المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

سعاد الحميضي نموذجا مشرّفا لكل إمرأة

• بقلم: سعد العنزي

بكل تأكيد أن أي إنسان لديه همه وطموح سيصل لهدفه ومبتغاه وان طال به الوقت، نظرا لأن الوصول بحد ذاته نصر وظفر وهو ما يسعى له كل ذو طموح وهمه، وبالتالي نرى هناك العديد من الشخصيات التي حفرت أسمها في صدر التاريخ، نتيجة للمناصب التي يبتؤونها جراء أحقيتهم لها لما يمتلكونه من مقومات جعلتهم موجودون في صفحات التاريخ.

أسوق هذه المقدمة للحديث عن شخصية الراحلة سعاد حمد الصالح الحميضي رحمها الله، سيدة أعمال كويتية تمتلك مجموعة من المجمعات التجارية والسكنية في الكويت وخارجها، من ضمنها فندق وبرج سكني في بيروت، وهي عضو اتحاد مالكي العقارات بالكويت. عضو مجلس إدارة بنك عودة في لبنان، وتملك حصصاً في العديد من البنوك في جميع أنحاء الكويت، وتعتبر هي أول كويتية مارست التجارة والاستثمار داخل الكويت وفي عدة دول عربية وأوروبية. كما تعد من أبرز المستثمرات في المجال العقاري، في قطاع المصارف والصناعة وغيرها، وتلقّب بسفيرة سيدات الأعمال الكويتيات.

عملت في بداية حياتها المهنية في البنك التجاري الذي أسسه والدها «حمد الحميضي» لمدة 10 سنوات. ثم ترأست إدارة مؤسسة والدها وتجارته واستثماراته بعد وفاته. في تلك المرحلة تجلى دور زوجها الشيخ جابر العلي السالم الصباح في دعمها وتشجيعها، فوصفته بأنه كان يتميز بالحكمة وببعد النظر والإلمام الشامل بمختلف القضايا، كما تضيف عنه قائلة: «لقد كان لتشجيعه ومساندته، وإفساحه المجال لي للسفر ومتابعة العمل داخل وخارج الكويت الأثر الكبير في حياتي المهنية. بعد رحيله، ترك فراغا كبيرا ليس على مستوى عائلته وأفراد أسرته فحسب، وإنما أيضا على مستوى الوطن».

لم تكن مسيرتها في العمل الحر سهلة، خاصة في البدايات لكونها أول كويتية تمارس العمل التجاري. فهي تقول أنها واجهت كثيرا من الصعوبات والتحديات، منها على سبيل المثال، نظرة المجتمع الكويتي في ذلك الوقت إلى عمل النساء. ولكنها تغلبت عليها مستعينة بالثقة بالنفس واحترام الذات والتفاني في العمل. كان النجاح حليفها في العمل حيث توسعت استثماراتها وتنوعت وانتشرت بدءا من الكويت إلى العديد من الدول العربية وفي مقدمتها لبنان. وكان الاحترام رفيق اسمها وشخصيتها لأنها تلتزم الصدق في المعاملة، تتبع نهج أهل التجار الأوائل من الآباء والأجدادِ. أما الجانب الإنساني من شخصيتها فإنه لا يقل غنى عن الجانب العملي، على مثال بناء المساجد ومساعدة المحتاجين.

وحول الجوائز التي كُرمت بها السيدة سعاد الحميضي رحمها الله أنها إحتلت المرتبة العاشرة ضمن تصنيف مجلة Arabian Business لأقوى امرأة عربية لعام 2013، كما تم تكريمها من خلال فعاليات منتدى المرأة العربية والمستقبل الذي أقيم في دبي عام 2007م، وقد قام رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، بتكريمها بشهادة شكر لمشاركتها في فيلم «أزمة المناخ وحقيقة ما جرى»، إلى ذلك قد تم تكريمها من قبل زوجة الرئيس المصري السابق سوزان مبارك في إحدى اجتماعات مجلس سيدات الأعمال العرب، وتقول في إحدى تصريحاتها الصحفية: «إن فكرة المجلس ممتازة لأنه يعطي حافزا لأعضائه للعمل والتواصل فيما بينهن، كما يؤكد لجميع دول العالم بأن النساء العربيات يخضن مجال الأعمال بجدارة، وأتمنى أن يتقدم المجلس نحو الأفضل وأن تتوالى اللقاءات والاجتماعات بين أعضائه، ليزداد التفاهم والتنسيق والتعاون بينهن حاضرا ومستقبلا والعمل على تلاقي وتصحيح أي أخطاء يمكن أن تقع.»

رحم الله السيده سعاد الحميضي بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته، فقد كانت مثالا يحتذى بها لكل من لديه همة وطموح من النساء، فهي من كسرت حاجز أن المرأة غير قادرة على التجارة وإدارة الأمور وغيرها، بل أثبتت أن المرأة قادرة على أن تثبت جدارتها في أي موقع تكون فيه، ولذلك أحببت أن اكتب عنها لما لسيرتها من تاريخ عطر ومشرف وحافل بالإنجازات والعطاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى