المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

جان بيروت أصبح ذكرى.. أشهر كنفاني في الأشرفية يقدم آخر طبق

المصدر : سكاي نيوز

انشغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان مؤخرا بخبر إغلاق “كنافة جان”، الشهير بالكنافة البيروتية العريقة التي رافقت صباحاتهم في إحدى أكبر ساحات منطقة الأشرفية شرق بيروت، ساحة ساسين.

وكانت رائحة الكنافة بالجبن تستوقف المارة للبحث عن سر “اللفحة الشهية” ومن يقف خلفها، وكان الجواب يأتي: “من عند المعلم جان”.

لكن بعد إغلاق “فلافل صهيون” الشهيرة التي تقع على بعد أمتار من “كنافة جان” باتجاه وسط بيروت في صيف 2021، استهل هذا العام بالإعلان الرسمي عن إغلاق “كنافة جان” من خلال إعلان معلق عند مدخل المتجر يودع فيه جان اللبنانيين، خاصة أبناء الأشرفية، وذكرياتهم في هذه الساحة.

وتشكل الكنافة رمزا من رموز الإفطار الصباحي لدى اللبنانيين عموما والبيروتيين على وجه التحديد أيا كانت طائفتهم، وواكبت مكوناتها الطازجة ذات المستوى الرفيع أجيالا عديدة، لكن بعد أن كانت في متناول الغالبية صار سعرها خياليا وفي جيب “المحظوظين” فقط ممن يقدرون.

“الحلونجي” جان

عرف جان كوسا حلونجي الأشرفية بثوبه الأبيض الناصع وحرصه على إتقان عمله، فقد أمضى نحو 60 عاما في تحضير الحلويات وبيعها دون كلل.

أحد سكان المنطقة الذي عاصر جان قال لموقع “سكاي نيوز عربية”: “اتخذ المعلم قرار الإغلاق قبل نهاية عام 2021 بأسبوعين، وأعلنه مطلع العام الجديد. المعلم جان جزء من تراث المنطقة، فقد اشتهر بكنافته وصبحيته مع سكان الساحة ومحيطها، أما كنافته مع خبزها الطازج فأوقعت بحبها كل من كان يمر في المنطقة، متجها إلى عمله أو إلى مدرسته أو جامعته”.

وتابع: “اشتهر جان بالكنافة رغم أنه كان يتقن كذلك صنع العوامات والمشبك البيروتي، وأصناف حلويات أخرى خصوصا في عيد الفطر، ولم يقتصر زبائنه على أبناء المنطقة فحسب بل كانوا يقصدونه من غرب العاصمة ومن شمالها”.

وتحدث عن ظروف الإغلاق قائلا: “بسبب الأزمة التي ضربت لبنان لم يستطع المعلم جان وحده الصمود في وجهها والاستمرار في ركنه الصغير، مثله مثل كثيرين من أصحاب الحرف الصغيرة في لبنان. عاش قرابة 60 عاما في متجره الصغير الذي لا يتعدى بضعة أمتار مربعة، استخدم الطابق السفلي فيه للعرض بينما كان يصنع الكنافة في العُلية الصغيرة التي أنشأها فوق صالة البيع”.

وعن بداياته قال أحد أصدقاء جان المقربين لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أعرفه منذ زمن في مدينة صيدا (جنوبي لبنان). تعلم مهنته فيها لينتقل بعدها للعمل في فندق ريفيرا الشهير في بيروت، ثم انتقل إلى ساحة ساسين وبدأ بصنع قوالب الكيك، لكن الظروف دفعته إلى التوجه لصناعة الحلويات، وكان عمره 17 عاما عندما بدأ رحلته في عالم الحلويات العربية”.

وأضاف: “استأجر محله الصغير المتواضع في ساحة ساسين في الستينيات، فكان يومها صانع الحلويات الوحيد فيها، وقرر أن يتوجه إلى صناعة الحلويات العربية، لا سيما أنه كانت لديه تجربة وخبرة ممتازتين في هذا المجال”.

وأردف قائلا: “بدأ جان في عمله يوم كان سعر كعكة الكنافة في تلك الفترة 50 قرشا (نصف ليرة)، فيما كان سعر شطيرة الفلافل 25 قرشا. استخدم جان نفس المكونات من جبن وقطر وسميد كان يحضره بنفسه، أما سعر كعكة الكنافة فقد ارتفع في ظل الأزمة الاقتصادية من 4 آلاف ليرة ثم إلى 12 ألف ليرة منذ نحو 6 أشهر، ليقفز اليوم إلى أكثر من 40 ألف ليرة”.

وختم الصديق بالقول: “علمت أن صديقي جان سيغادر لبنان إلى الولايات المتحدة ليرتاح إلى جانب أولاده هناك. لقد ترك حي الأشرفية حتى دون أن يترك لنا رقم هاتفه”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى