تثار الكثير من التساؤلات حول الأموال التي تصرف في سوق الانتقالات الصيفية والشتوية للاعبين في مختلف الدوريات العالمية، وأبرز تلك التساؤلات: ما المبلغ الذي يحصل عليه اللاعب من الانتقال؟ وآخر يتساءل هل اللاعب والنادي فقط من يتقاسمان تلك المبالغ؟ ومن الطرف الثالث المستفيد من أي صفقة تقام بين ناديين؟
لا يحصل اللاعب في أي عملية انتقال على مبلغ مالي، فجميع الأموال تذهب إلى النادي، أي أنه بمعنى آخر «يخرج من المولد بلا حمص»، وذلك لأن الصفقة تتم عبر شراء «عقد الملكية» ما بين الناديين فقط، فمثلاً تتوارد أنباء عن رغبة برشلونة بشراء فيراتي مقابل 50 مليون يورو، والحقيقة أن باريس سان جيرمان هو ما سيحصل على هذا المبلغ في حال إتمام الصفقة.
أما اللاعب، فسيحصل فقط على مزايا أخرى، تتعلّق بالراتب والسكن، وبعض المزايا التي تتعلّق بالبطولات، وأحياناً تفشل بعض الصفقات بسبب عدم الاتفاق على راتب اللاعب، وهو أمر دارج ويحدث، خصوصاً عند انتقال اللاعبين المشاهير إلى الأندية التي لا تمتلك موارد مالية كبيرة، فتعاني من أجل دفع رواتبهم العالية.
متى يستفيد اللاعب؟
يستطيع اللاعب أن يحصل على قيمة الصفقة في حالة واحدة وهي نهاية عقده مع ناديه الأصلي. هنا يستطيع الانتقال إلى أي ناد آخر من دون العودة إلى ناديه السابق والحصول على القيمة كاملة، والمثال الحالي على ذلك هو لاعب نادي يوفنتوس داني ألفيس الذي فسخ عقده مع ناديه وأصبح لاعباً حراً يستطيع الحصول على المبلغ الكامل من انتقاله إلى أي ناد. لذلك، تلجأ كثير من الأندية إلى بيع أي لاعب قبل نهاية عقده ومعرفتها المسبقة بعدم وجود رغبة مشتركة للتجديد، وأكبر مثال حالياً على ذلك هو نجم نادي أرسنال ومنتخب تشيلي أليكسيس سانشيز الذي ينتهي عقده يونيو 2018، ويتطلع المدفعجية لبيعه للاستفادة المادية منه، خصوصاً مع الأنباء التي تواردت حول رغبة اللاعب بالرحيل، وبدأ ناديا إنتر ميلان الإيطالي ومانشستر سيتي التحرك لضم هذا اللاعب بمبالغ فلكية!
الطرف الثالث
في أي صفقة هناك أطراف أخرى مستفيدة، وأول المستفيدين بلا شك وكيل اللاعب، ولا تتجاوز نسبته في أي صفقة %25. وبعض الصفقات فشلت فعلياً بسبب عدم الاتفاق على نسبة المتعهد، ويعد مينيو رايولا أحد أشهر المتعهدين ويحصل على نسب عالية من أي صفقة، أبرزها حصوله على %20 من قيمة صفقة انتقال الفرنسي بول بوغبا من يوفنتوس الإيطالي إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي، مما يعني أنه حصل على 26.9 مليون يورو من إجمالي الصفقة التي قدرت بـ120 مليون يورو.
هناك أطراف أخرى تستفيد غالباً من الانتقالات وهي أندية اللاعب السابقة، والتي تضع شروطاً معينة بأن تأخذ مبلغاً من أي صفقة انتقال مستقبلية للاعب، وهو أمر لا يحدث دائماً.. وإذا حدث، فالأمر يتعلّق بنسبة لا تتجاوز %30.
تحت الطاولة
تقوم بعض الأندية بدفع مبالغ «تحت الطاولة» للاعبين من أجل التمرد على أنديتهم حتى تستطيع الحصول عليهم، بينما تقوم أندية أخرى بإخفاء قيمة انتقال اللاعب بسبب الضرائب أو أمور أخرى، وأبرز الأمثلة على ذلك ما أثير حول إخفاء القيمة الحقيقية لانتقال البرازيلي نيمار من سانتوس إلى برشلونة الأسباني حتى لا يحصل صندوق الاستثمارات البرازيلي على نسبة أكبر من الصفقة، وحصل الصندوق على 5.5 ملايين من إجمالي 13 مليون جنيه إسترليني حصل عليها سانتوس، ولكنه يزعم تعرضه إلى الخداع من جانب ناديي برشلونة وسانتوس بإخفاء جزء من رسوم الانتقال للاعب، وأن هناك مبالغ لم ترصد في العقد أيضاً.
