المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

طب وصحة

فحص دم جديد لرصد سرطان المبيض

 

تَقِلّ نسبياً حالات سرطان المبيض التي يتم تشخيصها في مراحلها الأولى، لذا تخسر نساء كثيرات فرصة تلقي علاج فاعل. لكن قد يتغير هذا الوضع بفضل فحص دم جديد.

حين يستطيع الطبيب أن يُشخّص السرطان في مرحلة مبكرة، ستتحسن فرص نجاة المرضى بعد العلاج.
إلى جانب اختبار الحوض الشامل، يستطيع الطبيب أن يلجأ إلى اختبارَين لتشخيص الحالة: فحص المهبل بالموجات فوق الصوتية واختبار مستضد السرطان 125.
لكن يبقى الاختباران محدودين على بعض المستويات. يسمح الفحص بالموجات فوق الصوتية للطبيب بالبحث عن أي أورام في المهبل وقنوات فالوب والمبيضين، لكنه لا يستطيع معرفة ما إذا كان الورم سرطانياً.

أما اختبار مستضد السرطان 125، فيُقيّم مستويات مؤشر سرطان المبيض في الدم. لكن تكمن المشكلة في ارتفاع مستويات هذا المستضد أيضاً لدى أشخاص مصابين بحالات مختلفة بالكامل.

ذكر المشرفون على الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة “الاتصالات البيوكيماوية وأبحاث الفيزياء الحيوية” أن مستويات مستضد السرطان 125 في مصل الدم قد ترتفع أيضاً لدى المصابين بأمراض غير خبيثة مثل بطانة الرحم المهاجرة، ومرض التهاب الحوض، والتهاب الكبد أو تليّفه، وخلال الحمل، أو عند ظهور كيسات على المبيض، أو أثناء المرحلة الجريبية من الدورة الشهرية.

لهذا السبب، سعى الباحثون إلى تطوير فحص دم جديد وأكثر دقة لرصد سرطان المبيض.
يعمل فريق البحث في جامعة “غريفيث” في منطقة “غولد كاست” أو في جامعة “أديلايد” في أستراليا.

دقة متزايدة

حدّد خبراء من جامعة “أديلايد” في البداية سمّاً جرثومياً تنتجه جراثيم الإي كولاي (“سوبتيلاز سيتوتوكسين”)، وقد اكتشفوا أنه يسمح لهم بتعقب الخلايا السرطانية البشرية.
تستطيع هذه المادة السامة أن تتعرّف على عناصر الغليكان الحمضية (سلاسل غير طبيعية من السكريات البسيطة التي تظهر على سطح الخلايا السرطانية). تنطلق هذه العناصر في مجرى الدم لاحقاً. صمّم الفريق المسؤول عن الدراسة الراهنة وحدة فرعية حميدة من السمّ. قد تتمكن هذه الأخيرة من تفعيل عملية التصاق السكريات البارزة في عينات الدم المأخوذة من المشارِكات المصابات بسرطان المبيض. وفق النتائج التي توصّل إليها الباحثون، رصد فحص الدم الجديد مستويات بارزة من مؤشر السرطان في %90 من العينات المأخوذة من نساءٍ في المرحلة الأولى من سرطان المبيض، وفي جميع العينات المأخوذة من نساءٍ بلغن مرحلة متقدمة من سرطان المبيض.
لم يرصد فحص الدم الغليكان السرطاني في أي من عينات الدم التي تعود إلى المشارِكات السليمات اللواتي شكّلن المجموعة المرجعية.
يظن الأستاذ جيمس باتون، المشرف على الدراسة ومدير “مركز الأبحاث عن الأمراض المعدية” في جامعة “أديلايد”، أن الفحص الجديد قد يشكّل خطوة عملاقة نحو تشخيص سرطان المبيض في مرحلة مبكرة.
يوضح باتون: “من المعروف أن سرطان المبيض يكون صعب التشخيص في مرحلة مبكرة، مع أن الخيارات العلاجية تتعدد ومعدلات النجاة تتحسن في هذه المرحلة بالذات. لذا قد يغيّر الفحص الجديد قواعد اللعبة بشكل جذري”.
يضيف الأستاذ مايكل جينيغز الذي شارك في الإشراف على الدراسة، وهو نائب مدير “معهد تحليل السكريات” في جامعة “غريفيث”: “قد يؤدي رصد مؤشر الورم هذا دوراً في الخزعة السائلة البسيطة التي تهدف إلى مراقبة مرحلة المرض وعلاجه”.
يخطط الباحثون الآن لإجراء تجارب أخرى على أن تشمل عينات دم إضافية، ويأملون أن يُحسّنوا الفحص الجديد ويتمكنوا من وضعه في متناول عامة الناس في نهاية المطاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى