المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

حظر “آبل” تطبيقات “إيفون” في إيران.. خدمة مجانية لطهران

يرى بعض الاقتصاديين، ومعهم إعلاميون وساسة أمريكيون، أن فرض عقوبات أمريكية يتخذ أحياناً منحى خاطئاً ولا يكون مجدياً، بل يأتي بنتائج عكسية. وفي هذا السياق، كتب بول بيلار، أكاديمي وزميل رفيع غير مقيم لدى مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة جورج تاون الأمريكية، في مجلة “ناشونال إنتريست” عن عدم جدوى حظر بيع هواتف “آيفون” داخل إيران لأنها تساعد الإيرانيين على نقل حقيقة ما يجري في بلادهم.

لن تؤدي عرقلة استخدام الإيرانيين لهواتف “آيفون” لإضعاف النظام الإيراني، ولا لمعاقبته على سلوك لا يرضي الأمريكيين، ولا لتحقيق أي هدف للعقوبات

ولتوضيح وجهة نظره، يلفت بيلار إلى تفضيل بعض الساسة الأمريكيين ممن يستخدمون العقوبات كوسيلة للتعبير عن سخطهم حيال النظام في إيران، دون أن يفكروا ملياً بالآثار الفعلية للعقوبات. ومنذ دخولها ضمن مجموعة الدول التي وقعت الاتفاق النووي، وبما عرف باسم “خطة العمل الشامل المشترك”، كانت الولايات المتحدة الوحيدة التي اختارت مواصلة معاقبة إيران.

عقوبات واسعة ومعقدة

ويشير بيلار لكون نظام العقوبات الأمريكية التي تراكمت طوال سنوات على إيران، واسع ومعقد، حيث تفرض أحكام قاسية عند خرقها، لدرجة خشي عدد من الشركات الأمريكية إقامة أية مشاريع هناك، وفوتت فرصاً عدة.

تطور جديد
ويشير الكاتب لتطور جديد يتعلق بمحاولة شركة “آبل” إغلاق تطبيقات طورها إيرانيون لاستخدام آيفون داخل إيران. فالعقوبات تمنع الشركة من بيع هواتفها داخل إيران، لكن ملايين من تلك الأجهزة تم تهريبها من مناطق مثل دبي وهونغ كونغ. من هنا استفاد الإيرانيون من تطبيقات وطوروا بعضها لكن شركة “آيفون” أزالت تلك التطبيقات من متاجرها. وقد أرسلت الشركة رسالة لمطورين إيرانيين ردت فيها سبب قرارها لـ “نظام العقوبات الأمريكية”.

حذر وخوف
ويقول بيلار إن خطوة “آبل” كانت نتيجة خوف موقع غوغل وحذره. لكن الموقع لم يزل التطبيقات التي طورها إيرانيون من هواتف تعمل بنظام الأندرويد من متجره، ويسمح لمطورين إيرانيين بنشر تطبيقاتهم في إيران، لكنه لا يسمح لهم ببيعها.

عرقلة
بحسب الكاتب، لن تؤدي عرقلة استخدام الإيرانيين لهواتف “آيفون” لإضعاف النظام الإيراني، ولا لمعاقبته على سلوك لا يرضي الأمريكيين، ولا لتحقيق أي هدف للعقوبات. وعلى نقيض ذلك، يمنع القرار إيرانيين عاديين من الاستفادة التامة من منتج أمريكي يعمل بنظام تشغيل أمريكي، ويدفعهم للتحول نحو بدائل إيرانية كخطوط الإنترنت الداخلية الإيرانية المدفوعة سلفاً.

وكما هو الحال بالنسبة لمعظم العقوبات الأمريكية، تتأثر قطاعات من الاقتصاد خارجة عن هيمنة النظام، بينما يتمدد النفوذ الإيراني إلى أجزاء أخرى، من ضمنها النشاطات الاقتصادية الخاصة بفيالق الحرس الثوري.

مفارقة لافتة
وبحسب بيلار، من المفارقات اللافتة حيال خطوة “آبل” منع إيرانيين عاديين من استخدام تطبيقات استفاد منها صينيون في الالتفاف على أجهزة المراقبة التابعة لحكومتهم، وللدخول لمواقع غير صينية. وكما هو حال النظام الصيني، يحظر النظام في إيران استخدام وسائل تواصل اجتماعي تبث من الغرب ( رغم قول وزير الاتصالات الإيراني أن بعض تلك القيود تم رفعها).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى