المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

امن ومحاكم

عاقون يردون حنان الأم وكفاح الأب بطعنات قاتلة.. ومختصون يفندون الأسباب

حنان الأم وكفاح الأب أمران يجعلان من الوالدين في انتظار الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة من فلذات كبدهما كنوع من الثواب والجزاء لهما نظير صبرهما على تربيتهم، لكن مؤخرا بات هذا الانتظار وبالاً عليهما ووجدا عكس ما كانا يتمنيان، حيث هزت مكة المكرمة والطائف جريمتي قتل بشعة راح ضحيتها آباء وأمهات وكانت (السكين) هي الآلة المشتركة بين الجريمتين.
ففي الأولى قام مؤخراً أحد الأبناء بقتل والده وإصابة والدته بسكين في مكة المكرمة، بينما أقدم شاب في العقد الثالث من العمر على قتل والدته ووالده عصر أمس باستخدام السكين أيضاً داخل شقّة سكنية في حي السحيلي بالطائف.
(الجزيرة أونلاين) ناقشت هذه القضيتين مع عدد من المختصين التربويين والقانونيين، حيث أوضحوا أن المرض النفسي لا يعفي صاحبه من الحكم الشرعي مفندين أسباب عقوق الأبناء لوالديهم.
في البدء يقول أستاذ الأسس الفلسفية والاجتماعية والتاريخية للتربية بجامعة أم القرى سابقا ورئيس حي الإسكان بمكة الدكتور نجم الدين الانديجانى، إن مثل هذه الجرائم المجتمعية والتي بدأت تظهر في مجتمعنا في الفترة الأخيرة تعتبر من الجرائم غير المتوقعة والمألوفة على مجتمعنا ولعل السبب في ذلك تساهل الوالدين في متابعة أولادهم واتخاذ القرار الصحيح تجاههم فترك الأولاد دون مراقبتهم ومحاسبتهم وأيضا إذا استدعى الأمر إبلاغ الجهات المختصة عنهم مثل جهاز مكافحة المخدرات أو وزارة الداخلية من قبيل العطف والمحبة كل ذلك يؤدى إلى مثل هذه الجرائم الفظيعة التي لا يمكن أن يصدقها العقل، مبينا أن دور الوالدين في وقتنا الحاضر الحذر مما ينتاب أولادنا من تغيرات في الجانب النفسي والمزاجي والتقلبات الفكرية التي قد يلاحظونها على أولادهم واتخاذ قرارات حازمة اتجاهها وعدم التساهل في ذلك وإلا سيكونون ضحية لمثل هذه الجرائم، فأولادنا أمانة لدينا كأسره نرعاهم ونقدم لهم كل ما يحتاجونه من رعاية ودعم مادي ومعنوي إذا كانوا أسوياء، أما إذا كانوا غير أسوياء، فعلى الأسرة الإبلاغ عنهم لجهات الاختصاص، فلقد زادت ماسينا الأسرية المؤلمة والمفجعة في الآونة الأخيرة مشدد على الحد من مثل هذه الجرائم المؤلمة.
ومن جهته، يبين الاستشاري الاجتماعي في مجال الأسرة والطفولة أنس عاشور، أن معظم حالات العقوق من أفراد لديهم مشاكل نفسية أو عقلية أو من مدمني المخدرات والمسكرات عقلية أو نفسية أو من مدمني المخدرات وكذلك عدم وعي الأبناء بأهمية البر وقيمته الإسلامية والإهمال في التوعية وأيضا التدليل الزائد أو العنف يعتبر من أسباب عقوق الأبناء لآبائهم وأمهاتهم.
إلى ذلك، أوضح رئيس لجنة المحامين في الغرفة التجارية والصناعية بمكة المكرمة المحامي ناصر التويم أن المرضى النفسيين الذين قاموا بمثل تلك الجرائم، لا يعفيهم المرض مما ارتكبوه من جناية، وفي مثل تلك الحالة يعاقب من قام بتلك الجناية حتى وان كان مريضا نفسيا بتنفيذ حكم القصاص في حقه، وتوجد سوابق قضائية مماثلة لمثل تلك لقضية نفذت في حقهم أحكام القصاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى