المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

علمي أطفالك كيف يتعاملون مع الخيبة

 

خسر عبد الله ابن سميرة لعبة هي كناية عن سيارة صغيرة فقد داس أبوه على السيارة دون قصد فتحطمت الى قطع ما كان بالامكان إعادة جمعها. استاء عبد الله بشدّة رغم صغر سنه.

احتارت سميرة كيف تتعامل مع الأمر.
ورغم أن شراء سيارة أخرى كان إمكانية واردة إلا انّ المحال كانت مقفلة في تلك الساعة من الليل وكانوا في منطقة بعيدة عن المدينة.

قد تمطر في يوم عطلة على الشاطئ، أو تنكسر أقلام التلوين، أو تُستنزَف بطاريات الألعاب وقد يصبح الأصدقاء أعداءً وتنتهي العلاقات مع الأحباء أو يرسب الأولاد في الامتحانات.
إذا لم يتعلم الأولاد كيفية التعامل مع الخيبة منذ سن مبكرة، لن يجيدوا التكيّف مع وضعهم حين يواجهون خيبات كبرى في سن الرشد.
يقول روي بوميستر، وهو اختصاصي في علم النفس الاجتماعي ومؤلف كتاب Willpower: Rediscovering Greatest Human Strength (قوة الإرادة: إعادة اكتشاف أعظم قوة بشرية): “يواجه جميع الناس الخيبات في حياتهم، لذا يجب أن يجيدوا التعامل معها”.
واكتشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة أريزونا أن الأولاد الذين يتلقون حماية مفرطة من أهاليهم ولا يواجهون مواقف مخيّبة للآمال يشعرون بأنهم يستحقون المكافآت بشكلٍ مبالغ فيه. لكنهم يصبحون في سن الرشد أقل ثقة في قدرتهم على تجاوز التحديات بنفسهم.
وتقول مادلين ليفاين، وهي كاتبة من سان فرانسيسكو ومن أعمالها The Price of Privilege(ثمن الامتياز) و Teach Your Children Well(علّموا أولادكم جيداً): “لا تصيب الخيبة الأولاد حصراً بل تطاول الناس كلهم يومياً، بدءاً من عمر مبكر جداً”. يكفي أن يبكي الطفل وتتأخري في الوصول لحمله لثلاثين ثانية أو يكفي أن يعجز عن الزحف باتجاه لعبته كي يشعر بالخيبة.

وتضيف ليفاين: “يجب أن نجعل الخيبة جزءاً طبيعياً من حياتنا منذ مرحلة مبكرة… تماماً كاللقاحات”.
لذا تقترح ليفاين استعمال خيبات تناسب كلّ عمر، كرفض إعطاء السكاكر للأولاد كي يزيدوا قدرتهم على مواجهة الخيبات الكبرى في مرحلة لاحقة من حياتهم كالانفصال عن الحبيب: “سنقدّم خدمة كبيرة لأولادنا حين نساعدهم على استعمال قدراتهم الخاصة لحل المشاكل”.

خطة مفيدة

مهما جرى أفضل أمر هو ألا نلتزم بخطة مشابهة: عمدت أم إلى تنظيم حفلة فخمة لأن ابنها البالغ من العمر 11 عاماً لم يتلقَ دعوة لحضور حفلة عيد ميلاد رفيقته، ودعت إليها الأولاد نفسهم. تقول ليفاين: “هذا النمط من التفكير مريع بالنسبة إلى الطفل لأنه يحمل طابعاً انتقامياً ولن يساعده هذا السلوك على التفكير بعمق وطرح الأسئلة المناسبة: “هل من سبب لعدم دعوتي؟ ما أهمية الدعوة بالنسبة إليّ؟ قد تساعدنا لائحة من الخطوات الفاعلة على التعامل مع مشاعر الخيبة”.
لذا يجب أن تتحمّلي الموقف حين يكون أولادك مستائين.
شبّهت سميرة الوضع بتجربة عاشتها في حصة علم الأحياء في المدرسة، إذ لم يُسْمَح لها حينها بمساعدة صوص على الخروج من البيضة. لو أنها ساعدته، كان الصوص لينفق. أوضحت: “كان يحتاج إلى التدرّب. يسمح له الضغط على القشرة بتقوية عضلاته والوقوف والمشي واستجماع نفسه”.

نصائح

بالنسبة إلى الأهالي، لا سيما أولئك الذين اعتادوا على إنقاذ أولادهم دوماً، لا يفوت الأوان مطلقاً لتقوية قدرة الأولاد على تحمّل الخيبات.
يمكنك أن تبدئي بالفروض المنزلية أو الروتين الصباحي.
لا تهرعي إلى مساعدة ابنك في فروضه المنزلية، واسمحي لابنتك ببذل الجهود كي ترتدي ملابسها بنفسها.
لا داعي للإعلان عن حدوث تغيرات كبرى في المرحلة المقبلة بل تكون الخطوات البسيطة والتدريجية مفيدة.
تقترح سميرة أيضاً تقديم الدعم للأولاد حين تبدأ مرحلة التغيير.
يتعلق أصعب جزء في هذه المرحلة بالخوف من تخييب أمل الأبناء أو فقدان حبهم.
لكن لن تتحقق هذه التوقعات السلبية ويمكن أن يساعدك أحد أصدقائك أو معالج نفسي على تطبيق المقاربة المناسبة دوماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى