المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

جداريات عمّان…روابط إبداعية بين الإنسان والمكان

الجداريات الملونة بصياغاتها وأساليب تنفيذها المختلفة تشكل أحد أهم المقترحات الجمالية في المدن، فهي تعكس أولا تقدير المدينة وسكانها للفن والثقافة البصرية التي تكرس القيم الجمالية بكافة تفرعاتها، وهي أيضا تخلصنا من فراغ الجدران الممل والبليد، انها تمنح المشاهد شعورا بالألفة والتآلف مع فضاءات المدينة، لاسيما تلك المدن الحديثة التي تولي اهتماماً كبيرا لتشييد الأبراج وناطحات السحاب.
جداريات عمّان
وفي عمّان بدأ الاهتمام الحقيقي برسومات الجداريات في الشوارع والسحات العامة والحدائق منذ بدايات الألفية الجديدة تقريبا،وذلك بالتعاون مابين أمانة عمّان الكبرى وعدد من التشكيليين الأردنيين والعرب، وتوزعت الجداريات بأنماطها التجريدية والتعبيرية في عدد من المواقع بالعاصمة، وأشهرها جدارية وجدان الهاشمي في المدينة الرياضية وعدد من الجداريات ذات المساحة البصرية الهائبة كجدارية الفنان غسان مفاضلة التي غطت جدران نفق الدوار الثالث، ورمزت لجبال عمّان.

حلة جديدة وإعادة تشكيل
قامت دهانات ناشونال وبالتنسيق مع الفنان التشكيلي والنحات الأردني غسان مفاضلة باستكمال وترميم جدارية «قمر عمّان» التي توزعت على الواجهات السبع لنفق الدوار الثالث بعد أربعين يوماً من العمل. هذه الجدارية التي بدأها الفنان في العام 2002 بمناسبة اختيار عمّان عاصمةً للثقافة العربية من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، وأنجز منها آنذاك ثلاث واجهات، حافظت على مدار أكثر من 15 عاماً على ألوانها وقسماتها الفنية والجمالية، بالرغم من موقعها الذي تحيط به الجسور والأنفاق، وتنبعث منه عوادم السيارات من جميع الجهات.
الحلة الجديدة التي اكتستها الجدارية بعد 16 عاماً، جاءت بوصفها إعادة تشكيل «أو إعادة انتاج» للمفردات المكانية التي تشكلت منها الجدارية بدايةً، وهي المفردات التي أفضت إلى معاينة العلاقة مع المكان بوصفه ذاكرة وهوية لا تنفصلان عن ذاكرة وهوية قاطنيه.
«قمر عمّان»…صياغة رمزية ابداعية
عن جدارية «قمر عمّان» يقول الفنان التشكيلي الأردني غسان مفاضلة …» أود أولا القول إن «قمر عمان» اسم مجازي اخترته لجداريتي ذلك أن القمر كاشف ومتحول وغير ممكنة حياتنا من دونه، والجدارية تتناول طبوغرافية عمّان وجبالها والايقاع الحركي الذي تتميز به بجبالها ووديانها وسفوحها وعلاقة الانسان بهذا المكان».
وأكد مفاضلة أن المشروع تضمن تنظيف الواجهه واضافة بعض اللمسات والمقترحات التشكيلية، كما جرى اكمال وانجاز بعض المساحات التي تركت في السابق لأسباب تقنية، مشيرا الى أن عملية التجديد كان مخططا لها أن تتم خلال أسبوعين الا أن طبيعة المكان وحركة السيارات ونقل الرافعات استغرق شهرا ونصف الشهر تقريبا.
ووصف الجدارية بأنها محاولة لاعادة تشكيل عمّان ضمن روحية فنية تحملها الرسمة، فمفردات الجدارية هي نفسها مفردات عمّان بما تحمل من تنوع وجماليات طبيعية ومعمارية، ورأى أنها خطوة جمالية جريئة وأن عمان بحاجة لمزيد من تلك الجداريات لتقريب الناس من الفن التشكيلي وعدم حصره في المتاحف وصالات العرض، فتلك الجداريات تولد روابط حقيقية بين الانسان والفضاء المكاني العام كما قال.
غسان مفاضلة
وغسان مفاضلة نحات ورسام وناقد تشكيلي وزميل صحفي، من مواليد مدينة جرش -الأردن عام 1964، درس الرياضايات في الجامعة الأردنية و تخرج منها, لكنه عمل في مجال الصحافة والنقد الفني والفن التشكيلي و النحت، وأهم منجزاته مشروع (الإنسان والمكان) أعمال النحتية والإنشائية على مداخل عددٍ من المحافظات الأردنية ضمن مشروع «مدينة الثقافة الأردنية» برعاية وزارة الثقافة، اقامة العديد من المعارض الفنية، والمشاركة في المعارض وورش العمل المحلية والعربية والدولية، تصميم وتنفيذ العديد من الأعمال النحتية الميدانية، والجداريات الفنية، تقديم محاضرات وندوات تُعنى بالفن التشكيلي والثقافة البصرية في العديد من الجامعات والمؤسسات الثقافية والفنية، كتابة الرؤية النقدية لمجلد «سبعون عاما من الفن التشكيلي الأردني» في العام 2013 بالتعاون مع المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة- الجمعية الملكية الأردنية للفنون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى