المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

عنايتي: رؤية الأمير للحوار الخليجي ـ الإيراني ستُثمر

 

أكد السفير الإيراني لدى البلاد، د. علي رضا عنايتي، أهمية دور سمو أمير البلاد في دفع وتيرة الحوار الخليجي – الإيراني، مشيراً إلى أن الرسالة التي حملها من مجلس التعاون الخليجي إلى الرئيس الإيراني د. حسن روحاني
«لا تزال حية، وستثمر عاجلاً أم آجلاً».
وبينما شدد عنايتي على التزام بلاده بالحوار وتمسكها به، نفى أي تهديدات إيرانية بإغلاق مضيق هرمز في وجه ناقلات النفط، مشيراً إلى تطلع بلاده إلى قبول سمو أمير البلاد المشاركة في القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي التي ينتظر أن تحتضنها بلاده في الفترة بين 13 و15 أكتوبر المقبل.
وقال إن العلاقات الإيرانية – الكويتية متجذرة في التاريخ والجغرافيا والأصول والنسب والثقافة، وكلّما عُدنا إلى الوراء، وجدنا أن هذا التواصل والتجذّر والتشابك موجود في العلاقات بين البلدين. وفي ما يلي نص المقابلة:

• كما تلاحظون تعيش المنطقة على وقع تطورات عديدة.. كيف ترون مستوى العلاقات الكويتية – الإيرانية في هذه الظروف؟
ــــ العلاقات الإيرانية – الكويتية متجذرة في التاريخ والجغرافيا والأصول والنسب والعرق والدم والثقافة وفي العلاقات الاجتماعية، وكلّما عُدنا إلى الوراء، سنجد أن هذا التواصل والتجذّر والتشابك موجود في العلاقات بين البلدين. ولا تقتصر هذه العلاقات على الأمور البروتوكولية والسياسية والتجارية، فالعلاقات أعمق بكثير، وكأنها شجرة ضخمة ترتوي من جذور، ونحن اليوم نستظل بظلها، وقِدمها يجعلنا نعيش في كنفها، وإن حصلت تغيّرات ومطبات في بعض أجزاء هذا الترابط، فما نراهن عليه هو هذه الجذور والأصول وهذه الشجرة المباركة والقوية والمستقوية بذاتها، والتي سمحت لنا بأن نستذكر بالأصول الإيرانية والجالية الإيرانية الأولى، التي اندمجت في المجتمع الكويتي وأصبح أفرادها مواطنين كويتيين، وأيضا الجالية الإيرانية الوافدة، التي لها دور في دفع الاقتصاد والتجارة، ونحن فخورون بالترابطات الإيرانية والكويتية بأصولها وثقافتها وهذه القواسم المشتركة، هي التي أدت إلى التشابك مع هذا البلد المعطاء.
وأما ما يتعلق بالعلاقات السیاسیة والاقتصادية، فهي علاقات طبيعية واعتیادیة، حيث تجري الاستشارات بين البلدين، على مختلف المستويات، وهناك دعوات متبادلة وتعاون إقليمي ودولي، وبعد فترة نستضيف منتدى حوار التعاون الآسيوي، ووجهنا دعوة إلى سمو أمير الكويت لزيارة إيران، وحضور فعاليات المنتدى لإثرائه، كما أُجري مشاورات باستمرار مع اخواننا بالخارجية، لكن رأيي هو أن هذه العلاقات يمكن أن تتطور أكثر فأكثر، وتجد مساحات عدة في جميع الصعد، لكننا نسير جميعنا وفق ما هو مقرر، وان شاء الله ستستمر هذه العلاقات وتزدهر، وأنا واثق بأن ذلك ماضٍ في طريق التحقق.

مكافحة الإرهاب
اوضح السفير على عنايتي ان التعاون بين ايران والكويت في مجال مكافحة الارهاب وغسيل الاموال يتم عبر تبادل الرؤى، كاطار عام، وذلك لعدم وجود اتفاقية أو لجنة بين البلدين تُعنى بهذا الأمر، لكن كإطار عام نحن نتبادل الرؤى، ونسعى إلى تعزيز التعاون في هذا المجال، سواء عبر الاجتماعات الثنائية أو في المحافل الاقليمية. وإيران ملتزمة بأدوات مكافحة غسل الأموال، ويدرس مجلس الشورى الاسلامي ومجلس خبراء الدستور في الوقت الراهن التحاق إيران بالاتفاقية الدولية لمكافحة غسل الأموال، أما الإرهاب فقد عانت إيران منه، وهي متفاعلة في مكافحته، رغم كونها ليست عضوا في التحالفات الدولية، لكنها قامت بواجبها حين طُلب منها ذلك، فبناءً على طلب الحكومتين العراقية والسورية، دخلت هذا المجال، وأوفدت مستشارين، وبذلت جهوداً مضنية لدحر الإرهاب، الذي يعتبر خصماً للجميع، يحتاج مكافحته إلى عمل جماعي، وبفضل جميع الجهود التي بذلت تم القضاء عليه، وكلنا أكثر يقظة وحذراً من أن مكافحة الإرهاب لا تتمثل في المكافحة الميدانية فحسب، بل بتجفيف جذوره وتمويله وجميع أشكاله لكي لا ينمو، وإيران جادة في هذا المجال ومستعدة لعمل جماعي مع جيرانها ودول الإقليم لمكافحة هذه الظاهرة والتوافق الأمني للقضاء على هذا الشر.

تجارة تقليدية
• ما حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
ــــ لا يتعدى حجم التبادل التجاري بين الكويت وإيران 200 مليون دولار سنوياً، وترتبط بالتجارة التقليدية كبعض المحاصيل الزراعية والثروة السمكية والاسمنت والجبس والمواد الغذائية والسجاد، لكن الطاقة الموجودة أكبر بكثير مما نقوم به الآن، ويحتاج الوضع إلى تنشيط العملية التجارية عبر اللجنة الاقتصادية المشتركة، وهي الآن غير مفعلة، وربما بتفعيلها تتوسع آفاق التبادل التجاري بين البلدين.
• هل هناك استثمارات كويتية في إيران؟
ــــ ليست لدينا إحصائيات خاصة بالاستثمارات الكويتية في إيران، لكن المجال خصب لدخول الاستثمار الكويتي لإيران، لكن ليس لنا أرقام.

مبادرة متقدمة
• هل ما زال هناك حديث عن حوار خليجي ــــ إيراني سواء في إيران أو بالكويت، بعد كل هذه التطورات الاقليمية وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني؟
ــــ مبادرة مجلس التعاون الخليجي بالتحاور مع إيران والرسالة التي نقلها سمو أمير الكويت هي مبادرة إيجابية ومتقدمة جدا، لأن الحوار يأتي بالثمار عمليا. ولما نتحدث عن الحوار، فهو ليس هدفا وانما وسيلة للوصول إلى غايات محددة، ونحن رحبنا بذلك، حيث ردت إيران التحية بتحيتين، الأولى تتمثل في زيارة الرئيس د. حسن روحاني إلى الكويت بعد ثلاثة أشهر من تسلم الرسالة الخليجية، ليبارك هذه الفكرة التي تهدف إلى إيصالنا إلى بر الأمان، وكان النقاش مثمرا ومحفوفا بالرؤى، لدفع هذا الحوار ومراجعة التحديات التي تواجهنا. وبعدها ردت إيران ثانية برسالة إلى سمو أمير البلاد، والرسالة مرحب بها من جميع الأوساط الإيرانية التي رأت فيها توجها ايجابيا ومتقنا في إدارة ما نواجهه في الإقليم. أما الرهان على الحوار، فهو رهان على جواد فائز، ونحن نرى أن هذا التوجه لا يزال موجودا، أي لا بد من ضرورة الحوار وتفعيله وإثرائه، ولكن طبعا في بعض الأحيان تحصل ظروف خارج تصورنا وتؤثر على أمر ما، ولكن المهم هو أن تلك الآلية هي وسيلة حضارية لمعالجة المشاكل، وكلنا نعترف بأن الاقليم في موقع لا يحسد عليه من حيث التحديات والقضايا العالقة، ولا يغلق ملف إلا ويفتح آخر وبكثرة هذه الملفات وغموضها وعدم معالجتها يبحث الحكماء عن حلول لتنتهي وتغلق كل الملفات واحدا تلو الآخر، ونحن مع الحوار ولسنا متزمتين سياسيا، ونرى أن السياسة هي المرونة والتعايش والبحث عن سبيل انفع لا يشعر فيه أي طرف بالخسارة، لأن الحوار يقوم على مبدأ «رابح رابح».

جدوى الحوار
• لكن هل الحوار ممكن في مثل هذه الظروف؟
ــــ نعم ولم لا؟ الحوار يتم اللجوء إليه في جميع الظروف لحل المشاكل ولرقي العلاقات، وقبل فترة قرأت مقالا للدكتور عبدالله بشارة أكد فيه على الحوار والتفاهم، وثمنت رؤيته الحوارية في تعقيب نشرته القبس مشكورة، أكدت فيه أن هناك حوارين، واحداً لدرء المفسدة وآخر لجلب المنفعة، فلو سادت المفسدة والاضطرابات والمشاكل، فالأجدر أن يجتمع الحكماء والقادة والسياسيون وجميع الأطراف إلى طاولة الحوار لإيجاد مخرج، ومن ثم معالجة الأمر واحتواء الخلاف وعدم تمكين الخلاف من التوسع، حتى لا يصعب الأمر ولا يتسع الخرق على الراقع.
• في خضم تطورات المواقف الأميركية الأخيرة، هل من تداعيات لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي على هذا الحوار الخليجي الإيراني؟
ــــ لا علاقة للحوار بالعمل الأميركي، فرسالة سمو الأمير المبنية على الحوار هي رسالة حية، صحيح يمكن أن تكون غير متحركة الآن، لكنها حية وأنا واثق بأنها ستثمر عاجلا أم آجلا في جوهرها. ونحن نراهن على هذه الرسالة وهذا الفكر، لأن أهمية الرسالة تكمن في صاحب الرسالة والمبادرة ومضمونها أيضا. وأما تأثير بعض هذه الأمور على هذه الرسالة، فغير وارد تماما، لأن الأمر يتعلق بشأن إقليمي وحوار بين الجيران وعلى الأطراف أن تدخل فيه بنوايا حسنة وتخرج بنوايا حسنة، ولا أحد يستطيع من الخارج أن يؤثر في هذا الحوار لأن أبناء المنطقة والإقليم أجدر بما هو جار في اقليمهم، ندعم بعضنا في الضراء ونفرح في السراء، لا أحد يستطيع أن يفرقنا أو يدق اسفيناً بيننا أو يرسم لنا شيئا. وإيران دولة مسؤولة وتلعب دورها الايجابي لاستتباب الأمن والاستقرار في الإقليم وتتعامل مع جيرانها ولا يفوتني أن أذكر رؤية فخامة الرئيس روحاني منذ انتخابه قبل ست سنوات، حيث أكد مثلما تؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن العلاقات الإيرانية والاقليمية والمنطقة، لا بد أن تكون متينة ودقيقة وسليمة، ونحن نراهن على هذه الفكرة ونؤكد عليها. وكل الشكوك وأي تردد يمكن أن يحل بالحوار والمصارحة، لكن لا توجد تأثيرات خارجية، فنحن أبناء الاقليم ونحن من يقرر ومن يرسم مستقبلنا بأيدينا.

مثالٌ حيّ
• الرؤية التي تفضلتم بها مغرية ولافتة للنظر، لكن كيف تُفهم في ظل اتهامات لطالما وُجّهت إلى إيران بالتدخل في شؤون دول المنطقة؟
ــــ سمعنا الاتهامات الموجهة لنا منذ عقود، وأتمنى أن يكون التعاون والتعاضد والعمل المشترك، هي بوصلتنا واتجاهنا لتبيان الأمور، وإيران تلعب دورا في مكافحة الإرهاب في الإقليم وهذا الدور إيجابي، ويجب ألا نصبغ كل شاردة وواردة بصبغة التدخل، بل بالعكس إيران مع الحوار وحلحلة جميع القضايا في الإقليم، نحن مع الحوار السياسي في اليمن وسوريا والعراق، وإيران دعمت العملية السياسية والشرعية في العراق وحضرت في العراق وسوريا بناء على طلب الحكومتين وتدعم العملية السياسية في لبنان وتشارك بقوة في محادثات أستانة.
وفي ما يخص اليمن، اقترحنا مبادرة من أربع نقاط، وإيران هي من شجعت الأطراف المعنية بالمشاركة في المفاوضات التي جرت قبل سنة في الكويت، والحديث عن إيران يمكن ان يأتي بمنظار آخر هو منظار التعاون والمنظار الايجابي. وهنا نستذكر كمثال كيف تتعامل إيران مع القضايا الإقليمية، وبالمناسبة اذكر مثالا في حين نستذكر ذكرى الغزو الأليمة التي تعيشها الكويت ذكراها هذه الأيام، وأترحم على أرواح الشهداء واستذكر المقاومة الكويتية التي قاومت الغزو الغاشم سبعة أشهر، فكيف تعاملت إيران مع هذا الأمر قبل 28 عاما؟ إيران من أوائل الدول التي أدانت الغزو وفتحت قلوبها قبل حدودها، حيث دخل آلاف المواطنين والمقيمين في تلك الفترة حتى تعافى الوضع، وبعضهم استقر في إيران وبعضهم غادر.
كما قامت إيران باطفاء حقول النفط والآبار الكويتية.. هذه هي إيران، وهذا مثال حي ومن هو في الخمسين أو الستين من العمر، يتذكر هذه المبادرة الإيرانية التي لا يزال الطرف الكويتي يثمنها ويقدرها.
والآن عندما تحتفل الكويت بالدول التي شاركت في تلك العملية، يستذكر الاخوة الكويتيون دور إيران إلى جانب دور بريطانيا والولايات المتحدة واليابان، ونحن نرید سماع هذه الأمور. ففي تلك الفترة كان واجبا علينا ونحن أثبتنا عمليا أننا كنا إلى جانب الجار في الضراء، هذا هو دور إيران الاقليمي الذي يساعد الجيران في جميع الظروف، ونريد ان نستذكر أن إيران قبل الكويت، اكتوت بنار الطغمة الحاكمة في العراق لمدة 8 سنوات، واستبيحت 16 الف كلم مربع من أراضيها، ونحن نشترك مع الكويتيين في هذا الألم والمحنة وان شاء الله ندعم بعضنا.

