المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار عربية

ثلج سوريا.. لوحة بيضاء وليلة سوداء

المصدر /البيان

بالأمس مرت على سوريا وعلى الشمال على وجه التحديد ليلة بيضاء في شكلها الخارجي، إلا أن محتواها يمكن وصفه بالأسود، إنها الليلة السوداء في عموم سوريا التي اكتست الرداء الأبيض، إذ غطت الثلوج معظم المناطق السورية، وسط غياب كل ما من شأنه أن يحمي السكان من البرد وتداعيات الثلج.

الليلة البيضاء كانت صعبة على السوريين، ووسائل التواصل الاجتماعي كانت مكاناً عاماً للبوح بشعور المعاناة بين المناطق السورية، وحتى في قلب العاصمة دمشق، نال الشتاء من سكانها الذين انقطعت عنهم كل سبل التدفئة وغياب الكهرباء.

وفي ظل حالة استنفار في عموم سوريا، جرى إغلاق جميع الموانئ البحرية في المنطقة الساحلية، وكذلك أدت هذه الظروف المناخية إلى انقطاع بعض الطرق وتعطل امتحانات الجامعات والمعاهد، كما تفاقمت معاناة النازحين والمهجرين في مخيمات الشمال السوري.

وبسبب موجة الثلوج القاسية على المناطق السورية، أعلنت جامعة دمشق تأجيل الامتحانات المقررة في بعض الفروع التابعة لها في المحافظات الأخرى بسبب الأحوال الجوية السائدة، كما قررت «مديرية التربية» في المحافظتين تأجيل امتحانات هذين اليومين في المعاهد التابعة لها، بينما أعلنت «المديرية العامة للموانئ» إغلاق كل الموانئ البحرية في المنطقة الساحلية وحتى إشعار آخر بسبب الأحوال الجوية السائدة.

لوحة بيضاء

لكن الطامة الكبرى كانت في الشمال السوري، حيث تنتشر المخيمات على امتداد 250 كيلومتراً ويعيش ما يقارب مليون لاجئ في المخيمات التي تحولت إلى لوحة بيضاء، وربما البعض منها اختفى تحت الثلوج لتندثر معالم الخيمة بالكامل.

كان ليل العشرات من أصحاب الخيم ليل كالح، حيث أمضوا هذه الليلة وهم يزيلون تراكم الثلوج فوق خيمهم، حتى لا تنهار الخيمة على رؤوسهم، أما الأطفال فكانت ليلتهم من البرد والخوف بما يكفيهم لعقود وهم يتذكرون هذه الليالي الكالحة.

الخيم التي سقطت في الشمال السوري بلغت ما يقارب 47 خيمة أي 47 عائلة كانت في العراء ووسط تساقط الثلوج، وبحسب ما يسمى فريق «منسقو الاستجابة» المتخصص بنشر أحوال المخيمات، فإن الأحوال الجوية تزداد سوءاً في الشمال وربما العدد مرشح لانهيار المزيد من الخيام على الحدود السورية التركية.

أما الأضرار الكلية في المخيمات فطالت 69 خيمة، في حين بلغ عدد الخيام التي تضررت بشكل جزئي 291 خيمة، مشيراً إلى أنه لا يوجد حتى الآن استجابة فعلية أو كاملة للمتضررين، بسبب عدم وضوح الموقف والتقييم لموجة الثلوج التي تضرب البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى