«ديوان المعلوماتية» ناقش التحول الرقمي في الجهات الحكومية والحسيني: «كورونا» ساعدت على تقبل المواطن للخدمات الإلكترونية

أكد نائب المدير العام لقطاع تقنية المعلومات في الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات د.عمار الحسيني أهمية التحول الرقمي في القطاعات الحكومية لخدمة المواطن، لافتا الى ان الكويت بدأت في هذا التحول منذ سنوات بمسميات متنوعة كـالحكومــة الإلكــترونية والميكنة وغيرهما، مشيرا الى أن جزءا كبيرا من نجاحه مرتبط بثقافة المجتمع واستعداد الناس لتقبله.

جاء ذلك خلال «ديوان المعلوماتية» السادس الذي نظمته جائزة سمو الشيخ سالم العلي للمعلوماتية افتراضيا عبر برنامج «زووم» مساء الثلاثاء برعاية رئيس مجلس الأمناء الشيخة عايدة سالم العلي بعنوان «التحول الرقمي في حكومة الكويت» بحضور أعضاء من اللجنة العليا ونخبة من المختصين والمتابعين للشأن المعلوماتي.

وقال الحسيني ان مفهوم التحول الرقمي للقطاع الحكومي يتعلق بالاستثمار في الفكر وأداء الأعمال من خلال الاستفادة من التقنيات الحديثة والبيانات لإحداث التغيير والتطوير، مشيرا الى أنه يعد بمنزلة تغيير جذري في أساليب ونماذج العمل، والإبداع والتميز في طريقة إنجازه، من أجل تقديم خدمات متميزة للمواطن، ولكي يتحقق النجاح في التحول الرقمي فلابد من توفر منظومة تضم عددا من العناصر الرئيسية التي يجب أخذها بعين الاعتبار، وهي الإجراءات والعمليات والموارد البشرية، والتقنية والبيانات، لافتا الى ضرورة إعادة النظر في الإجراءات التي تقوم بها الجهات الحكومية، مؤكدا أهمية تأهيل العنصر البشري، في ظل حاجة التحول الرقمي إلى مهارات وخبرات، بالإضافة الى استخدام التكنولوجيا الحديثة.

واستعرض أثر التحول الرقمي على اقتصاديات الدول الآسيوية بناء على نتائج دراسة أجرتها مايكروسوفت وآي تي سي عام 2018، لافتا الى ان التحول في تلك الدول أدى الى رضا العملاء بنسبة 80%، و40% ترشيدا في التكاليف، و40% زيادة في الإنتاجية و50% زيادة في الأرباح.

وحول الاستراتيجية الحالية للتحول الرقمي في الكويت، أشار إلى أن الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات قدم عرضا تفصيليا خلال اجتماع لمجلس الوزراء مطلع العام الحالي حول التحول الرقمي، تمت خلاله مناقشة أهمية وضع استراتيجية وطنية للتحول الرقمي، والتي ستنبثق عنها أهداف ومؤشرات ومشاريع يتم قياسها ومتابعتها، لافتا الى تشكيل لجنة من قبل مجلس الوزراء لإعداد الخطة الوطنية وسياسة تكنولوجيا المعلومات برئاسة رئيس الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات وعضوية الجهات الرئيسية.

وأكد أن تغيير ثقافة القياديين من التحديات الرئيسية التي ستواجههم عند تطبيق الاستراتيجية، وانهم بحاجة الى بذل الكثير من الجهود خلال الفترة المقبلة وتحديدا بعد الانتخابات البرلمانية لعمل برنامج مكثف لتغيير الثقافة لدى القياديين ونشر ثقافة التحول الرقمي وإحداث تغيير جذري في طريقة العمل، مشيرا الى ان مسيرة التحول الرقمي بدأت منذ سنوات في العديد من القطاعات، كما أن الإنجازات لا تظهر بين يوم وليلة وإنما تبنى على جهود متواصلة للحكومة ومنها شبكة الكويت للمعلومات التي تربط الجهات الحكومية، ومنظــومــة الـــتراســل الإلكتروني الحكومي، لافتا الى ان جائحة كورونا ساعدت في تقبل المواطن للتحول الإلكتروني، من خلال تقبلهم لمنصة «معاكم» وتطبيق «شلونك» وإطلاق مبادرة العمل عن بعد، ومنصة المواعيد المركزية «متى»، ومن بين الإنجازات التي تحققت أيضا نجاح تجربة تفرغ فريق خلال أزمة كورونا لإعداد التطبيق الموحد للخدمات الحكومية «سهل»، لافتا إلى أنه تم الانتهاء منه إلا انهم في انتظار تحديد الوقت المناسب لإطلاقه. وتحدث عن المشاريع المستقبلية للتحول الرقمي، لافتا الى ان أهمها إطلاق تطبيق «سهل» الموجه للأفراد والذي سيكون القناة الرئيسية لأي جهة حكومية، بالإضافة الى مشاريع البنى التحتية، وزيادة استخدام تقنية الحوسبة السحابية، ومشروع الإطار الوطني لمهارات تقنية المعلومات، ومبادرة تمكين التحول الرقمي وتقييم الوضع الحالي والتي سيتم الإعلان عنها قريبا، ومشاريع تخص البيانات واستخدام الذكاء الاصطناعي، ومشروع المركز الوطني للأمن السيبراني التي تشرف عليه الهيئة العامة للاتصالات.