المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

حال الأسره مع اجيال النت

 

بقلم/ حامد عطيه الحارثي

كنا ولازلنا نهتم برعاية وتربية الاجيال الحاليه في كل مراحلها العمريه تربيه دينيه واجتماعيه وثقافية متوازنه بين الامس واليوم في ظل القيم والمبادئ المتوارثه ولأمور الحياة المستقبلية .
إلا اننا لاحظنا في الآونة الأخيرة وسمعنا بإنشغال اغلب الأسر عن تلك الرسالة الفطرية واهتمامها بغير ذلك ، حيث اصبحت الأسرة مشغولة بالمأكل والمشرب والنوم ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي عن كثب وبصورة مذهلة .
اذ لم يعد هناك وقت لتعليم الاطفال والشباب أسس واولويات التربية السليمة واصبح الابناء في مواجهه لم نكن نعهدها مع الابوين لأنهم قد علموا وعرفوا لهذه الاجهزه اكثر من ابائهم فتولد عن ذلك اتهام الابناء لاهاليهم بالجهل وعدم المعرفه ضمنيٱ في كل الاحوال و النظر اليهم بعدم المصداقية لآبوابهم احيانا وخاصه اذا سألوا احدهما اوكليهما عن موضوع معين لم يكادون يصدقونهما قياسٱ على عدم معرفتهما بالاجهزه حتى يرجعون إلى النت لكي يتأكدون من صدق كلام والديهم او لم يثبت. وهذه ظاهرة خطيرة لدى البعض وليس هذا حال الكل لكن البعض من الكل ومن يتصفون بمثل ذلك فإن اهلهم وذويهم في حرج وموقف لايحسدون عليه.
كذلك كانت الأسرة حريصه على الايرادات المالية والادخار لظروف الزمن إلا أنها صارت لا تهتم الا بالامور الاستهلاكيه وتستقرض ولاتدخر نتيجة أن بعض النشئ لا يراعون الأهل في احوالهم كمانتج عن ذلك ان الاباء والامهات لم يتثنى لهم القيام بدور التربيه بل اصبحت ادوارهم ردود افعال صاخبه سريعه وغير متزنه وكذلك الحال بالنسبه للجيل الصاعد وللأسرة بكاملها اذ كان العرف وجود ثلاثة اقسام اواجيال اطفال شباب كبار السن والان اصبحنا خمسه اجيال او اكثر نتيجة انعدام التوافق ووجود الفجوات بين كل الفئات العمريه داخل الاسرة الواحدة لعدم حصول التربية الاساسية، ويمكن بعد فتره وحقبه من الزمن نرى أن اجيالنا اللاحقة لديهم ثقافات تختلف جذريٱ عن ابائهم واجدادهم هذا كله وغيره ربما يحصل نتيجة عدم ايجاد وقت للمراقبه الفكريه والمراجعه بين حين وآخر لإعادة تنظيم بيت الاسره فالكل مشغول بنفسه وجواله انها ظواهر مدعومه من النت تستهدف اجيالنا وشبابنا من غير علمنا واصبح اولادنا بعيدين عنّا فكريا ، قريبين من افكار وصفحات النت، ولقد امست بعض تقالدينا في مهب الريح الا ماشاء الله فلم يعد هناك اهتمام باكرام الضيف واغاثة الملهوف وغيرها من موروثات الاجداد الفضيله مع انها ايضاً من محاسن ديننا العظيم الذي جاء ليتممها وأن بعض ما نذكره احيانا لأجيالنا يعتبره البعض منهم محل الاستغراب والتعجب كأن لم يكن حقيقه لذا لابد لنا جميعٱ وبدايه من الأب والأم أن نغرس القيم والاخلاق الحميدة في نفوس من لم يكونوا على الجاده ولنعود قليلا للوراء من اجل ترتيب بيت الاسره لأن صلاح المجتمع من صلاح الاسره ولكي يكون الجيل كله في توافق تام وتجانس مع ماضيه وحاضره وينظر الى مستقبله برعاية الوالدان والاقارب والعشيره والمجتمع بأسره ، الكل له دوره ومسؤولياته بالنصح والتوجيه والتشيجع باحترافيه دقيقه ومهاره فائقه وليس بالاكراه مع مسايرة الحياة العصرية جنبٱ الى جنب ومراعاة احوال زمنهم هذا وبالنزول الى بعض مستويات افكارهم بالنقاش الهادئ المفيد وبقليل من التلطف احيانٱ ونصيٱ من الحزم اوقات اخرى ودمج افكارهم العصريه مع القيم. والأخلاق والأاداب العامه..

ودمتم. سالمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى