المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

«حظّر النقاب» لدواعٍ أمنية يُثير الجدل في الموصل

(الأناضول)- «سما البدراني»، واحدة من آلاف الموصليات الحائرات، بشأن قرار الخروج من منازلهن لقضاء حوائجهن اليومية، بعد حظّر السلطات الأمنية ارتداء النقاب في مدينة الموصل شمالي العراق، إثر تكرار ضبط عناصر من تنظيم «داعش» الإرهابي متنكرين بأزياء نسائية.
اعتادت “سما”، وهي طالبة جامعية «233 عامًا» ارتداء النقاب، حتى قبل سيطرة تنظيم «داعش” على المدينة في صيف عام 2014، وفرضه على الفتيات ابتداء من عمر 12 عامًا، ولكنها باتت تخشى التعرّض للتوقيف من قبل القوات العراقية إذا ما خرجت به. وفي حديث للأناضول، قالت «سما»، إنها ترتدي النقاب منذ أن كانت في مرحلة الدراسة المتوسطة «التعليم الإعدادي»، عندما كان عمرها لا يتجاوز 13 عامًا، وهي ترتديه الآن باعتباره التزامًا دينيًا. بنبرة صوت مشحونة بحسرة، عبرت عنها دموعها على ما آل إليه حال المدينة والمرأة بشكل خاص، أضافت: «النقاب والتزام الإنسان بالتعاليم الدينية لا يمثل تنظيم داعش». وأوضحت أن «المنقبات، لسن ضد الحفاظ على الأمن في الموصل، بل مع أي قرار يضمن الحفاظ على الأرواح والممتلكات، بشرط أن لا يُسيء لأية جهة، أو يعرضها إلى حرج اجتماعي». والمجتمع الموصلي معروف بالتزامه بالعادات والتقاليد الدينية والاجتماعية التي نشأ، وتربى عليها أفراده رغم التحديات التي يواجهونها على مر الأزمنة، ومن بينها تمسك الرجال المعروف باسم «الدشداشة العربية»، وهي عبارة عن قماش غالبًا أبيض اللون مكون من قطعة واحدة كاملة تغطي جميع الجسم والذراعين. أما الزي المتوارث لدى النساء، فهو «الجلباب الفضفاض، والخمار والنقاب» الذي يغطي الرأس والوجه، ولا يظهر سوى العينين أو حتى لا يظهرهما. على مدى السنوات طرأت تغييرات على تلك العادات والتقاليد لكنها لا تزال متواجدة بكثرة، ويمكن مشاهدتها في أي مكان بالشطر الشرقي لمدينة الموصل، الذي استعادته القوات العراقية في يناير الماضي. والسبت الماضي، أصدر قائد شرطة نينوى العميد الركن واثق الحمداني قرارات جديدة من بينها «حظّر ارتداء النقاب» في المدينة لدواع أمنية متمثلة بوجود مؤشرات على أن خلايا لتنظيم «داعش» قد تشن هجمات عبر التنكر بزي النساء، وارتداء النقاب. وبينما لم يوضح قائد الشرطة عقوبة المخالفين، فقد طالب السكان بالتعاون مع الأجهزة الأمنية. ولهذا القرار مؤيدون في الأوساط الدينية، أحدهم الشيخ محمد الشماع إمام وخطيب جامع «النبي يونس» «عليه السلام» سابقًا «دمر بالكامل بعد أن فجره تنظيم داعش بحجة أنه يضم قبرًا ولا يجوز إقامة الصلاة فيه». قال الشماع، إن «النقاب عندما يكون سبيلًا لتخفي المجرمين وطريقًا لسفك دماء الناس، فدمهم وحياتهم مقدم على الوجه، وتنظّيم داعش يتحمل وزر كشف الوجه باتخاذه الأحكام الشرعية وسيلة لجرائمه».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى