المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

عمادي يحذّر من الإشاعات والتغريدات منعاً لانتشار الفتن

  • من علامات الطيش وقلة العقل والحرمان أن يطلق الإنسان لسانه في كل جليل وحقير بلا ترو ولا تثبت\
  • اللسان من أكثر ما يدخل الناس النار ويجلب عليهم سخط الجبار

 

حذر وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية م ..فريد عمادي من الإشاعات، مشددا على ان تغريدة قد تحدث فتنة عمياء، ولفت الى ان كلمة تحمي شعبا وأمة من خطر عظيم.

ودعا عمادي خلال خطبة الجمعة امس بمسجد جابر العلي الى ضرورة ان يكون الإنسان أداة إصلاح وليس تخريب بين الشعوب والحذر من الحملات الإعلامية المغرضة والقنوات الفضائية المسفة وفيما يلي نص الخطبة:

«الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام وأعزنا به قوة وإيمانا، وألف بين قلوبنا فجعلنا أحبة وإخوانا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل كتابه هدى ورحمة وتبيانا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، ژ وعلى آله وأصحابه الذين كانوا له على الحق إخوانا وأعوانا.
أما بعد:

فاتقوا الله الذي خلقكم، واستعينوا على طاعته بما رزقكم، واشكروه على نعمه كما أمركم، يزدكم من فضله كما وعدكم، وقابلوا نعمه بالشكر والعرفان: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) (المائدة: 2).

معاشر المسلمين:

لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وكرمه على كثير ممن خلق أفضل تكريم، وخلق له السمع والبصر والفؤاد وزاده تكميلا، وجعله على ذلك كله مؤتمنا ومسؤولا، قال تعالى: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) (النحل: 78).

فأمره الله سبحانه وتعالى بشكر هذه النعم ودوام ذكرها، وحذره من جحودها ونسيانها وكفرها، فإن حفظها وأدى حقها كان من أهل الربح والكرامة، وإن ضيعها وبخسها حقها كان من أهل الخسارة والندامة، حيث يقول الرب جل جلاله: (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين) (النور: 24-25).

ونهاه الله تعالى عن الخوض فيما لا علم له فيه، وعن التعرض لما لا يعنيه أو يجر الأذى إليه، فقال سبحانه: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) (الإسراء: 36).

وإن من علامات الطيش وقلة العقل والحرمان، ومن ضعف الفطنة والحكمة في الإنسان: أن يطلق لسانه في كل جليل وحقير، وفي كل صغير وكبير، يحدث بلا ترو ولا تثبت، ويرسل الأخبار على عواهنها بلا تحقق، ويخوض في أعراض الناس بلا وجل ولا تمحيص، وهذا كله من علامات النفاق المخيف، التي حذر منها الشرع الحنيف، وأي عيب في المرء أقبح من الكذب؟!، وأي ذنب فيه أشنع من ترويج الإشاعات، لإفساد الأفراد والفتك بالمجتمعات، والتحريض على الفتنة والتحريش بين الناس؟! وهذا من سبيل أهل النار عياذا بالله!!

إخوة الإيمان:

إن أخطر ما في الإنسان هو جارحة اللسان، إذ به تستقيم الأعضاء أو تعوج، وبه يكرم المرء أو يهان، عن أبي سعيد الخدري ÿ أن النبي ژ قال: «إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا» (رواه الترمذي وحسنه الألباني).

وهو من أكثر ما يدخل الناس النار، ويجلب عليهم سخط الجبار، فعن أبي هريرة ÿ قال: سئل النبي ژ عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، قال: «التقوى وحسن الخلق» وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: «الأجوفان: الفم والفرج» (رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي).

ومن هنا أمر الشرع المطهر بحفظ اللسان وحذر من إطلاق العنان له، لئلا يسلك بصاحبه سوء المسالك ويورده شر المهالك، فعن معاذ بن جبل ÿ أن النبي ژ أخذ بلسانه فقال: «كف عليك هذا»، فقلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم»؟ (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح).

ولا ينحصر هذا الخطر العظيم باللسان فحسب، بل يتحمل الإنسان ما يخطه البنان، وما ترتكبه سائر الجوارح والأركان، فمن يكتب فهو مسؤول عن كتابته خيرا أو شرا، في الصحف أو المجلات، أو وسائل التواصل، فإن من الناس من يستهين بنقل الأحاديث الكاذبة والقصص والحكايات النادرة، والأخبار المرسلة بغير دليل ولا تثبت، فيروجون للباطل والكذب من حيث يشعرون أو لا يشعرون، وما دروا أن مثل هذه الأباطيل والأضاليل تنتشر انتشار الضوء في الآفاق بضغطة زر أو لمسة إصبع، وقد توعد الشرع من فعل ذلك بالعقاب الأليم، روى البخاري ومسلم بسنديهما عن سمرة بن جندب ÿ قال: قال النبي ژ: «إنه أتاني الليلة آتيان، وإنهما ابتعثاني، وإنهما قالا لي انطلق، وإني انطلقت معهما.. إلى أن قال: «فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه»، قال: «ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثلما فعل المرة الأولى» قال: حتى رأى مناظر ومشاهد عديدة ثم أخبره بها ومنها ما قال: «وأما الرجل الذي أتيت عليه، يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى