يستحق حقل برقان النفطي في الكويت أن نطلق عليه إسم «العم برقان».
يقع حقل برقان في طبقات تحت الأرض على أعماق تتراوح بين 1 – 2 كيلومتر، تحت منطقة برية تمتد من مطار الكويت حتى منطقة الوفرة جنوبا وطولها 30 كيلومترا، ومن منطقة الأحمدي حتى بر المناقيش غربا وعرضها 15 كيلو مترا، وهو ثاني أكبر حقل نفطي في العالم، كما انه أهم من البنك المركزي الكويتي، بل أغلى من كل البنوك المركزية في الخليج، ويشارف عمره على الثمانين عاما منذ ان تم اكتشافه، ولكن عمره الحقيقي ربما يكون أكثر من 350 مليون سنة. وقيمته بالدولار الاميركي لا تقل عن 30 تريليون دولار (التريليون يساوي مليون مليون دولار أي 12 صفراً امام الرقم واحد). عزيزي القارئ: كيف لا تعرف هذه المعلومات عن هذه الشخصية المهمة لك ولأجيالك القادمة؟ ألسنا مقصرين في إعطاء العم برقان حقه؟ أفلا يستحق أن نقيم له احتفالا بذكرى يوم اكتشافه؟! وللعلم أن يوم اكتشاف حقل برقان كان في 22 فبراير 1938. ومعنى ذلك ان عمره سيشارف على الثمانين عاما في العام القادم، وتحديداً في 22 فبراير 2018، أي سيشاركنا احتفالات الكويت وأعيادها في هلا فبراير. أتمنى أن يتبنى وزير النفط إقامة هذا اليوم تخليدا لذكرى «العم برقان»، وهو مازال بيننا، وسيكون قد أكمل الثمانين من عمره في العام المقبل.
كثّر خيره وطوّل عمره.
الآن دعوني أقدم لكم السيرة الذاتية للعم برقان:
يشكل إنتاج حقل برقان ثلثي الإنتاج اليومي من النفط الخام في الكويت. وقد أثبت طيلة سنواته الثمانين قدرته وسخاءه على تلبية أي زيادة مطلوبة من الإنتاج، كما أثبت انه لا يحب البذخ، فتكلفة إنتاجه قليلة جدا إذا ما قيست بكل حقول النفط في العالم، كما أنه لا يحب الفاسدين، فلم يعرف عنه ان مد يده يوما على المال العام، حيث أثبت منذ اكتشافه عدم الهدر وندرة الحوادث الصناعية. وكان برقان شديد التألم عندما أصابته يد الغدر أيام الغزو البربري، وكانت ردة فعله ان عاد للإنتاج بسرعة أذهلت كل العالم، وأظهر نشاطا إنتاجيا ليغيض به الأعداء، فاستسلمت منظمة الاوبك وأعادت للكويت حصلتها الكاملة في الإنتاج. وعلى الرغم من ان العم برقان يعيش بالقرب من مناطق سكنية كالاحمدي والظهر وأم الهيمان وإحدى آباره بينها وبين مدرج مطار الكويت بضعة أمتار، لكنه يلتزم الهدوء ولا يشعر أحد بوجوده اطلاقاً.
العم برقان.. محب للبيئة ويلتزم بقوانينها حرفياً، فهناك منتزهات على ارضه تنافس أرقى المنتزهات في المنطقة، وكانت للأمير الراحل المرحوم الشيخ جابر الأحمد الصباح مزرعة في حقل برقان تنتشر فيها الورود والزهور والطيور والحيوانات الأليفة، وفيها مسطحات مائية جميلة.
يؤكد العم برقان دوما وفي كل المناسبات، قدرته على أن يجعل الكويت جنة الله في أرضه. فبرقان يكتنز عناصر قوة لا يشعر أحد بها تحملها ذرة الكربون الساحرة.
