المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

سجلّ أوباما المؤسف.. ضعفه عرّض أمريكا وحلفاءها ودبلوماسيّيها للخطر

كتب الباحث إليوت أبرامز مقالاً في المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية ينتقد فيه طريقة تعاطي الرئيس الأسبق باراك أوباما مع ملفّي كوبا وإيران. وانطلق الأخير في مقاربته من أنّ الأمريكيين أخطأوا في السابق لذلك وجب عليهم محو أخطائهم القديمة. وانطلاقاً من تلك النظرة، ظهر ضعفه الواضح خلال محادثاته مع المسؤولين في كوبا وإيران.

حصلت إيران على العديد من المنافع الديبلوماسيّة والسياسيّة والتجاريّة من إدارة أوباما، لكن ما من إصلاح أو تغيير في السلوك

وتحدّث أوباما عن الجريمة الأمريكية في الإطاحة بمحمّد مصدّق، رئيس الوزراء الإيراني اليساري، سنة 1953. وبغضّ النظر عن الدراسات التي تشكّك بالتورّط الأمريكي في الموضوع، لم يكن أوباما يوماً مهتماً بالشعب الإيراني أو بجهود حماية حقوق الإنسان في إيران التي وصلت إلى حدّ الاختفاء. وظهرت لامبالاة أوباما خصوصاً حين انتفض الشعب الإيراني ضدّ النظام في يونيو (حزيران) 2009.

الفرضية الخاطئة نفسها 
يتابع أبرامز الكتابة عن أخطاء أوباما الكبيرة فانتقل للتطرّق إلى الموضوع الكوبي، حيث قدّم أوباما هدايا قيّمة من المال والشرعية لنظام كاسترو الوحشيّ. وسادت نفس الفرضيّة التي شاعت أثناء التعامل مع إيران، وهي أنّ الانفتاح على نظام كاسترو سيخفّف من طغيانه. لكن مع طهران، تمّ إثبات خطأ هذه الفرضيّة بسرعة. فالسياحة والتجارة والأموال الإضافيّة ذهبت مباشرة إلى خزينة الحكم الكوبيّ، بينما لم يستفد الشعب هناك بأي درجة من الحرّيّة.

موضة قديمة
يؤكّد الباحث أنّه كان بإمكان أوباما أن يفاوض بشكل أفضل. لقد أمكنه أن يقدّم ما قدّمه لكاسترو، لكن بشرط إطلاق سراح السجناء السياسيّين والسماح بحرّيّة الإنترنت. غير أنّه لم يفعل ذلك لأنّه كان قلقاً جدّاً من السير قدماً أو ما رآه على أنّه السير قدماً في العلاقات الأمريكية الكوبيّة. لقد اهتمّ أوباما بالتخلّص من السياسة الأمريكيّة تجاه كوبا في عهد الحرب الباردة. أمّا في ما خصّ حرّيّة الشعب الكوبي، فقد رأى ذلك موضة قديمة.

لا تغيير في إيران
اليوم، يرى العالم نتائج خطواته في الملفّين. لقد حصلت إيران على العديد من المنافع الدبلوماسيّة والسياسيّة والتجاريّة من إدارة أوباما، لكن ما من إصلاح أو تغيير في السلوك. ففي الداخل، ما زال القمع سيّئاً كما كان دوماً، وهذا في أفضل الأحوال. أمّا إقليميّاً فعدوانيّة نظام الملالي تزداد مع عدم تخلّيه عن طموحاته النوويّة. وما زالت طهران تحاول الاستفادة من المفاعلات النوويّة المتطوّرة والصواريخ البالستيّة الطويلة المدى.

استرداد الهدايا
وفي كوبا، لم يحدث أيّ تغيير أيضاً. فما زال النظام يدعم ديكتاتوريّة مادورو في فنزويلا كما يستمرّ في قمع وسجن وانتهاك حقوق الكوبيّين الذين يطالبون بالحرّيّة. من جهة أخرى، يتمّ حاليّاً استرداد هدايا أوباما من هافانا، إذ إنّ الإدارة تسحب معظم موظفيها من سفارتها في كوبا وأصدرت تحذيراً للأمريكيين من السفر بسبب الهجمات الخبيثة على الديبلوماسيّين الأمريكيّين هناك. وقد تعرّض هؤلاء لمشاكل صحّيّة بسبب “استهداف” بواسطة “هجمات محدّدة” كما كتبت صحيفة واشنطن بوست الأمريكيّة. كما أنّ صحّتهم قد تكون أسوأ ممّا أشارت إليه التقارير. بالطبع يقول النظام إنّه لا يعرف أيّ شيء عن الموضوع، لكنّ تدقيقه بالحادث غير موجود وهو يتمتّع بتاريخ طويل في مهاجمة الأمريكيّين كما يذكّر الباحث.

أوهام
لقد أدخل أوباما إلى سياسته الخارجيّة عنصراً هائلاً من الأيديولوجيا المغلوطة والتي كان هدفها الدائم بذل جهد لتصحيح أخطاء متوهّمة من الماضي الأمريكي. ويشير أبرامز إلى أنّ نتيجة هذه السياسة انتصار للأعداء مثل نظام الملالي في إيران وكوبا. ومن نتائج هذا السلوك أيضاً، التسبّب بأخطار للولايات المتّحدة ولحلفائها وحتى بالنسبة إلى دبلوماسيّيها كما هو حاصل اليوم. وختم مقاله كاتباً: “في كلّ من كوبا وإيران، إنّه سجلّ مؤسف”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى