{ ثروات تُهدر }

لاشَك عندما يتصفّح القارئ ويتمعّن بعنوان هذه المقالة من الطبيعي يتراوى في ذهنه أن هذه الثروات التي تهدر إما أن تكون إقتصادية، أو زراعية ، أو مائية ، أو حيوانية ، متناسيآ بذات اللحظة أن من يُهدر هو البشر الذي أصبح من أرخص الثروات التي لاقيمة لها وأشير بمقالتي هذه بالتحديد هم أبنائنا وبناتنا الطلبة الكويتتين البدون المتفوقين والحاصلين على نسب عالية جدآ والذين يواجهون مشاكل ومعوقات تعيق إستكمال دراستهم الجامعية وتحقيق طموحاتهم واحلامهم وهدم مستقبلهم العلمي

الكل يعلم أن الأمم لاتتطور ولاترتقي إلا بالعِلم
لتكون لها حضارتها وتطوّرها وهو السلاح للمضي نحو المستقبل ولكن مانشاهده ونسمع به أن هناك ممن يريد هدم ومحاربة هذه الثروات البشرية من خلال سيف يسلًط على رقابهم بحجة عدم وجود او تجديد هوية معنونه بأنها لاتعد إثبات شخصي

الكثير من هؤلاء الطلبة بدأ يلجأ الى الخيّرين من ابناء هذا البلد واللجان الخيرية للوقوف معه ومساعدته ومنهم من يسخر الله له لاستكمال دراسته ، ومنهم من ينتظر ، لذلك ما يقوم به اعداء العلم والبشر من بعض الجهات ساهم باهدار ثروات بشرية على مر السنين كان بالامكان الاستفادة منها وتسخير طاقاتها في خدمة المجتمع بدلا من تركها فريسة للجهل وتداعياته

الطلبة من هذه الفئة اصبحوا عباقره ودكاترة وأطباء ومهندسين وفيزيائيين في دول الغرب وفي بلدهم اصبح بائع رقي في الشارع بسبب محاربتهم وحرمانهم من استكمال دراستهم ،أليس حان الوقت بأن الدولة تحتوي وتستقطب هؤلاء الطلبة والوقوف الى جانبهم وتشجيعهم ودعمهم لكي يكونوا نواة المستقبل لبلدهم والنهوض به ،أليس من الأجدر أن تكون وتقوم هذه الثروات بتمثيل بلدهم ورفع رايته في المحافل المحلية والدولية .
الله عزّ وجل يقول في كتابه الكريم …
بسم الله الرحمن الرحيم ….
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ

هم أبنائكم واخوانكم وخواتكم فلا تكونوا أنتُم والزمن عليهم .. فكونوا لهم عونآ ولاتكونوا عليهم فرعونآ …..