مشروع الجزر
• ركز النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، الشيخ ناصر صباح الأحمد، في حديثه مرات عدة عن مشروع الجزر الخمس، على الدور الإيراني والتعاون الكويتي الإيراني واستقرار منطقة الشمال أمنياً، كيف ترون دور إيران في تنمية المنطقة مستقبلاً؟
ــــ نحن نرى أن هذه النظرة حكيمة، والاعتماد على الاقتصاد والاستثمار والموارد المالية سيسهم في النهوض بالمنطقة، التي لها مقدراتها وكفاءاتها، ودول الاقليم تعتبر دولاً غنية، والرهان على هذه الرؤية هو رهان رابح.
ونحن تابعنا زيارة سمو الأمير إلى الصين، وحديثه عن المنطقة الشمالية، الذي يعتبر حكيما ودقيقا، حيث نؤكد أن النهوض بالمنطقة يتم من خلال ابنائها. وبحكم اننا جزء من هذه المنطقة فنحن في إيران مستعدون لتفعيل رؤية سمو الأمير لعام 2035، وما تحدث عنه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر الصباح في هذا المجال، وقد رحبنا بهذه الفكرة، ونعلن استعدادنا التام لانجاح هذه الرؤية، لأننا مرتبطون في نهاية المطاف والاتجاه نحو آسيا الوسطى من خلال إيران هو امر ممتاز، لأننا متطورون جدا في مجال نقل البضائع والمواصلات إلى اسيا الوسطى، والكويت في الماضي كانت سباقة في هذا المجال، لأنها كانت بوابة لإيصال النشاط التجاري وكلما نهضت الكويت نهضت إيران وأمن الكويت من أمن إيران، وأمن العراق ايضا من امننا جميعاً، ونحن مستعدون لهذا التعاون، بعيدا عن أي أجواء تشاؤمية، أو تراكمات قديمة فنحن نريد مستقبلا افضل للمنطقة.

إغلاق «هرمز»
• هدد بعض المسؤولين الإيرانيين بإغلاق مضيق هرمز بسبب الضغوط الأميركية بفرض عقوبات على إيران ومنع صادراتها من النفط. هل التهديدات جدية؟ وهل ستلجأون إلى هذا الخيار فعلا؟
ــــ لقد نفى فخامة الرئيس روحاني هذا الأمر، وقال نحن نبحث عن الأمن والاستقرار في الاقليم، ونتمنى أن يستتب الأمن والأمان في المنطقة، ولا نريد أن يتحرش الآخرون بنا على بعد آلاف الكيلومترات، عليهم أن يتركوا الاقليم يعيش بحاله ولو نتحدث عن تحالف ما فلنتحدث عن تحالف اقتصادي أو تجاري واستثماري.
• وفي حال نفّذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديداته بوقف صادرات النفط الإيرانية، فهل انتم مستعدون لاجتراح بدائل لتسويق نفطكم؟
ــــ هذا الأمر بحثته الأوساط المعنية في إيران، حيث طرحت بعض الحلول كأن يكون تسويق النفط الإيراني من خلال القطاع الخاص.

40 ألف إيراني في الكويت

في رده على سؤال عن أفراد الجالية الإيرانية المقيمة في الكويت، قال السفير علي رضا عنايتي إن عددهم يقدّر الآن بنحو 40 ألف إيراني، وذكر انهم يعيشون في الكويت بمنتهى الاحترام والكرامة، ويتلقون كل الدعم من الدولة المستضيفة.
وأوضح أن مجالات عملهم متنوعة، حيث نجدهم في قطاعات عدة كالبناء والخدمات والمطاعم والتجارة واستيراد المحاصيل الزراعية والثروة السمكية، وأيضا الصناعات الحرفية كالسجاد.

الأجواء مفتوحة

قال عنايتي إن الطائرات الإيرانية التي تحمل الحجيج الإيرانيين إلى السعودية، تعبر يوميا الأجواء الكويتية، أما سبب منع احدى طائرات الخطوط الجوية الايرانية من العبور الثلاثاء الماضي فيعود إلى مشكلة فنية تتعلق برقم الرحلة لدى عودة الطائرة من المملكة، لكن تم تدارك الأمر في اليوم ذاته ومرت الطائرة. وأضاف: «الأجواء مفتوحة بين البلدين، وتنقل طائراتنا ضيوف الرحمن الى السعودية منذ أكثر من أسبوع».

المحطة الثانية

عُيّن عنايتي سفيراً لدى الكويت في عام 2014، ووصل الى البلاد قبل اسبوعين من الزيارة الرسمية التي قام بها سمو أمير البلاد إلى إيران، وشغل قبل ذلك على فترتين، منصب نائب سفير لبلاده لدى السعودية، حيث خدم أربع سنوات في الرياض وأربع سنوات أخرى في جدة.

أزمات اليمن وسوريا والعراق.. وحلولها

بسؤاله عن الاوضاع المضطربة في كل من اليمن وسوريا والعراق، قال عنايتي: ان استمرار الوضع في اليمن على الوتيرة نفسها مؤسف جدا، لكن لو تتغير البوصلة باتجاه الحوار، فبالتأكيد ستتغير الأمور إلى الأفضل، لأن وقف اطلاق النار اليوم أفضل بكثير من الغد، فهو سيعود بالنفع على الاقليم بشكل عام، ولو اتفقت الأطراف المعنية في الكويت حين تمت استضافتها لمدة تزيد على ثلاثة أشهر، لتحسن الوضع.
لقد أبرزت الكويت نيتها الحكيمة والسديدة بجمع الأطراف وإعطائهم الفرصة للحوار من دون سقف زمني محدد، كما نريد نحن أيضا أن يكون هناك حل سياسي يرضي جميع الأطراف.
وبخصوص سوريا، لفت الى ان دخول إيران في مفاوضات «الأستانة» ودعم الشرعية يعتبران جزءاً من الحل، وقد بذلت جهوداً كبيرة في إنجاح العملية السياسية والحوار، نحن لسنا معنيين باتخاذ القرار في سوريا أو لبنان أو اليمن أو العراق، لأن ذلك يعود إلى الشعوب، ونحن لا نتدخل في أمورهم اطلاقاً، ولا يحق لنا التدخل، وهذا ما نلتزم به جميعا في هذا الاقليم، فمستقبل سوريا لو يمر بالعملية السياسية بعيدا عن الحروب سيكون هناك أمل، والامر في نهاية الامر متروك للسوريين حكومة وشعباً.
وفي الشأن العراقي، قال ان العراق غني بشعبه وثقافته وموارده وتاريخه، لكن ما ألمّ بالعراق من الحكم البعثي، الذي ظلم الشعب والجار كان أكثر من هزة أرضية بقوة 10 ريختر، والعراق اليوم يريد أن يسترد عافيته من أجل خدمة شعبه وإقليمه، ويواكب ما فاته من دور حضاري وثقافي وتجاري وسياسي، ونحن دعمنا العراق في شتى المجالات، وتجاوزنا ما ألمّ بإيران من اجتياح لأراضيها وازهاق للأنفس وإهدار للأموال، لأننا ننظر إلى المستقبل، ونحن نثمن ما قامت به الكويت باستضافة مؤتمر إعادة إعمار العراق في فبراير الماضي من أجل استقرار العراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى