المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

خبراء الصحة متفائلون بعقار جديد لعلاج السمنة

 

اشار خبراء الصحة، في المؤتمر الصحافي الذي عقد أخيرا، الى فرحهم بحصول عقار جديد لعلاج السمنة بالترخيص من قبل وزارة الصحة في الكويت. وأوضحت د. مريم الدويرجي، مراقبة التغذية الاكلينيكية والإطعام والمتحدثة باسم وزارة الصحة بأن السمنة هي نتاج لعدة عوامل، من اهمها تناول كمية عالية من السعرات الحرارية والخمول وعدم ممارسة الرياضة. وقد بينت عدة دراسات ان انتشار السمنة يرتبط بشكل مباشر مع ارتفاع معدلات الاصابة بالأمراض المزمنة غير المعدية، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وامراض القلب وتصلب الشرايين والسرطان.

ووفق تقرير منظمة الصحة العالمية، فنسبة الوفيات الناتجة عن الامراض المزمنة غير المعدية هي %73، وان %41 منها ينسب الى امراض القلب. وهي امراض كان يمكن تفادي الإصابة بها عبر تحسين اسلوب الحياة والتوقف عن التدخين وفقدان الوزن الزائد.
واضافت الدكتورة قائلة «اشار برنامج الترصد التغذوي لدولة الكويت في عام 2016 وتقرير المسح المتدرج الى ان نسبة من يعانون زيادة الوزن والسمنة هو %78. مما يدل على ان 7 اشخاص من بين كل 10 مصابون بالسمنة او زيادة الوزن».
السمنة مرض وله درجات
شدد د. خليل الشويكر، اختصاصي أمراض السمنة واضطراب الوزن في مستشفى العدان، على اهمية ادراك المصابين بالسمنة بانهم مرضى. فقد اقرت منظمات الصحة العالمية اعتبار السمنة مرضا يؤثر سلبا في الصحة. وقال «لا يزال الكثير يعتقد خطأ ان السمنة ليست مرضا. وتقسم السمنة الى ثلاث درجات اعتمادا على كتلة الجسم. ويمكن تحديد كتلة الجسم عبر عملية حسابية تتطلب المقارنة ما بين الوزن والطول. فان كان ناتج هذه العملية الحسابية رقما ما بين 30 – 35 فتعتبر السمنة من الدرجة الاولى، اما ما بين 35 الى 40 فتعد من الدرجة الثانية، واما فوق 40 فتعد من الدرجة الثالثة. وكلما زادت درجة السمنة ارتفع معها خطر الاصابة بمضاعفاتها الصحية والأمراض المرتبطة بها».
مخاطرها الصحية
السمنة بحد ذاتها مرض يقصر العمر، اي يقلل معدل سنوات العمر المتوقعة للمصاب. كما تؤثر في قدراته البدنية مما يقلل بالتالي جودة التمتع بالحياة. وبالإضافة الى ذلك فالسمنة تضاعف فرصة الإصابة بالأمراض والمشكلات الصحية، ومن اهمها:
– تصلب الشرايين وامراض القلب والجلطة.
– الامراض المزمنة غير المعدية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
– اختناق النوم، وهو عبارة عن نوبات توقف التنفس اثناء النوم ومما يقلل تركيز الاكسجين في الجسم. وهو مرض يسبب عدة مضاعفات مثل انخفاض جودة النوم والسكري وامراض القلب وعدة مضاعفات ذهنية ونفسية وعملية.
– تكيس المبايض الذي يسبب اضطرابات هرمونية ومشكلات في الخصوبة والانجاب ويرتبط مع مخاطر صحية.
– السرطان
– تشحم الكبد
صعوبات وتحديات
– لا يزال كثيرون يعتقدون ان السمنة ليست مرضا بل اسلوب حياة خطأ او امر شخصي يجب تقبله والتعايش معه. مما يحول دون سعي المصاب للعلاج.
– يعتقد كثيرون ان السمنة لا يمكن تفاديها او علاجها وانهم السبب في ذلك. فيلومون عدم قدرتهم على تحمل الجوع وقلة تحملهم للرياضة. لكن الدراسات الحديثة بينت ان للسمنة علاقة مباشرة مع وجود اضطرابات هرمونية والقابلية الجينية او الاستعداد الوراثي. ومن احدى الدراسات التي اكدت دور الجسم في الاصابة بالسمنة دراسات التوائم. حيث وجد ان اصابة احد التوائم الذين يعيشون في بيئتين مختلفتين بالسمنة يرافقه اصابة الاخر بالسمنة ايضا، حتى لو كان يعيش في بيئة تحفز الرياضة والتغذية الصحية، وهو ما يؤكد دور الجينات والعامل الهرموني. لذا، فمسؤولية الاصابة بالسمنة لا تقع على عاتق المريض فقط بل ايضا على عوامل فزيولوجية.
– قلة الخيارات العلاجية العقاقيرية.
كم كيلوغرام علي فقده لأحصل على الفائدة؟
اكدت الدراسات والخبرة الاكلينيكية ان فقدان ما بين %5 – %10 من الوزن الزائد سيضمن حصوله على الفائدة الصحية مثل الشفاء من بعض الامراض. وبين الخبراء أن عقار ساكسندا يساعد في الوصول الى فقدان هذا الوزن خلال عدة اشهر. وبين د. خليل قائلا «يجب ان يكون هناك توقع واقعي للهدف من تناول الدواء. فالدواء ليس عصا سحرية. ولتحفيز نزول الوزن والحرص على عدم استعادته يجب أن يرافقه التزام بالتغذية الصحية وممارسة الرياضة. كما ينصح بتناول العقار طوال العمر، لان التوقف عنه سيعيد الشهية الى سابق عهدها التالي فرط تناول الطعام واستعادة الوزن المفقود».
دور الهرمونات في الشهية والشبع
عندما يتناول الشخص الطعام ويصل الى الاثني عشر، يفرز هرمونا يرسل اشارات الى الدماغ ليبدأ الشعور بالشبع. وفي مرضى السمنة وجد ان افراز هذا الهرمون يكون قليلا او متأخرا مما يقلل سيطرة الشخص على الشهية وتناوله كمية مفرطة من الطعام حتى يشعر بالشبع. وعقار ساكسيندا هو عبارة عن نسخة مصنعة من هذا الهرمون الطبيعي.
ما هو هذا العقار؟
كان دواء ساكسندا متوافرا سابقا بتركيبة ونسخة مختلفة قليلا باسم «فيكتوزا» الذي يستعمل لعلاج السكري. وبعدما اثبتت الابحاث ان اخذ جرعة عالية من هذا الدواء اسهم في تعزيز فقدان الوزن تم انتاج النسخة الجديدة من الدواء لعلاج السمنة. والعقار يحمل اسم ساكسيندا وتنتجه شركة «نوفو نورديسك»، ويحتوي على نسخة مصنعة من الهرمون الطبيعي GLP – 1 الذي تفرزه القناة الهضمية لتنظيم الشهية. ويؤخذ على شكل حقن تحت الجلد مرة يوميا. ورغم امان هذا العقار، فان استخدامه لا يخلو من آثار جانبية مزعجة تقتصر على الجهاز الهضمي مثل القيء والغثيان والتحسس. وهي اعراض مؤقته غالبا ما تختفي خلال عدة ايام بعد تعود الجسم على المركب الدوائي.
دواء لا يسرع الهضم أو يحرق الدهون
من جانبها، شددت د. آمنة الشاغولي، استشارية الغدد الصماء في مستشفى العدان ومركز دسمان للسكري، على اهمية ان يرافق العلاج الدوائي اتباع المريض نظاما غذائيا صحيا وممارسة الرياضة. واضافت قائلة «بينت التجربة المحلية ان استخدام المرضى لحقن ساكسيندا يوفر خيارا فعالا لتحفيز فقد الوزن. لكن من المهم التنبيه الى ان هذا الدواء لا يؤثر في عملية الهضم او حرق الدهون او يسرع الهضم، بل يعمل على تقليل الشهية وزيادة الشعور بالشبع. لذا، عند التوقف عن اخذه فمن الوارد ان يستعيد الشخص الوزن المفقود إذا لم يلتزم بممارسة الرياضة والتغذية الصحية المتوازنة».
أهمية الإشراف الطبي
شددت د. آمنة على اهمية تناول الدواء تحت اشراف طبي وقالت «لا بد من تأكيد أهمية عدم تناول الدواء بناء على نصيحة غير المختصين. فكل عقار يتكون من مركب كيميائي ويقرن تناوله بآثار صحية. لذا، لا بد من تناوله تحت اشراف طبي حتى يحدد الجرعات المناسبة ويزيد جرعاته تدريجيا وفق الحاجة بشكل آمن».
بداية لجيل جديد من العقاقير
صرّح د. أكين أكسكيلي مدير عام شركة نوفو نورديسك في دول الخليج، ان الدواء اطلق في كل منطقة الخليج وقال «من 10 سنوات كان معنى السمنة في المعجم الانكليزي هو كلمة تصف الاشخاص ذوي الشهية المرتفعة ومن لديهم زيادة في كمية الدهون في الجسم، ولكن النظرة الصحية تغيرت وبتنا نعرف بأنها مرض. وللأسف فهناك زيادة مطردة في الاصابة بالسمنة عالميا وبخاصة في منطقة الخليج. ومن المفرح ان نسهم في مساعدة الأفراد الذين يعانون السمنة والمضاعفات الخطرة المصاحبة لها. والدواء الجديد هو بداية لسلسلة وجيل من الادوية الذكية التي يؤمل توافرها مستقبلا».

هل يمكن علاج السمنة عبر عقار؟!

هذا السؤال من الاسئلة التي يتمنى الجميع ان تكون الاجابة عنه بالإيجاب. فجميعا نأمل ان توفر لنا الاكتشافات والابحاث الطبية حبة سحرية، نتناولها حتى نفقد الوزن الزائد ونحافظ على الوزن الطبيعي. لكن الواقع يفرض علينا ان نكون عقلانيين في توقعاتنا. فالحلول العلاجية المتاحة والتي ستتاح في المستقبل لن تكون بتلك الصورة الوردية، ولن تزيل من الشخص مسؤولية الاهتمام بصحته واتباعه اسلوب حياة صحيا. فأهم عامل لفقدان الوزن هو الشخص نفسه. فالعلاجات العقاقيرية والجراحية ستفشل ان لم يرافقها اتباع المريض لإرشادات الطبيب والتزامه بأسلوب حياة صحي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى