عد دقائق من خروج المعرسين غنيم وشقيقه محمد اللذين احتفلا بزفافهما مساء أول من أمس في قاعة القصر الأحمر خلف إدارة مرور محافظة الجهراء، دخل مفتش قسم إزالة المخالفات في البلدية عبدالعزيز الهاجري مع زملائه يحمل ملصقا أحمر مكتوب عليه «مغلق من قبل البلدية»، وذلك تطبيقا لقرار مجلس الوزراء بإغلاق صالات الأفراح، في إطار إجراءات مواجهة تفشي «كورونا» المستجد.
قرار الإغلاق قوبل بتحرك سريع للمعاريس الجدد الذين ينوون إقامة حفل زفافهم بعد قرار مجلس الوزراء، فأصبحوا بين خياري التأجيل أو إقامة العرس في الديوانية لاستقبال المهنئين وهو خيار حظي بتأييد كبير، لا سيما أن حفل الديوانية يسهم بخفض تكاليف العرس، خصوصاً أن شهر مارس من أكثر الشهور في إقامة الاحتفالات لأن الناس تتجنب إقامة الأعراس في شهر رمضان الذي يصادف هذا العام في أبريل المقبل وقبيل عطلة الصيف، لذلك تجد في اليوم الواحد أكثر من عرس.
«الراي» رصدت تطبيق القرار في يومه الأول، والتقت عدداً من المواطنين الذين رحبوا بتطبيقه مؤكدين التزامهم بتعليمات مجلس الوزراء ووزارة الصحة تجنباً لانتشار فيروس «كورونا».
وفي هذا السياق، قال محمد الحميدي الذي كان من المفترض أن يقيم حفل زفاف ولديه في صالة أفراح في منطقة الجهراء «إن القرار جاء بشكل مفاجئ ولم يسمح لنا بترتيب أمورنا، ولم يمنحنا فرصة كافية لايجاد مكان بديل، لكن بفضل الله أقمنا العرس في الديوانية».
وأضاف الحميدي «نقدر إجراءات الحكومة حيال مجابهة هذا الفيروس، ونحن مع جميع إجراءاتها، ولا نملك إلا التطبيق الكامل لتلك الاجراءات والاحتياطات لمواجهة هذا الوباء الخطير».
من جانبه، رحب عبدالله الرقعي بالقرار، وقال إن هذا الاجراء طبيعي في ظل المخاوف الكبيرة من تفشي فيروس كورونا، نتيجة التجمعات الكبيرة، لا سيما في الاعراس التي يكثر فيها الاختلاط والسلام وحبة الخشم وجميع تلك الأمور التي تسهم بانتقال العدوى.
وأشار الرقعي إلى أن المطلوب وقفة جادة من الجميع والتقيد بتعليمات وزارة الصحة والتقيد بها منعاً لانتشار الفيروس الذي بات يشكّل خطر العالم بأسره وليس الكويت فقط.
بدوره، قال سعيد العنزي «إن القرار يسهم في خفض التكاليف للمعرس الذي يدفع آلاف الدنانير في ليلة واحدة، ناهيك عن الإسراف والبذخ كما أن الناس شعرت بالملل من كثرة حضور الأعراس التي تسبّب صداعاً للشخص، نتيجة طوابير الانتظار وتباعد المسافات والعبء على أهل المعرس».
مساعد: قرار غير مدروس
أكد المواطن حسين مساعد أن القرار غير متوقع وغريب، متسائلا: لماذا صالات الأفراح؟ فالتجمعات في كل مكان في الأسواق والمولات واستهداف الصالات في رأيي غير مدروس، ويسبّب خسائر كبيرة لأهل المعرس، داعيا إلى التراجع عن القرار، والبحث عن بدائل أخرى حتى يحتفل الناس بمناسباتهم لا سيما العُرس الذي يعتبر أهم مناسبة اجتماعية في حياة الإنسان.
