المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار المملكة

“على الباغي تدور الدوائر” من أكثر الأمثال التي قيلت في الظلم.. هنا قصته

يضرب فيمن يتعدّى ويظلم الغير فيعود عليه فعله

يعدّ المثل “على الباغي تدور الدوائر” من أكثر الأمثال التي قيلت في الظلم والبغي، فمن يَظلم يُظلم ولو بعد حين، وقد حذر الله سبحانه وتعالى عباده من هذه الصفة الذميمة والفعل الرديء، وقد ورد ذلك في العديد من السور كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}وفي هذه الآية يُرجع الله ضرر الباغي على نفسه، لكي يعتبر الظالمون.

وعن قصة المثل: يَرْوي أبو نعيم بن عبدالله الأصبهاني في كتابه “حلية الأولياء وطبقات الأصفياء” قصةً لهذا المثل، يقول فيها بكر بن عبدالله: إنه كان هناك ملك فيمن طواهم التاريخ من قبل، وكان له حاجب يقرّبه ويدنيه منه، وقد كان حاجبًا خيّرًا يدعو الملك للإحسان للمحسن والكف عن المسيء.

وكان في بلاط الملك رجل آخر سيء النفس حسود الطباع، لم يُرضِه قربُ الحاجب من السلطان، فحسده على ما هو فيه وأوقع بينه وبين الملك، فسعى إلى الملك وقال له: إن الحاجب يخبر الناس أنك أبخر، وأبخر تعني ذا فم كريه الرائحة، فسأله الملك على دليل صدقه، فقال له الساعي: حينما تقربه منك لتحدثه فإنه يقبض على أنفه.

قال: فذهب الساعي فدعا الحاجب إلى دعوته، واتّخذ مرقة وأكثر فيها الثوم، فلما أن كان من الغد دخل الحاجب، فأدناه الملك ليكلمه بشيء، فقبض على فيه، فقال الملك: تنَحَّ، فدعا بالدواة، وكتب له كتابًا وختمه، وقال: اذهب بهذا إلى فلان، وكانت جائزته مئة ألف، فلما أن خرج استقبله الساعي فقال: أي شيء هذا؟ قال: قد دفعه إليَّ الملك، فاستوهبه، فوهبه له، فأخذ الكتاب ومرَّ به إلى فلان، فلما أن فتحوا الكتاب دعوا بالذباحين، فقال: اتقوا الله يا قوم؛ فإن هذا غلط وقع علي، وعاوِدوا الملك! فقالوا: لا يتهيأ لنا معاودة الملك، وكان في الكتاب: إذا أتاكم حامل كتابي هذا، فاذبحوه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى