت قوات خفر السواحل الليبية، المنشأة حديثاً، تهديدات باستخدام العنف وإطلاق النار ضد قوارب إنقاذ تعمل في المنطقة، وتابعة لمنظمات غير حكومية، ما أجبر عدداً من المنظمات على وقف عملياتها.

وتبعاً له، قال ديفيد هاموند، رئيس “هيومان رايتس ووتش”:”نشهد حالياً اندثار مبادئ معترف بها دولياً بشأن إنقاذ أشخاص معرضين للغرق عبر البحار”.

ضغط متصاعد
ويشير فورد إلى نقطة ضغط سياسية سببها تدفق لاجئين على إيطاليا، كما هو الحال في دول أوروبية أخرى، ما وفر لأحزاب شعبوية ويمينية متطرفة مادة خصبة يستغلونها استعداداً للانتخابات البرلمانية في العام المقبل.

ويقول خبراء إن إيطاليا بنظامها الخاص باستقبال مهاجرين، وعمليات الإغاثة التي نفذت خلال السنوات الأخيرة، لم تعد قادرة على مواصلة تطبيق تلك السياسات.

استقبال مهلهل
وبحسب فورد، تطبق إيطاليا، منذ سنوات، نظام استقبال مهلهل لأن معظم المهاجرين واللاجئين لا يريدون الإقامة فيها، بل يشقون طريقهم نحو شمال أوروبا إلى دول أغنى. ولكن الآن، أغلقت جارات شمال إيطاليا حدودها، وعلق فيها المهاجرون، وتصاعد الضغط.
ويشير المراسل إلى برنامج أوروبي كفيل بتخفيف ذلك الضغط، وهو ينطبق بصورة رئيسية على إريتيريين وسوريين وصلوا منذ سبتمبر( أيلول) 2015- ممن قبلت طلباتهم للحصول على حق اللجوء – انتقل منهم فقط 8,205 شخص إلى دول أوروبية أخرى. وتلك نقطة في البحر، بحسب مسؤولين أوروبيين قالوا إن أوروبا أدارت ظهرها للمشكلة.

غياب عمليات الاندماج

ويلفت فورد إلى أن من حصلوا على حق اللجوء السياسي والسماح بالعمل وجدوا أن استقبالهم في إيطاليا بلا فائدة. فقد اشتكى سيمون، لاجئ إريتيري فضل عدم ذكر اسم أسرته من أن” الحكومة تشرّع وضعك قانونياً، لكن ليس هناك عملية اندماج، حيث من النادر أن يتلقى أحد دروساً في اللغة الإيطالية. وإن كنت لا تتحدث الإيطالية كيف لك إيجاد فرصة عمل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى