المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

طب وصحة

عدوى الخميرة… افهميها وعالجيها طبيعياً

عدوى الخميرة مشكلة شائعة تسبّب الألم والحكة وتؤثّر في البالغين والأطفال، ولكن الرضع والأطفال الصغار أكثر عرضة للإصابة بها. تعرّفي الى هذا الداء وأسبابه وعلاجاته.

تنتج عدوى الخميرة عن نمو نوع من الفطريات يدعى كانديدا Candida بشكل خارج عن السيطرة. تصيب العدوى هذه أماكن كثيرة في الجسم، ولكنها تستهدف الجلد في المقام الأول.
تميل عدوى الخميرة إلى الظهور والازدهار في مناطق الجسم الرطبة والدافئة، ومنها الإبط ومناطق الجلد الموجودة تحت الحفاضة. وهذا ما يجعل الأطفال الصغار عرضة للإصابة بها أكثر من البالغين.
ومع تعمّق معرفة العلماء بالنظام البيئي الداخلي للجسم، يزداد فهمهم لكيفية بدء هذه الإصابات وكذلك كيفية علاجها.
في الوقت نفسه، لا تزال العلاجات الطبيعية أو المنزلية تقليداً قديماً يعتمده كثير من الناس. وعلى الرغم من غياب دليل واضح يؤكّد فائدة العلاجات التكميلية هذه، إلّا أن نتائج بعض الأبحاث التي أُجريت حولها مشجّعة.
سنتناول في ما يلي أسباب التهابات الخميرة لدى الأطفال وكيفية علاجها.

الحفاظات

تُعتبر الحفاظات أبرز مسبّبات عدوى الخميرة التي تصيب الرضع والأطفال الصغار.
وتحدث العدوى تحديداً عندما تبقى الحفاظة الرطبة أو المتسخة على الجلد لفترة طويلة.

يتساوى خطر الإصابة بعدوى الخميرة عند استخدام حفاظات من القماش أو حفاضات يمكن التخلص منها.
الملابس الداخلية المتسخة أو المبللة خطرة أيضاً، إلّا أنها أقل خطراً من الحفاظات.

تغييرات في الميكروبيوم

يصف مصطلح microbiome النظام البيئي المترامي الأطراف للفطريات والبكتيريا والفيروسات والكائنات الدقيقة الأخرى الموجودة داخل الجسم في جميع الأوقات. وتجدر الإشارة هنا إلى أن جميع النباتات والحيوانات لديها ميكروبيوم.
ليس الميكروبيوم غير ضارّ فحسب، ولكنه مهم جداً لعدة وظائف جسدية.
وفق العلماء، يؤدي اختلال توازن الميكروبوميوم من حين لآخر إلى نمو خلايا الخميرة وتكاثرها. تفترض النظرية هذه أن الخميرة الزائدة تمر عبر الجهاز الهضمي وتسهم في تحفيز الإصابة بعدوى الخميرة عندما تترك الجسم.

مضادات حيوية

قد يؤدّي تناول المضادات الحيوية إلى اختلال التوازن بين البكتيريا والخميرة.
الغرض من تناول المضادات الحيوية هو قتل البكتيريا الضارة التي تتكاثر أثناء العدوى، وهو أمر ضروري لاستعادة الشخص لصحته الكاملة.
ومع ذلك، قد تقتل المضادات الحيوية البكتيريا المفيدة التي تساعد الجسم على أداء وظائفه اليومية أيضاً، ما يسمح للخميرة بالتكاثر بسبب غيابها.

لذلك، قد يصاب الأطفال الصغار الذين يتناولون المضادات الحيوية أحياناً بعدوى الخميرة نتيجة موت البكتيريا الجيدة.
كما قد تستهدف عدوى الخميرة الجلد حول حلمتي الأم التي تناولت المضادات الحيوية، ومن ثم تُمرّر إلى الرضيع أو الطفل الصغير عبر الرضاعة الطبيعية.

عدوى الخميرة وطفح الحفاضات

في بعض الأحيان، قد يخلط الناس بين عدوى الخميرة وأنواع أخرى من الطفح الجلدي الناتج عن استخدام الحفاضات.
النوع الأكثر شيوعاً من طفح الحفاضات هو حالة مؤلمة سببها الحك والتهيج، ولكنها أقل خطورة من عدوى الخميرة.
إذا كان الطفح أحمر فاتح مع وجود نقاط حمراء صغيرة حول الحواف، فمن المحتمل أن تكون عدوى الخميرة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن عدوى الخميرة لا تستجيب لكريم الحفاضات.

علاجات طبيعية ومنزلية

غالباً ما يكون علاج عدوى الخميرة بسيطاً وغير مكلف، وخصوصاً حين يتعلّق الأمر بتخفيف الأعراض.
يستخدم الناس تقليدياً العلاجات المنزلية التالية لتخفيف أعراض عدوى الخميرة وتسريع عمليّة الشفاء:

خل التفاح: أضيفي كوباً من الخل هذا إلى ماء الحمام.

الثوم: أمزجي فص ثوم نيء مع طعام الطفل الصغير، أو إهرسيه وضعيه في معجون ومدّيه على المنطقة المصابة من الجلد.

زيت شجرة الشاي: إغلي نصف كوب من الماء واتركيه ليبرد. أضيفي 5 قطرات من زيت شجرة الشاي واستخدمي السائل لتنظيف المنطقة المصابة.

دقيق الشوفان: قد يساعد دقيق الشوفان في تخفيف أعراض عدوى الخميرة. ضعي نصف كوب منه في كيس من القماش القطني أو كيس صغير مماثل وأسقطيه في ماء الحمام.
زيت الأوريغانو: ثمة بعض الأدلة المختبرية على احتمال كون زيت الأوريغانو علاجاً فعالاً للعدوى الفطرية.
ومع ذلك، لا يزال من الضروري تأكيد ذلك عبر دراسات تُجرى على البشر.

ليست العلاجات هذه علمية، ولا توجد أدلة كثيرة تدعمها. ومع ذلك، يُعتبر الخطر الناتج عن اعتماد أي منها ضئيلاً للغاية.

ولكن يُستحسن التأكد من غياب أي أعراض حساسية ناتجة عن استخدامها، بما في ذلك تفاقم حالة الطفح الجلدي بدلاً من تحسّنها.

الوقاية

على الرغم من إمكان علاج عدوى الخميرة، يُستحسن تجنّب الإصابة بها في المقام الأول.
يساعد تغيير حفاضات الطفل بانتظام وإبقاء المنطقة الموجودة تحتها نظيفة في منع حدوث العدوى وتفاقمها. كما يمكن لأطباء الأطفال العمل مع الأسر للتأكد من عدم الافراط في استخدام المضادات الحيوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى