المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

شخصيات كويتية لدول الخليج المتخاصمة: الصلح خير

حذّرت شخصيات كويتية، تضم اطيافاً من المهتمين بالشأن العام، من تفاقم أزمة الخلاف الناشب بين الأشقاء في السعودية والامارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى، معربة عن خشيتها من تحول الأمر الى تهديد لكيان مجلس التعاون الخليجي ومكوناته ومصالح شعوبه، في ظل الظروف الإقليمية والدولية الخطيرة، مناشدة زعماء وحكومات الدول المتخاصمة تجنيب المنطقة مخاطر إطالة الازمة، والعمل بجد لتفعيل مبادرة سمو أمير الكويت التصالحية بين الفرقاء، والمدعومة من توافق دولي كاسح، مما يرأب الصدع، ويعيد اللحمة بين الاشقاء.
وأكدت الشخصيات في بيان ممهور بتوقيع 53 شخصية دبلوماسية وأكاديمية وسياسية واعلامية أمس، ان تداعيات الخلاف بين الدول الخمس، تلقي بظلال من الشكوك حول مسيرة ومصير مجلس التعاون الخليجي الذي وضعنا ــــ ولا نزال نضع ــــ آمالا كبيرة لتطويره وتفعيله وتعميق أواصره لمصلحة شعوب المنطقة سياسيا واقتصاديا وأمنيا، معربين عن القلق من مرور وقت ليس بالقصير على استمرار القطيعة والوصول إلى طريق شبه مسدودة في البحث عن مخارج توافقية لها حتى الآن.
وشددوا على ان استمرار الازمة سيحوّلها الى معضلة غير قابلة للحل، ومفجّرة لنزيف لن يتوقف من جهة، وإذكاء فرص التوظيف السلبي لها من جهة اخرى من قبل قوى اقليمية ودولية تأمل في زيادة التوتر بين دول المنطقة، وتعميق الشكوك وترسيخ الحذر والترقّب تمهيدا لاستنزاف طاقات الاقليم الحيوية والاقتصادية والبشرية، وتعريض أمنه لمخاطر حقيقية، كما سيتم إشغاله عن مهماته الكبرى في الحفاظ على الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية لدول الخليج.
وقال الموقّعون على بيان مجموعة الـ 53: انه نظرا الى ما نؤمن به من نوايا نبيلة وفهم عاقل تقوم عليهما الجهود والمساعي التي يبذلها سمو امير البلاد في وساطته النزيهة بين الأطراف المتنازعة، مؤيدا بتوافق دولي كاسح على اهمية مبادرة الكويت التصالحية المستمدة من سياساتها التوافقية المعهودة، والتي تتعلق الآمال بإمكانيات نجاحها كمخرج رئيسي لتلك الازمة المتفاقمة، فإننا على يقين بأن تفعيل تلك المبادرة سيحقق رأب الصدع واعادة اللحمة والتوصل الى ارضية مشتركة تعيد المياه الى مجاريها، وتجنّب منطقتنا النتائج الخطيرة المحتملة والمتوقعة من تداعيات الأحداث في خليجنا العربي.
وناشد الموقعون زعماء وحكومات الدول المتخاصمة تجنيب المنطقة بحكمتهم مخاطر إطالة الازمة والتصعيدات القائمة في محيطها، والتي ستكون كارثية على الجميع، وتُسهّل من اختراق منطقتنا الحيوية، واستنزاف مواردها وتحقق مطامع اعدائها فيها، وتعرّض مصالح شعوبها لمخاطر لن تحمد عقباها.
كما نادوا بتفعيل القبول الجماعي للوساطة الحكيمة التي يرعاها سمو الامير وصولا الى جبر الفرقة بين الأشقاء ووقف النزيف وفقا لما أشار إليه سموّه في مؤتمره الصحافي الأخير في واشنطن، مهيبين بجميع المهتمين والمراقبين في دول الخليج توخّي الحذر من النفخ في نار الفرقة، وتأجيج المشاعر وإثارة الأحقاد، عوضا عن ترجيح الحكمة والتروّي والسعي نحو التهدئة، والنظر الى مستقبل المنطقة وأهلها كشعب واحد يعي مصالحه في التوافق والانسجام وحل الخلافات بآليات سياسية تبعده عن الفخاخ المنصوبة له من قوى ودول ومنظمات ترغب في هز استقراره واشاعة الفرقة بين مكوناته، تمهيدا لتمرير مصالحها المعلنة والخفيّة التي تصاحب المتغيرات الخطيرة والمتلاحقة حول هذا الاقليم الخليجي الحيوي.

جلسة حوارية
في غضون ذلك، ثمّن المتحدثون في جلسة حوارية، نظمتها كتلة الوحدة الدستورية (كود) أمس الأول، تحت عنوان «مجلس التعاون بين أزمة الخليج ومستقبل الشعوب»، مبادرة سمو الأمير لحل الأزمة الخليجية، مؤكدين ان الكويت كانت ولا تزال سبّاقة في عملية حل الازمات ومعروفة بحيادها في القضايا الدولية، ومشددين على ان الازمة لن تحل الا بالجلوس إلى طاولة واحدة، استنادا على مضامين الوساطة الكويتية.
ودعا وزير الاعلام الاسبق سامي النصف في كلمته في الجلسة، زعماء الدول المتخاصمة الى تغليب الحكمة ومصلحة شعوب المنطقة وعدم الانجرار الى ما لا تحمد عقباه، مشيرا الى ان تأسيس مجلس التعاون الخليجي جاء ليكون سدا منيعا لدوله وشعوبه خلال الحرب العراقية ـــــ الايرانية، كما كان صماما ايضا في ازمة غزو الكويت.
وذكر ان الازمة الحالية ستجعلنا نواجه تحديات كثيرة؛ أبرزها اقتصادية واولها النفطي، وان الخطر الآتي يكمن في هجرة الشركات مع انخفاض التصنيف امامها، في حين يكمن خطر أخر في ما تفعله بعض المحطات الاعلامية من مناوشات بين اشقاء وتضرب بعضهم بعضا، ناهيك عن صفقات الاسلحة في المنطقة مما يضعف وضعنا السياسي والاقتصادي امام الدول والشركات.
وشدد النصف على ان الخطر الذي يجب وضعه نصب اعيننا هو ان مجلس التعاون مستهدف، ولا بد من حل المشكلة الحالية بالجلوس إلى طاولة واحدة، كما لا بد من ان نتوحّد امام التحديات التي تواجهنا، فالمقاطعة لن تغير الاوضاع والحل في الإنصات إلى الوساطة الكويتية.

حياد إيجابي
بدوره، أكد المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج د.ظافر العجمي ان للحديث ثمناً وللصمت ثمناً، مشيدا بشجاعة الكويت وحيادها الايجابي المرتكز على دبلوماسية متزنة وراسخة، قوامها القوة الناعمة، فمنذ بروز الازمة سارع سمو الأمير بالتدخل لحلها تدريجياً ثم وصل الى مرحلة الوساطة، فنحن لا نريد ان تصل الى مؤتمرات دولية بتدخل من الغرب تقودنا الى الدوران في متاهات «جنيف 1 و2»… الخ.
من جهته، اعرب النائب الوزير السابق يعقوب الصانع عن ألمه من تفجر الازمة بين الاشقاء، محذرا من تدحرج الخلاف بينهم الى مناطق مظلمة، كما جرى في ليبيا وسوريا واليمن.
وقال: ان شعب الخليج العربي أحوج الى المليارات التي تذهب للتسلح، ولا يغيب عن الفطنة ان اول المستفيدين من الازمة الحالية هي دول إقليمية، ولا بد ان ننهي هذه الخلافات في أسرع وقت، وان يتم دعم مبادرة سمو الأمير وتأسيس مركز دراسات استراتيجية خليجي يقدّم حلولا لأي مشاكل تواجهنا في المستقبل.

الموقعون على البيان:

* فهد المعجل * السفير عبدالله بشارة * د. محمد الرميحي * محمد السنعوسي * عبدالوهاب الهارون * عبدالله الرومي * يوسف الجاسم * أحمد الصراف * سامي النصف * د. شملان العيسى * السفير خالد مقامس * د. موضي الحمود * موسى معرفي * عادل الزواوي * د. شيخة الجاسم * د. حامد الحمود * عماد السيف * د. بدر العيسى * خليل حيدر * إقبال الأحمد * نجيب الحميضي * عبدالرحمن النجار * محمد العجيري * د. طارق الدويسان * حامد السيف * عبدالله القندي * جاسم العون * د. عادل الصبيح * أحمد باقر * فيصل الخالد * فيصل الجزاف * عبدالمحسن مظفر * د. جاسم الخلف * أنور الياسين * د. محمد المقاطع * عادل السلطان * مسعود حيات *د. يوسف العوضي * عبدالمحسن حمادة * عبدالمجيد القطان * السفير فيصل الغيص * أحمد المسفر * صباح الريس * محمد الهاجري * سرور السامرائي * هشام السلطان * طلال الصالح * فهد المنيع * فهد الشرقاوي * السفير عادل العيار * سراج البكر * جعفر بهبهاني * بيبي عاشور.

لا لـ «تدويل» الأزمة

ذكر الموقعون على البيان، ان «شعوبا حولنا أهدرت الكثير من مواردها ودماء أبنائها وفرّطّت في استقلالها السياسي، بسبب تفرّقها واحترابها وانعدام ركونها الى الأمر الوازن في علاقاتها الداخلية والخارجية، لذا فإنه من المؤكد ان من رجاحة الرأي ان ندعو الجميع الى تبصّر المخاطر في استمرار الأزمة واحتمالات تدويلها، وكلما أسرعنا في محاصرتها وتذويب اثارها السلبية، استطعنا تحصين مصالح شعبنا الخليجي الواحد وتعظيمها لا تحطيمها، لأن ما يجمعنا اكثر مما يفرّقنا، وما يهدّدنا يتفاقم بفرقتنا، ويقضي على سبل قوّتنا ويغري أعداءنا فينا».

تقوية «التعاون» لا إضعافه

ذكر يعقوب الصانع ان شعوب دول الخليج ترتبط ارتباطا وثيقا، ويجمعهم مصير واحد، ونحن لا نريد ان يقودنا الخلاف الحالي الى انهيار منظومة مجلس التعاون الخليجي، بل نريد بقاء الكيان وتقويته لا اضعافه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى