المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

د. حمود المطر يوضح أسباب تلوث المياه في جون الكويت

جون الكويت أو خليج الكويت نسبة إلى مدينة الكويت المطلة عليه، وإلى الشرق منه خليج كاظمة، وهو قطعة ضحلة من المياه داخل اليابسة، يقع وسط الشريط الساحلي تحده من الشمال البية، ومن الجنوب مدينة الكويت، وتجاور الجون جزيرة بوبيان من الشمال، وجزيرة فيلكا عند مدخل الخليج.
ترجع أهمية الجون إل‍ى أنه نقطة التقاء النظام البيئي في البحر مع النظام البيئي على اليابسة، مع توافر الضوء والأكسجين وتعرضه للتيارات البحرية المنخفضة نسبياً، وقد ساعد ذلك في تكاثر الكائنات البحرية كالأسماك والربيان بشكل كبير، وتقصده أكثر من 200 نوع من الطيور البحرية التي تأتي إلى البلاد سنوياً، كما أن جون الكويت هو أكبر حاضنة للأسماك في العالم، كما أنه يوفر من %40 إلى %50 من الطلب على الغذاء في الكويت.

يتعرض جون الكويت لمخاطر بيئية نتيجة إلقاء مخلفات الصرف الصحي في مياهه وتسرب الزيت من محطات الوقود والزوارق إليه، إضافة إلى ما تمثله المشاريع الكثيرة التي تقام على شاطئ البحر وتلقي بمخلفاتها في الجون، ما دعا السلطات إلى دق ناقوس الخطر وضرورة السيطرة على تصريف مياه الصرف الصحي إلى البحر وتطوير شبكات الصرف الصحي أخذاً في الاعتبار التطوير والتوسع العمراني المطرد ومنع الصيد العشوائي.

تحديد التلوث
عام 1999 عانى جون الكويت من أول كارثة بيئية أدت إلى نفوق أسماك الميد، والسبب الرئيسي لهذا الحدث كان بفعل ازدهار نوع من الطحالب الضارة وأدت ظروف المياه والمدخلات الغذائية المرتفعة في ذلك الوقت في الجون وحول اقفاص استزراع الاسماك الى نمو وانتشار هذا النوع، إضافة إلى ارتفاع مستويات النيتروجين العضوي بشكل رئيسي من مخارج الصرف الصحي.
وفي أعقاب حادثة نفوق اسماك 1999 عانى من النفوق الثاني عام 2001، لأسماك الميد مما أدى إلى نفوق ما يقارب 2500 طناً من سمك الميد وأنواع أخرى من الأسماك التي كانت اكبر بمقدار 100 ضعف من الحدث السابق، ويرجع السبب الرئيسي لنفوق هذه الأسماك إلى عدوى تسببها البكتيريا العقدية أغالاكيتا (Streptococcus agalactiae)..
أدى تصريف مياه المجاري غير المعالجة (ما يقارب من 30.000 م3) الى زيادة المغذيات (الأمونيوم) في الجون وارتفاع درجة الحرارة، كما ادى انخفاض سرعة الرياح وانخفاض الخلط العمودي للمياه الى ارتفاع اعداد الخلايا البكتيرية، وأشارت جميع الدراسات العلمية إلى أن مصادر البكتيريا نشأت من تصريف المياه غير المعالجة في جون الكويت، وهو بدوره أدى إلى ظواهر نفوق الاسماك من عام 1999 الى 2001.
كما توالت ظواهر نفوق الاسماك من عام 2002 الى عام 2015 لكن بمعدلات نفوق قليلة مقارنة بسابقاتها.

الجهات المسؤولة عن التلوث

1 – وزارة الأشغال العامة
فيما يتعلق بمنطقة جون الكويت، ذكرت الوزارة في تقريرها التعديات التي تقع على شبكات الصرف الصحي والشبكات التي تصب مياه الامطار في جون الكويت:
أ ــ هناك 29 مجرور صرف امطار (بمنطقة جون الكويت تحت نطاق عمل الوزارة).
ب ــ أنواع المياه المصروفة على المجارير:
● مياه صرف الامطار وغسل المنازل والمباني الحكومية والاستثمارية… الخ.
● مياه الصرف الصحي المنزلي من وصلات غير قانونية مرئية وغير مرئية.
● مياه صرف مخلوطة بين صرف صحي منزلي وصناعي من المناطق الصناعية.
● مياه صرف مخلوطة بين صرف صحي منزلي وصناعي من المستشفيات.
● مياه صرف مخلوطة بين صرف صحي منزلي وصناعي من المعسكرات.
● مياه صرف مخلوطة بين صرف صحي منزلي وصناعي من المسالخ.
● مياه جوفية من منشآت جديدة ومحطات انتاج الكهرباء ومناطق تقليل مستوى المياه الجوفية.
ت ــ الملاحظات المسجلة على المجارير:
● تم رصد العديد من الوصلات غير القانونية نتيجة قيام بعض ورش السيارات والمصانع والمحال العامة ومحطات الغسيل وتشحيم السيارات والمطاعم وغيرها بالربط وعمل توصيلات على شبكة صرف الامطار لتصريف مخلفاتهم والبعض منها يقوم بالربط على شبكة الصرف الصحي المنزلي ومن دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع الدهون والشحوم والزيوت والمخلفات الصناعية والكيميائية من الوصول الى مرافق الصرف الصحي المنزلي، مما يؤثر ذلك في كفاءة تشغيل تلك الشبكات وعلى البيئة البحرية.

2 ــ وزارة الكهرباء والماء
تشكلت لجنة من الوزارة للتحقيق فيما اثير عن تلوث شواطئ الشويخ والناتجة عن محطة الشويخ وبيان ماهية هذا التلوث وسببه ومدى تأثيره على البيئة المحيطة وعما اذا كان ناتجاً عن محطة الشويخ من عدمه، وقد جاءت نتائج اعمال اللجنة كالآتي:
أ ــ الثابت من خلال اقوال القائمين على ادارة المحطة من خلال فحص ودراسة قراءات محطة الشويخ للقوة الكهربائية وتقطير المياه تعمل بنظامي RO وMSF، وأن المحطة في سبيل إنتاج المياه العذبة تستخدم مواد كيميائية مثل مانع ترسب ومانع رغوة، وهي مواد تستخدم منذ زمن طويل وفي كل المحطات المماثلة، وأنه بعد عملية التقطير يتم تصريف المياه الناتجة عن عملية التحليل بعد اجراء معادلتها كيميائيا والتأكد من مطابقتها فتكون عبارة عن مياه ذات ملوحة تزيد عن ملوحة مياه البحر وذات درجة حرارة اعلى فضلاً عن المتبقي من الكلور الحر لا يزيد على تركيز 0.5MG/I وهي ضمن الحدود المسموح بها بيئياً.
ب ــ إضافة الى ان هناك ظاهرة طبيعية موسمية تحدث خلال شهر 4 من كل عام ونتيجة اختلاف درجات الحرارة بين الشتاء والصيف كذلك الاختلاف في تركيز الاملاح بين الخارج والبحر وتزداد نمو الطحالب البحرية وتطفو على السطح وتسحب الى المحطة عبر مضخات السحب عند تزويدها، ويتم فرمها اثناء ذلك ثم تخرج من خلال تصريف المياه الناتجة عن عملية التحلية الى البحر مكونة من اللونين الاصفر والاخضر على شكل رغوة، بالإضافة الى العكارة التي تم سحبها من المياه الى المحطة والتي زادت معدلاتها في يومي 4ــ5 ابريل 2017 نتيجة التدريبات العسكرية التي تمت بالقرب من منطقة سحب المياه الى المحطة واستخدام الزوارق البحرية وكذلك ارتفاع نسبة الامونيا في مياه البحر والذي يرجع الى اسباب عدة.
ما يخرج من المحطة عبر المخارج إلى البحر من ناتج عملية التقطير هي مياه آمنة بيئياً وغير ملوثة لمياه البحر وليس لها تأثير ضار على البيئة المحيطة بها.

3 ــ  الهيئة العامة للصناعة
أشارت الهيئة العامة للصناعة في تقرير سابق إلى ان المناطق التابعة لها، التي تقع على جون الكويت، هي:
1 – منطقتي الشويخ والري (مجرور الغزالي).
2 – المنطقة الصناعية والحرفية على ساحل عشيرج.
3 – المنطقة الحرة.

أبرز المشكلات
بينت الهيئة العامة للبيئة في تقرير سابق لها أن البيئة البحرية تواجه بشكل عام مشكلات بيئية عديدة أبرزها:
1 – انخفاض تدفق مياه شط العرب إلى المنطقة.
2 – تصريف كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي غير المعالجة أو المعالجة جزئياً عن طريق الربط غير القانوني على مخارج مياه الأمطار التابعة لوزارة الأشغال.
3 – تزايد أعداد المشاريع التنموية وعمليات الدفان في المناطق الساحلية والبحرية خلال السنوات الثلاثين الماضية.
4 – وجود منطقة صحية يتولد عنها مخلفات طبية خطرة ترتبط بشكل مباشر مع الصرف الصحي الخاص بوزارة الأشغال مما يتسبب بتصريفها إلى البحر في حالات الطوارئ.

توصيات

قدمت الهيئة العامة للبيئة مجموعة توصيات للمحافظة على البيئة البحرية، وهي كالآتي:
1 – اقامة مشاريع لإغناء جون الكويت بمعدلات الاكسجين اللازمة للاحياء البحرية وتحديداً في المناطق الأكثر تأثرا بنقص معدلاته.
2 – تخصيص ميزانية واضحة لصندوق حماية البيئة وتكليفه بإقامة مشاريع اعادة تأهيل المواقع المتضررة خصوصاً والبيئة البحرية عموماً.
3 – قيام الهيئة العامة للبيئة بحصر كل الانشطة المقامة على نطاق منطقة جون الكويت للتأكد من التزامها بإجراء دراسات تقييم المردود البيئي حسب ما نصت عليه المادة الـ16 من قانون حماية البيئة.
4 – تفعيل العقوبات المنصوص عليها بالقانون في حال تبين عدم التزام اي مؤسسة او جهة في احكام هذا القانون.
5 – التزام الجهة المعنية (الهيئة العامة للصناعة) بسرعة تنفيذ محطات معالجة المخلفات الصناعية بالمناطق الصناعية وفق ما جاء في نص المادة الـ35 من قانون حماية البيئة.
6 – ضرورة تركيب مجسات لقياس التلوث الناتج عن الانشطة المختلفة وربطها بشكل الكتروني مباشر مع الهيئة العامة للبيئة.
7 – ضرورة التوقف الفوري عن الغاء المحاليل الملحية الناتجة عن عمليات التناضح العكسي (مياه البراين) في منطقة جون الكويت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى